صفحة الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي

طفلي يسألني
د . حميد مسلم الطرفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لست رياضياً ولكني أجد متعة كبيرة في متابعة المباريات الوطنية أحس حينها ان الوطنية من أمر ربي لا احد يدرك مقرها أهي في العقل ام في الروح ام في الفطرة  أنفعل وأتفاعل وأغتم وأهتم وربما أصرخ من غير وعي في اللحظات الحرجة وفي 15/11/2013  الموافق لـ 11 محرم حيث لعب العراق مع السعودية للتاهل لامم اسيا كانت النتيجة محزنة بتقدم السعودية على العراق بهدفين مقابل هدف غير ان مرارة النتيجة لم تكن أمرَّ علي من سؤال طفلي الذي لم يبلغ الحلم بعد بابا حكيم شاكر سني لو شيعي ؟  وتجاهلت السؤال فأصر الولد ( بابا لابس تي شيرت اسود يعني شيعي مو بابا) ؟ وبان الحنق على وجهي فأنا والله لا أدري من أي مذهبٍ هو فأجبته بانفعال هو عراقي وبس لا تسأل يا بني مثل هذه الاسئلة  نحن كلنا عراقيون يجب ان يحب احدنا الآخر من أي مذهب كان ومن أي دين وانكفأ الولد وراحت آهاتي تشتعل في داخلي فتناولت هاتفي لأسجل :  إننا أمة تحفر خندق موتها بيدها إننا أمة تهدم بيتها بمعولها وتدمر مستقبلها بنفسها ، قد يفرح البعض أنه يُنَمي عقيدةً في أطفاله ولكنه لا يلتفت أنه ينمي بجوارها عقد الكراهة والحقد لإخوته في الوطن وشركائه في المصير ، أتساءل أحياناً كي أكون شيعياً حقيقياً علي أن أكون موالياً حقيقياً لأهل البيت  ولكي أكون موالياً حقيقياً علي أن أتبرأ  من أعدائهم كما أتولاهم وعندما أتعمق أكثر  وموالياً أكثر عليّ  أن ألعن ( الأول والثاني والثالث والرابع ) فذلك يقربني الى الله زلفى وأفضل منه أن ألعن أشياعهم وأتباعهم  إلى قيام الساعة ولكي لا أكون منافقاً عليّ أن  أبغض كل من والى الاول والثاني وهو شريكي في الوطن  واذا كنت لا أرغب في ذلك  فلا حيلة عندي إلاّ أن أقلل تديني وأعتدل في حبي لمذهبي  وأتردد في قبول كل ما أسمعه أو أقرأه من حيثيات الدين والمذهب الذي انتمي اليه وكيف لي بذلك ومن شكك في كسر ضلع الزهراء عليها السلام أُتهم بأنه ضال ومُضِل ؟؟ !! وليس مهماً كل ما تقدم إن كنت فرداً عادياً من عامة الرعية فدينك لك واعتقادك لك وحرية معتقدك مصونة ولكن ماذا لو كنت في الحكم وانت من تسوس الناس فكيف ستصبغ المؤسسات التي تديرها إن كنت متديناً موالياً للفاروق أو لعلي  ، لقد خسر الشيوعيون في العراق لأنهم كانوا يُعلّمون المنتمين اليهم ان المادية الديالكتيكية تعني الالحاد وان الصراع  الطبقي يعني ان الدين أفيون الشعوب  فلم يجد من ينتمي اليهم إلا طريقين إما أن يتمرد على دينه ويسخر من المتدينين وإما أن يغادر الحزب من غير رجعة فاستثمر البعثيون ذلك  ليأججوا مشاعر العوام وأتبعهم السيد الحكيم ( قدس سره ) بفتواه الشهيرة ( الشيوعية كفر والحاد ) ليجدوا أنفسهم لقمة سائغة بأسنان البعثيين ، وبمثل هذا تتحجم الاحزاب الاسلامية  اليوم فالحزب الاسلامي عندما يبني قواعده فانه لا بد وان يمجد لهم الاول والثاني والثالث وحزب الدعوة لا بد وان يقرأ المنتمون الية أخبار السقيفة ونتائجها الكارثية على المسلمين ولكي تزداد شعبية الاول لابد ان تفاخر بـ ( الفاروق )  وانجازاته وفتحه بلاد الروم وفارس ولكي تزداد شعبية الثاني  ويكسب الشارع لا بد له من التذكير بمصيبة الزهراء عليها السلام و ( كسر ضلعها ) من الفاروق ولا ادري كيف يستطيع انصار أولئك وأنصار هؤلاء ان يحب بعضهم الاخر ، بل لا أدري كم من الوقت سيبقون منافقين لكي يظهر أحدهم احترام الاخر  . واذا كان النفاق مهنة عند بعض الكبار أو تفرضه عليهم التقية حيناً والسياسة  حيناً اخر فان الاطفال لا يستطيعون ذلك وهم على برائتهم سيسألون الاباء بابا ( هذا سني لو شيعي ) لست متفائلاً بحلول ناجعة لهذه الارهاصات توفق بين حق التدين وحرية الاعتقاد وبين حب الاخر والتسامح والعيش المشترك ولست على يقين ان التدين بهذه الطريقة يدعو له الرحمن الرحيم  ويريد منا أن نتدين به ولكن  الاشكال اكبر من  أن تحله أنامل أب انزعج من سؤال ولده فشعر بتسمم الاجواء من حوله فبادر الى انامله ليخط بها هذه الكلمات عبر لوحة المفاتيح التي يحملها هاتفه النقال  ، إرهاصات تستحق التأمل . 

hmft1961@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حميد مسلم الطرفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/01



كتابة تعليق لموضوع : طفلي يسألني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net