صفحة الكاتب : كفاح محمود كريم

قاضٍ أم نائب أم دلال؟
كفاح محمود كريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  قبيل انتخاباتنا الميمونة وهبوط الصمت الانتخابي، جن جنون المتنافسين كتلا وأحزابا ومرشحين في استعراضات لا ينقصها الكذب ولا الافتراء، وتزينها الكلاوات والوعود الفارغة، حتى انك تصاب بالاشمئزاز من تسول بعضهم للأصوات بشكل صفيق من خلال توزيعهم لرشاوى على شكل مبالغ نقدية أو دجاجية أو بطانيات ومدافئ، تذكرنا بدلالات البسطات أمام الأسواق المركزية واورزدي باك سابقا.

     لكن أبشع ما شهدناه حقيقة خلال الحملات الانتخابية تلك المشاهد التي احتوت على مساومات رخيصة جدا، وهي تستهين بالمواطن وتستغل سذاجته وحاجاته الأساسية في السكن أو التملك، ضمن حقوقه الإنسانية المهمة على الدولة ومؤسساتها، دونما منة أو فضل من احد، ولعل الكثير من أولئك الذين حاولوا تجديد عضويتهم في بقالة مجلس النواب وخاصة ممن ذاقوا الطعم وعرفوا من أين تؤكل الكتف وحولوا " الهور إلى مرك والبردي إلى خواشيك "* كما تقول الدارجة العراقية في أجمل توصيفاتها لأهل المزايدات والمبالغات وهم يمهدون لرجعتهم الثانية أو الثالثة إلى عالم المزايدات والامتيازات وسوق دماء ودموع وقوت شعب أدمن نظام القطيع تحت خط الفقر وتخدير مختلف الشعارات من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها!؟

     ولعله ونحن في مسيرتنا الديمقراطية ذات الألف ميل ما زلنا في خطواتها الأولى، أكثر ما يؤلم سلوك أولئك الذين شغلوا مناصب تنفيذية بمختلف المستويات من دولة الرئيس إلى فراش المدير، واستغلوا تلك المواقع والمناصب وصلاحياتها لغرض الدعاية الانتخابية لشخص أو حزب أو كتلة، بل إنهم استخدموا آليات حكومية وأموال عامة وعقارات تابعة للدولة، إضافة إلى الأراضي التي وعدوا بتوزيعها وتمليكها لأولئك المصابين بالعجز الأبدي في المال والسكن والعمل من الفقراء في جيوبهم وعقولهم ووعيهم، أولئك الذين كانوا عبر التاريخ محط استغلال كل الأنظمة والأحزاب اليسارية واليمينية حتى تحولوا إلى قطعان تقودهم ذئاب بشرية تسلقت سلالم السلطة والمال في زمن كوليرا الأخلاق والقيم!؟

      ولا غرابة أن نشاهد نموذج من تلك المساومات الرخيصة لحاجات الفقراء حينما يتم استبدالها بأصواتهم والتهديد بالحساب بعد الانتخابات في مصداقية التصويت لمن سيمنحهم تلك الأراضي؟*

      مشاهد يتوقف عندها المرء عاجزا أو حائرا أمام تعريف لصاحبها أو توصيف لفعله ومهنته فيتيه بين عناوين عديدة، هل هو القاضي الذي وقف أمام ميزان العدل ليحكم مجرمي النظام السابق الذين اخترقوا القوانين واستغلوا مراكزهم ومواقعهم لاستغلال الشعب والاستحواذ على السلطة، أم هو النائب الذي انتخبته الأهالي لكي يمثلها ويدافع عن حقوقها بعدالة وشفافية، أم هو دلال في سوق للمزايدات والمساومات في أسواقنا الشعبية بالشورجة أو باب الطوب أو سوق هرج!؟

     حقا ما أصدق الحديث الشريف " كيف ما تكونوا يولى عليكم!؟ "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
•    مثل شعبي عراقي يضرب على من يبالغ في الأمور فيحول الاهوار إلى موائد طعام وعيدان البردي إلى ملاعق للأكل! 
•    يوتيوب يظهر مساومات مع مجموعة من فقراء الفلاحين لقاء إعطاء أصواتهم:
 


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كفاح محمود كريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/05



كتابة تعليق لموضوع : قاضٍ أم نائب أم دلال؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net