صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

يامسكين كم أنت مسكين
هادي جلو مرعي

 أعتذر لكم. لكن لي الحق في التساؤل مثل أي مواطن منهك يكاد يذهب الحر بعقله، وتتنازعه المخاوف والهواجس، ولايقين لديه في المستقبل، ولايعرف بالضبط الى أين تتجه به الأحداث فكأنه حيوان بري صغير تاه عن أمه التي ذهبت لترعى مع القطيع وأخذتها الغفلة وهو لايهتدي إليها، ولاهي تعرف كيف السبيل الى صغيرها، بينما تتربص وحوش البرية به، وبأمثاله من الصغار الضعاف الذين لاقوة لهم، ولاقدرة على المقاومة، وهم عرضة للإفتراس قبل أن يروا شيئا من نعمة الحياة، كأنه قدر لامناص عنه، ولامرد لهن، ولابد من التسليم له بكل الأحوال دون إعتراض، أو إمتعاض، أو إفتراض فرصة للنجاة منه ومن عواقبه الوخيمة حتما.

في العراق يبدو الصراع على الحكم الهم الأول الذي يتحكم بهواجس الساسة ولايتيح لهم الفرصة لينظروا في معاناة وعذابات ملايين المواطنين، ويتردد الذين ينتقدون هذا التلكؤ في تشكيل الحكومة وضبط إيقاع الحركة السياسية، وبناء مؤسسات الدولة وتمكينها لأنهم يعتقدون بلاجدوى الصراخ والمطالبة بالحقوق، حيث لامستجيب، وربما كانت ردات الفعل عنيفة حيث يتعرض البعض من هولاء للشتيمة، وربما الإيقاع به وتهديده تحت عناوين وإفتراضات شتى، كأن يكون الناقد بعثيا، أو ضد النظام السياسي العام، أو إنه مدفوع بأجندات حزبية ومنافسة مقيتة، وربما جند من منافسين، لكن ذلك كله غير ذات جدوى، لأن النقد في كثير من الحالات يطال الجميع وليس فردا، أو جهة فمصيبة العراق مرتبطة بجميع الفاعلين في الساحة السياسية سواء في الحكومة، أو البرلمان، أو أقطاب العملية السياسية.

الدولة العراقية الحالية لاتستطيع الإمساك بحدودها، لاتتمكن من النهوض بمؤسساتها، لاتستطيع الوقوف بوجه التحديات الصعبة التي تطالها، لاقدرة لها على مواجهة أجهزة مخابرات دول الجوار العربي والإقليمي، ليس من فرصة في هذه المرحلة على الأقل للإدعاء بالسيادة الكاملة على القرار السياسي، وعلى مفاصل الدولة، فلاقدرة لجهة ما على ضبط الأمور، والحكومة العراقية الحالية التي تتهم بالتقصير تتنازعها مشاكل يفتعلها المنافسون الذين يريدون رأسها بكل وسيلة متاحة، فالمشروع الحقيقي لدى كل سياسي عراقي ولدى كل تكتل هو الوصول الى غرفة رئيس الوزراء والتحكم بالقرار في الدولة وليس بنائها. عشر سنوات مرت، ولم تتحرك هذه الدولة بكل ملياراتها للإنقاذ بغداد من حزام المزابل والأوبئة المخيفة التي تسببها حرائق المزابل، دولة بكل مؤسساتها، وبكل أموالها تفشل في تحقيق متطلبات الشعب البسيط منها والمعقد، ولايرى المواطن تغييرا، فقط هو يفهم لعبة التغيير على أساس تبديل فلان بفلان، وصعود هذا الحزب وهبوط منافس دون أن يقدم الذاهب شيئا، أو يعوض اللاحق فشل من سبق.


 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/06/11



كتابة تعليق لموضوع : يامسكين كم أنت مسكين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net