صفحة الكاتب : صادق غانم الاسدي

التظاهرات رقابة شعبية لأجتثاث المفسدين
صادق غانم الاسدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يقاس سمو وتقدم الشعوب بحسن سلوكها وتعاملها اليومي في كافة مجالات الحياة كما لايستغنى عن الثقافة  باعتبارها مصدراً مهما في تنظيم العلاقات الاجتماعية والتعامل الانساني والحضاري كون الثقافة هي مجموعة من الاراء والقيم والافكار والتقاليد تتحلى وتتعامل معها تلك الشعوب , فكم من دولة تنقصها القوة الاقتصادية والثروات الطبيعية ولكنها استغنت عن ذلك بحسن استقبال الوافدين اليها من خلال اظهار سلوكياتها فارتفعت منزلة لتتساوى مع ما وصلت اليه البلدان المتمدنة  من تطور حضاري وصناعي وحظيت ايضا باحترام وتقدير كافة الشعوب الانسانية , العلم بدون اخلاق لايرفع منزلة الفرد درجة واحدة , ما اريد ان اعبر عنه في بلدي العراق وما يظهر في مساحته الديمقراطية والتي انعم الله علينا بها بعد عقود من الزمن تجلت مخاوف الفرد من ان يدلي برأي ٍ مخالف للحكومة سواءً بالاشارة او بطريقة اخرى بريئة عفوية , ما نسمعه اليوم من خروج تظاهرات عديدة حتى اصبح منها مملاً ولاتجدي نفعا كون المطالب بعيدة وخيالية واهدافها متنوعة ولم تكن فيها اي تنظيم ولاتحمل في اجنداتها مظاهر التمدن والحضارة واللياقة الادبية , مع ان بعض المشاركين فيها لايعرفون اهداف التظاهر وماهو المطلب العام والرئيسي من ذلك التجمع سوى التعبير بهتافات لقضايا شخصية , قال لي الاعلامي والكاتب الصحفي الاستاذ خالد محمد الجنابي قد حضرت احدى التظاهرات في العام الماضي واستفسرت من بعض المشاركين عن اهم المطالب العامة في التظاهرةِ , فلم اظفر بجواب موحد ’احدهم قال لي خرجت اريد التعيين وهذا مطلب شرعي وحق من حقوق المواطن على الدولة والاخر قال نريد اسقاط الحكومة لكثرت الخروقات الامنية , والثالث نريد تغيير أعضاء البرلمان الفاسدين , ناهيك عن الهتافات الشخصية والتي تجعل من التظاهرة بعيدة عن الصفة الوطنية والمصلحة العامة , التظاهر حالة صحية وحضارية وهي مراقبة شعبية لعمل الحكومة والبرلمان وصوت مسموع ومخيف لايستهان به يستجاب له اذا اصر المتظاهرون على حمل اللافتات والشعارات التي تدعي ابناء الوطن للوحدة والحفاظ على الممتلكات العامة ويغلب عليها الصبر والتحمل , كما جرى في يوم 31/8/2013 حينما هب الشعب جميعا بصوت واصرار واحد على الغاء الامتيازات والرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب الجائرة , وتحدوا بذلك ارتفاع درجات الحرارة وضربوا اروع  الامثلة في التحدي والثبات رغم الاجراءات الامنية المشددة في حينها الا انهم استطاعوا ان يوصلوا رسالة الشعب الموحدة بعيدة عن الانانية والمطالب الشخصية واجمل ما ظهر من تلك التظاهرات في محافظة النجف الاشرف والتي حملت معاني الصدق وتخللتها الاهازيج والهوسات العربية لأيصال تلك المطالب بطريقة مرحبة بها, ,وهنالك صور يظهرها الاعلام عبر شاشته كل يوم عن شعوب العالم للتعبير عن مظلوميتها او رفضها لقرار لايخدم مصالحها باسلوب عصري متمدن لايعرقل حركة السير ولايعطل مصالح الفرد , لتكون رسالة حضارية ومنهج تربوي يعكس مدى تحلي تلك الشعوب والتزامها بالمبادى الانسانية  واتساع ثقافة المجتمع خالية من التهجم والاعتداء على الممتلكات العامة والنيل من الثوابت الوطنية والمعتقدات الدينية والتي تثير النزعات والاحقاد في اوساط المجتمع , انا مع كل تظاهرة تخدم الجانب الانساني وتوقف الظلم والتهميش  والاقصاء ومع الصوت الصادح للحق ولكن بالطريقة التي تعاملت معها تظاهرات البحرين والتي ابهرت المجتمع العالمي بحسن التنظيم واتخاذها جانب السلم  في السنين الماضية قرب دوار اللؤلؤة, مثل تلك الاعمال تنال اعجاب الصديق والعدو ,اذكر في احدى المباريات المقامة على ارض دولة خليجية كان العراق مع اليابان في مبارات مهمة وبعد فوز العراق اظهرت الصور مباشرة من الملعب ان جمهور اليابان قام بتنظيف المقاعد وجمع النفايات وحملها بيديه دون ان تكون ردة فعل سلبية لخسارة منتخبه وخرج من الملعب بتلك الصورة والتي لم تفارق اذهاننا كون الحالة حضارية تعكس رقي واخلاقيات نالت اعجاب الجميع  ,  وبصراحة لم تكن جميع التظاهرات التي شهدتها مدن العراق تحمل صفة التمدن ولم تمتثل بعضا منها للسلوكيات والقيم العربية والاسلامية على احترام مشاعر الناس واذواقهم  والحفاظ على الارواح والممتلكات العامة من بعض المغرضين والمدفوعين ليخلقوا حالة الفوضى والتصادم المسلح مع قوات الامن لتخلق ازمة جديدة وكراهية بين المواطن والاجهزة الحكومية ونحن بغنى عن ذلك وخصوصا ما نمر به من تحديدات تتطلب ان تتوحد الاراء والافكار واعتبار المصلحة العامة فوق كل مطلب فردي , فهنالك اعلام وفضائيات مغرضة  لاتنقل الصورة الناصعة والبيضاء , فتعمل على ايجاد ثغرة تنفذ منها لتنقل الصورة المغايرة للحدث ربما في بعض الاحيان  لم يجد المواطن ما يعبر عنه الا من خلال رفع لوحة فيها شعار وحرق صورة  فتقوم تلك الفضائيات ببث وتصوير مثل هذه الاعمال لتحريك غرائز ومشاعر الناس ,  أن الله سبحانه وتعالى انعم على شعبنا بعد أن سَقت دماء الشهداء تربة الوطن من اجل تنوير طريق الحرية والمحافظة على ذلك الانجاز يحتاج الى تظافر الجهود والتصدي بحزم لكل من اراد بنا سوءا.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صادق غانم الاسدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/25



كتابة تعليق لموضوع : التظاهرات رقابة شعبية لأجتثاث المفسدين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net