صفحة الكاتب : خضير العواد

ما بين الأنا السياسية والشخصية والقيادات الداعشية وداعش تكمن مآساة العراق وشعبه
خضير العواد



لقد تكون هذا المثلث من اضلاع متساوية في الطول فكان أحد الأضلاع الآنا السياسية والشخصية وكان الثاني جميع القيادات السياسية التي تقود المجاميع الإرهابية من داخل العملية السياسية وتجعل لها غطاء سياسيا وإعلاميا ودفاعيا وماليا بالإضافة الى الضلع الثالث الذي يمثله داعش وبقية المجاميع الإرهابية التي لا تعرف من هذه الحياة إلا لغة القتل والحرق وقطع الرؤوس والزنا ، هذا المثلث الذي يحتوي على زوايا حادة متساوية بالقياس قد أطبقت عليها الأضلاع التي تكونها وجعلت من وجودها وحياتها موضع الضيق والقلق والموت ، هذه المثلث الذي يشابه مثلث برمودا في وجوده وعمله ولكنه أشد قسوة وعنف من مثلث برمودا الذي أختلف عن هذا المثلث في حقيقة مصدره ووجوده ، لهذا فمهمة شعبنا العظيم ليست سهلة أو بسيطة لأن العدو الحقيقي هو من تسلم السلطة وأرتقى الى قياداتها وهو ليس أهلاً لها ولا يفكر في منح السعادة والحياة الأمنة الكريمة للقواعد الشعبية التي أعطته ثقتها ووكالتها ، بل أكبر همه الأستحواذ على أكبر ما يمكن من مكاسب مادية ومعنوية حزبية أو شخصية وليذهب المواطن والوطن الى الجحيم ، وهذا التفكير هو القاعدة الأساسية لتحرك أغلب القيادات الشيعية المتوغلة في العملية السياسية ، وهذه القاعدة قد نتج عنها الأستهتار بالدم العراقي فكانت وما زالت المذابح اليومية التي قل نظيرها في العالم والقيادي السياسي الشيعي لا يهتز له جفن أو تتحرك له شفاه في قول الحق والدفاع عنه عن طريق وضع الكلمات في مواضعها التي خلقت من أجلها بل ضاع السياسي الشيعي في قاموس الدوبلماسية والمجاملات والحلم الذي لم ينزل الله به من سلطان والحكمة المزيفة التي تمثل النفاق السياسي والإنساني، وهذا جميعه من أجل كسب الأخرين ، كسب الأخرين ليس من مصلحة العملية السياسية كاملة أومصلحة العراق بل من أجل تحالفات جديدة ومكاسب جديدة وسلطات أوسع ، لأن الأخرين الذين نتطلع الى كسبهم كانوا يقودون القاعدة في زمن الزرقاوي وقد اثبتت الداخلية العراقية عندما قتل الزرقاوي وجدوا أغلب القيادات السياسية السنية كانت على أتصال معه وهذه الايام جميع مكونات الشعب العراقي قد أطلعت على المعلومات التي أثبتت الأتصالات المستمرة ما بين عزة إبراهيم والكثير من القيادات السياسية السنية بالإضافة الى كاكا مسعود ، وغيرها من الأدلة الكثيرة التي تثبت إرهاب أغلب القيادات السياسية السنية والتي يمتلكها كل مواطن عراقي ، فوجود قيادات سياسية شيعية لا تمتلك إلا هم السلطة والمكاسب السياسية والمالية وتبذل كل ما يمتلكه العراق من شعب من أجل كسب هوى القيادات السنية التي ستساعدها في الوصول الى هذه الأهداف نتج عنه الإرهاب بمجاميعه المختلفة إن كانت داعش أو القاعدة أو النقشبندية أو البعثية وغيرها من أدوات القتل والدماروالموت، لهذا فأن الأوضاع في العراق جداً صعبة وخطرة لأن العدو الأول للشعب هم قياداته الذين خانوا الأمانة عن قصد أو من غير قصد ، وحقيقة ما يعاني منه هذا الشعب المظلوم يظهر معناه حديث للإمام علي عليه السلام وهذا مضمونه ( من ساءت بطانته كمن غص بالماء فأن غص بغيره ذهب إليه ) وقد أخذ هذا المعنى الشاعر وقال (الى الماء يسعى من يغص بلقمة الى أين يسعى من يغص بماء) ، فإذا كانت القيادة قد ضاعت في مكاسب الدنيا وزخارفها فمن للشعب في مواجهة داعش ومن يقوده ويدعمه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خضير العواد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/26



كتابة تعليق لموضوع : ما بين الأنا السياسية والشخصية والقيادات الداعشية وداعش تكمن مآساة العراق وشعبه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : سيف الدين ، في 2015/04/27 .

ان المشكلة ليست متوقفة على داعش ايها الكاتب.

ان امم قبلنا احتلت ودمرت بالحرب عليها ولنتذكر المانيا دمرت بالكامل بعد الحرب العالمية الثانية ولكن هلال خمسة سنوات من ذلك التديمير فأذا هي تنهض وتسمع اسم المانيا من جديد رغم تقسبها واقتطاع جزء منها ، وها هنا في العراق الكل تتكلم وتتبجح ولكن اين هو عملهم واين هي وطنيتهم والاهم التظاهر بالتدين واتباع ما انزله الله وما سار عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وصحبه والاهم آل بيته رضي الله عن جميعا.

كان يا ما كان، في قديم الزمان...
أولئك الذين دمائهم غير نقيّة فنبعثهم إلى طهران... في سفرة ممتعة بين السهول الخضراء وشجر الجوز والعنب والرمان... نحيطهم بالمودّة وما تكنّه أنفسنا من الحنان... الرجال نحبسهم، و نخلّي سبيل الأطفال والشيوخ والنسوان...
دخل علينا جبابرة الأرض وقالوا أتيناكم محررين لا فاتحين وجلبنا معنا الهامبركر والكوكولا والعمران... أصطحبوا معهم جنود من بولندا وهندوراس واليابان... قلنا ها هو التغيير والطوفان... هدّت قلاع عالية مبنيّة من دمائنا و جماجم آباءنا، وهرب بطلنا ونام في حفرة مع الفئران... خاف قياصرة الارض وإرتعشت كراسي العربان... البعيدين منهم وكلّ الجيران...
جاء معهم قدوتنا كما إعتقدنا، ختموا جزء عمّه وقارئي مفاتيح الجنان... في لحظة أسرع من البرق أصبحوا عتاوي سمان... نخروا البلاد وتوغلـّوا في مفاصلها كالسرطان... الفقراء ليس همّهم، بل الماس والياقوت والكهرمان... خربت نفوسهم، وتحجرّت قلوبهم وعشعش في لبّهم الشيطان... وهذا حال الأديان...
...
إنتخبنا، فازوا وجلسوا فيما بينهم وإختاروا للقيادة جربوع منهم قبل دخول قبّة البرلمان... عارض أحبابنا وإخوتنا راكبي المرسيدس والبعران... قالوا، إنَّ أصله من الجارة إيران... أجبنا، سنأتيكم بواحد من أبناء عدنان... ودليلنا، شربه القهوة العربية بالفنجان... وإنتقل شارع الحمرا إلى منطقتنا الخضرا وأصبح عراقنا كلبنان... للقيادة رئيس وزراء شيعي، وللجمهورية رئيس من كردستان... وللنوّاب سيّد سني من غير التركمان...
...
تكاثروا علينا لمصّ دمائنا كالبقّ والذبان... حكمت الرذيلة وأصبح الحق باطلاً وإنتشر الذلّ والهوان... وطرقت مسامعنا أسماء جديدة كحارث الضاري وخلف العليان وقطط الدين السمان... وأناس أجسادهم في العراق وقلوبهم خارج البلدان... يهيمون عشقا ويحملون حبّاً كبيراً لساسان... بين ثنايا الروح والوجدان...
...
منهم أصبهاني وإبن عبطان...
بدأ العدناني صولة للفرسان... قال بعدها سنبدأ ببناء الإنسان...نعمّر من الجنوب إلى الشمال و سيرتفع عالياً البنيان... البصرة والمثنى وكربلاء وميسان... وكل المدن الأخرى وإن كانت صغيرة، وحتى بدرة وجصّان... سنجعل العراق عامراً كدبي والشارقة وعجمان... وسنبعدكم عن أكل الشلغم و الفجل والريحان... ومرقة العدس والسبزي والباتينجان... ستأكلوا النواشف والأسماك الطازجة والفواكه المفيدة لضخ الدم أكثر في الشريان... لن نحكمكم بالقوة كما فعل طالبان... الذين غيرّوا الأيمن أيسراً وحكموا بالنار والحديد كابول وقندهار وأجزاء أخرى من أفغانستان...
...
إنتخبنا مرة أخرى و فاز من فاز وخسر الخسران... قالوا الفائز تغيّر وأصبح بعد دخول القبة، الآن... القانون والدستور هذه المرّة لن يكونا الميزان... تمّ التكويش على نزاع الملكية، وجهاز حنين و شركة الطيران...
إنتظرنا الوعود الوردية وكثر الضرب فينا و أصبح الكثير منـّا عرجان... والقسم الآخر فقد العقل وبدأ بالهذيان... وآخرون حالفهم الحظ، لا يدروا ما يجري حولهم وحولنا، تعوقّوا وأصبحوا عميان... إرتفعت حرارة الصيف و وصلت حدّ الغليان... يمشي واحدنا مترنحاً من شدّة الحرّ كالسكران... لا كهرباء، لا ماء وأصبح العراقي أملح من الملحان...
...
يغرّد وزير الكهرباء من شاشة التلفزيون كالبلبل الفتـّان... إنها قادمة قريباً، لا تأخذ من العمر الاّ عقدان لا تتظاهروا ونوصيكم بالصبر والسلوان... ورفقاً بكم إستوردنا رشاشّات الماء لكبحكم و قلّ ما ندر نفتح النيران... نحن الأعلم بمصلحتكم، فلماذا تهيجوا علينا كالثيران؟... لقد إنشغلنا بأمور أخرى أكثر أهمية وربما أصابنا بعض النسيان... ذرفوا دموع التماسيح مرة أخرى ووعدونا بالسلم والأمان...
...
لهم الميزانية والنفط ولنا عاشور ورمضان...
كل من عليها في العراق من رجال الدين والسياسة فاسدان...
سنة وشيعة كلهم جربان...
لكل منهم يفتي بجواز الفرهود والنهبان...
...
وأخيرا إنجلى الدخان...
وكذبت علينا قارئة الفنجان...
بسببهم كرهنا كل من يتستر بالأديان...
...





حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net