صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير حول الأوضاع السياسية الجارية في البحرين والإنتخابات التشريعية الرابعة في نوفمبر القادم
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

بسم الله الرحمن الرحيم

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً}.

{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } صدق الله العلي العظيم.

في البداية نبارك لجماهير شعبنا البطل الصامد إطلاق سراح الباحث والكاتب والمحاضر الكبير سماحة حجة الإسلام السيد محمود الموسوي الجمري الذي تم إطلاق سراحه أمس الإثنين ونتمنى إطلاق سراح أكثر من 4500 معتقل يقبعون في سجون الحكم الخليفي الديكتاتوري الفاشي.

 

يا جماهير شعبنا البطل في البحرين ..

يا شباب ثورة 14 فبراير الأبطال البواسل..

 

بعد ثلاث سنوات من تفجر ثورة 14 فبراير أصبحت السلطة الخليفية في طريق مسدود مع الثورة والشعب والقوى السياسية الثورية ، وحتى مع الجمعيات السياسية ، فكل الأجنحة في العائلة الخليفية لا تريد الإصلاح ولا التحول الديمقراطي الحقيقي ، وإنما تريد الإبقاء على الوضع وإرجاعه إلى ما قبل 14 فبراير.

فبعد مطالبة الجماهير والقوى السياسية بمحاكمة رئيس الديوان الملكي وعزله ، إضافة إلى عزل رئيس الوزراء وإنهاء حكومته أصبح هناك تحالف وثيق وقوي بينه وبين رئيس الوزراء مما حذى بالطاغية حمد للإنضمام لهذا التحالف من أجل البقاء ، فأصبحت حلقة ولي العهد الطاغية سلمان بحر هي الحلقة الأضعف.

والسلطة الخليفية تريد وبكل قوة أن تجر الجمعيات السياسية المعارضة إلى الدخول في الإنتخابات ولكن بثمن بخس ، وليست عابئة بمشاركتها أو عدم مشاركتها، وفيما لو لم تشارك فإن شخصيات شيعية مستقلة ستشارك في الإنتخابات وسيأتي مجلس نيابي على غرار برلمان 2002 إلى 2004م.

ولذلك فإن الجمعيات السياسية أرسلت تهديدات بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية المقررة أن تبدأ للفصل التشريعي الرابع في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2014م.

وتأتي هذه التهديدات تعبيرا عن إعطاء السلطة الخليفية ضوء أخضر بأننا نطمح للمشاركة في الإنتخابات ولكن ننتظر الضوء الأخضر من الملك حمد والسلطة الخليفية ، وبالطبع فإن الجمعيات السياسية فيما لو جاءها رد من الطاغية حمد فإنها ستشارك لا محالة في الإنتخابات حتى ولو لم توافق السلطة على مطالبها بحكومة منتخبة مكتفية بدوائر إنتخابية عادلة في ظل سياسة تجنيس سياسي مخيف وتغير كبير وملحوظ في التركيبة السكانية الجديدة في البحرين حيث يرى الكثير بأن معدل التركيبة السكانية وصل إلى 52% للسنة بما فيهم المجنسين و49% للشيعة وهذا ما سكتت عنه السلطة وتريد الإعلان عنه بعد إنجاح الإنتخابات البرلمانية القادمة.

ويبدو أن وراء الكواليس صفقة سياسية بين الجمعيات السياسية والسلطة ستأتي في وقتها من أجل مشاركتها في الإنتخابات.

أما فيما يخص الجمعيات السياسية وعلى رأسها جمعية الوفاق ، فإنها خرجت من العملية السياسية بعد ثورة 14 فبراير 2011م ، لتأمل بالحصول على مكاسب سياسية من خلال حوارها مع السلطة لتستأثر بعد ذلك بالكيكة والكعكة بالحصول على أغلبية في مجالس البلدية والبرلمان وعدد من الوزارات الخدمية في أي عملية سياسية وإنتخابات تشريعية قادمة.

ويبدو أن وضع جمعية الوفاق وضع مربك لأنها وكما أسلفنا في بيانات سابقة بأن مشروعها مشروع حكم وسلطة والحصول على مكاسب سياسية ، وليست مشروع ثورة وتغيير سياسي جذري أو إسقاط نظام ، وهي اليوم تعيش ظروف صعبة لأن من جاء وتحالف معها قد تعب وهو ينتظر الحصول على مراكز ومناصب في البرلمان ومجالس البلدية أو حقيبة وزارية ، وإذا ما لم تشارك الوفاق في الإنتخابات البرلمانية القادمة فمن الممكن أن ينسحب الكثير ممن تحالف معها خلال ثلاث سنوات مضت من خروجها من العملية السياسية.

أما فيما يتعلق بالموقف البريطاني فهو الموقف الأكثر تشددا من الموقف الأمريكي ، حيث لا يرغب في إجراء إصلاحات سياسية حقيقية ويصر على الإبقاء على الوضع السياسي ودعم آل خليفة إلى أبعد الحدود بحجة أن ثورة 14 فبراير تحولت من مطالب إصلاح إلى إرهاب ، حيث أن الشعب وبعد كل تضحياته طالب بإسقاط النظام ورحيل الطاغية حمد وعائلته ومحاكمتهم كمجرمي حرب ، وهذا ما أغضب المستعمر البريطاني.

وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي فهو يطالب الجمعيات وعلى رأسهم الوفاق بالمشاركة في العملية السياسية والإنتخابات ولو على سقف متدني ، فالمهم المشاركة في الإنتخابات والحصول على الأغلبية البرلمانية ومجالس البلدية وحتى حقائب وزارية ، عبر ما تراه الإدارة الأمريكية أنه مشاركة ديمقراطية لحصول الوفاق على الأكثرية في الإنتخابات مع إمكانية الحصول على حقائب وزارية ، وعدم المطالبة بحكومة منتخبة ورئيس وزراء منتخب أو ما طرحته الجمعيات السياسية في وثيقة المنامة.

أما الموقف السعودي فهو موقف متشدد من التغيير والإصلاح السياسي ، فهو مصر على الإبقاء على الوضع على ما هو عليه ولكنه وأمام الضغط الشعبي والدولي والإقليمي يسعى للتفاوض والحوار مع دول الجوار ومنها إيران لحلحلة الملفات العالقة معها في لبنان وسوريا والعراق واليمن ، علما بأن السعودية تعاني من صراع أجنحة قوي فيما أن مليكها الطاغية عبد الله يصارع الموت في مستشفيات أمريكا.

أما السلطة الخليفية فهي قد وصلت إلى طريق مسدود مع الشعب المصر على مطالبه في حقه في تقرير المصير ورحيل العائلة الحاكمة ومحاكمة القتلة والمجرمين والسفاحين ومجرمي الحرب ومرتكبي مجازر الإبادة الجماعية وخصوصا فيما يتعلق بلمف التجنيس السياسي.

الشعب البحراني الذي قدم التضحيات لا يمكن للجمعيات السياسية وعلى رأسها الوفاق أن تتجاوزه ، كما أن القادة والرموز الدينية والسياسية في السجن وعلى رأسهم الأستاذ عبد الوهاب حسين والعلامة الشيخ محمد علي المحفوظ والأستاذ حسن مشيمع لا زالوا يصرون على رفض الحوار والمطالبة بإسقاط النظام.

والسلطة الخليفية سعت من جهتها لتطميع المناضل الحقوقي نبيل رجب بصفقة سياسية لإنهاء الحراك السياسي ، بينما رجب رفض العرض الخليفي كما رفض العرض الأمريكي لأن الولايات المتحدة والسفارة الأمريكية قد رفعت عنه الحصانة وأعطت الضوء الأخضر لسجنه لأكثر من عامين.

وأخيرا فإننا نرى بأن بيانات المقاطعة من الجمعيات السياسية ومواقف بعض رؤساء الجمعيات السياسية ما هو إلا رسالة للسلطة الخليفية والطاغية حمد بأن لدينا رغبة شديدة وجامحة للمشاركة وإن مواقفها هذه ما هي إلا تعبيرا عن مطالبتها بضوء أخضر من الملك والسلطة بالموافقة على بعض مطالبها لكي تعلن عن مشاركتها وتطالب الشعب بالمشاركة وتطالب العلماء والمؤسسة الدينية بالموافقة على المشاركة في الإنتخابات البرلمانية القادمة.

وخلال الخمسة أشهر القادمة لن تقدم السلطة الخليفية تنازلات ولا حل سياسي شامل ولن توافق على حكومة منتخبة ولا قضاء مستقل ولا أمن للجميع ، وستقوم بإجراء الإنتخابات التشريعية في موعدها وإنجاحها وليأتي برلمان على غرار برلمان 2002م من المستقلين والشخصيات السياسية الشيعية التي ترغب بالحصول على مقاعد لها في البرلمان القادم.

أما فيما يتعلق بالقوى الثورية المتمثلة في إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وتيار العمل الإسلامي وتيار الوفاء وحركة حق وحركة خلاص وحركة أحرار البحرين الإسلامية ، فإنهم سيبقون مصرين على موقفهم الرافض للحوار والإنتخابات البرلمانية مطالبين بإسقاط النظام.

وأخيرا فهل ستشارك الجمعيات السياسية المعارضة في الإنتخابات وتطالب الشعب مباشرة وعبر المؤسسة الدينية ورجال الدين بالمشاركة في ميثاق خطيئة آخر والمشاركة في الإنتخابات التشريعية القادمة؟!!.

إننا نترك الأمور خلال الخمسة شهور القادمة للشعب وجماهيرنا الثورية وشبابنا الثوري ، ونترك الأمور لتطور الأوضاع السياسية في المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط ، حيث أن كثير من بلدان المنطقة ومنها الكويت يسعون إلى حلحلة الملفات العالقة بين هذه الدول ، خصوصا بين إيران والسعودية فيما يتعلق بملف البحرين وملفات أخرى سياسية في العراق ولبنان وسوريا واليمن.

كما أننا نتمنى من شعبنا الواعي والذي قدم التضحيات الجسام وأنهارا من الدماء أن يكون على قدر كبير من الوعي والمسئولية وأن لا يتنازل عن تضحياته ودماء شهدائه وما قدمه من آلاف الجرحى والمفصولين والآلاف من المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والحقوقيين والقادة والرموز والحرائر الزينبيات ، وأن لا يتنازل عن ما تعرضت له كرامته وأعراضه من إنتهاكات داخل السجون وخارجها.

إننا على ثقة هذه المرة بأن شعبنا لن ينجر إلى التسويات السياسية السطحية ، ولن يتنازل إلى رغبة الأمريكان والإنجليز والحكم السعودي في الرياض بالإبقاء على العائلة الخليفية وإفلات طاغيتها حمد ورموزها وجلاوزتها وجلاديها وقطعان مرتزقتها من المساءلة والعقاب والمحاكمة في محكمة الجرائم والجنايات الدولية ، ولن يقبل بالهرولة وراء الجمعيات السياسية التي تلهث وراء السلطة والمقام والمكاسب السياسية على حساب ثورة عظيمة كبرى كثورة 14 فبراير المجيدة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/03



كتابة تعليق لموضوع : بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير حول الأوضاع السياسية الجارية في البحرين والإنتخابات التشريعية الرابعة في نوفمبر القادم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net