المعرفة و الأيديولوجيا
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إن علاقة المعرفة بـ( الأيديولوجيا ) (Aadiologgioh ) و بالدرجة الأولى هي علاقة تضاد , فالمعرفة لا تؤمن بالشيء ( المؤدلج ) (Ideologically ) , و لا تقول بالأحكام المسبقة , و لا تنقاد لمنظومةٍ ما , و لا تدافع عنها بأي دافعٍ طائفي , أو مذهبي , أو فئوي , أو عرقي , بل إن الأساس في المعرفة هو محاكاة الواقع , و تبيين الحقائق , و رفع اللبس , و وضع الحلول بما يتلائم مع الواقع , و يوافق العقل .
إن المعرفة , و الأيديولوجيا متضادتان تضاداً يستحيل أجتماعهما سوياً , فهما نقيضان لا يجتمعان , فمتى ما حضرت المعرفة هربت الأيديولوجيا , و متى ما حضرت الأيديولوجيا غادرت المعرفة و أختفت . فالمعرفة أمر ذهني كسبي مستمر , و متجدد , و منفتح , و الأيديولوجيا ما هي إلا أداة تقييدية مؤطرة بإطار معين و دائرة لا تخرج منها .
لكن هناك علاقة بين ( مسمى المعرفة ) , أو ( المعرفة المجازية ) ( Metaphorical Knwledge ) , و الأيديولوجيا (Aadiologgioh ) , و هي علاقة أنقياد تلك ( المعرفة المجازية ) للايديولوجيا , و إن هدف ( المعرفة المجازية ) هو الدفاع عن الأيديولوجيا و تجميل صورتها , و أختراع الأفكار , و النظريات من أجلها , و تبرير أفعالها , و الحكم بخطأ معارضيها .
و هذا ما نجده جلياً واضحاً عند علماء السوء , و وعاظ السلاطين , و عند الجبابرة , و المتسلطين , و عند أعداء الأديان , و أعداء الإنسانية , و عند أصحاب المصالح الذين يحاولون التبرير لمصالحهم بحججٍ إختراعية أكثر منها واقعية .
و لابد أن نعرف بإن علاقة المعرفة بالأيديولوجيا يحدد مصير العلم , و التطور , و إنسانية الجنس البشري , فإذا كانت الأيديولوجيا تابعة فهذا مظهر صحي , و دليل على مكانة العلم و المعرفة المتقدمة , و دليل على تكريمها و رقيها .
أما إذا كانت الأيديولوجيا متبوعة فهو دليل على التخلف و الأنحطاط , و ما ذلك إلا جعل المعرفة أداة من أدوات تقوية الأيديولوجيا , و الدفاع عنها , و تبرير أفعالها .
فسيطرة الأيديولوجيا على المعرفة من أسوء الأشياء في حياة بني الإنسان , إلا أن الأسوء من ذلك بكثير هو عندما يخضع الدين للأيديولوجيا , و يكون عبداً لها فينشئ جراء ذلك مسخ مخيف , و وحش كريه يهرب الناس منه , و يتحاشون ذكر اسمه .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat