حين يختلط الحق بالباطل فتلك فتنة ، وندعو حينها اللهم ( أرنا الحق حقاً لنتبعه والباطل باطلاً لنجتنبه )، ومن حق البعض حينها ممن ليس له إمام هادٍ أو بصيرة نافذة أن يعتزل القتال ، وكذا حين يخلط الآخر عملاً صالحاً وآخر سيئاً ويبدو للبعض من الصلاح ما لا يبدو له من السوء فنردد دعاؤنا السابق ، ويتردد ذلك البعض في قراره معَ مَن يكون . وحين يعرض عليك عدوك مهما كان ومهما اعتنق ومهما كان ظنك فيه السلام والكف عن الحرب ، فقد يدرس العاقل عرضَه ويتفكر في طلبه ليرى الراجح من غير الراجح من قرار ، فدماء العباد وسلامة البلاد أمانة في عنق الغيورين من القادة . وحين تتمكن من عدوك فيكون تحت قبضتك فيراود عقلك وبصيرتك أن ( زكاة القدرة العفو) فتكف عن قتله وابادته علّه يرعوي عما بدأ به ويعود إلى رشده ويتوب من غيه فجنودك به محيطون ونصرك عليه متى عاد مضمون . كل ذلك في شهر رمضان وفي غيره ، أما حين يكون عدونا محض السوء والإفك والجناية والتعدي والإفتراء ، يعلن في الليل والنهار أن هؤلاء روافض مشركون واولئك مرتدون كافرون أو مسلمون عاصون فاسقون باغون يجب استئصال الجميع من الأرض وتقتيلهم وتذبيحهم وسبي نسائهم حينها إننا أمام حربٍ مقدسة ليست مقدسة بعرف الدين فحسب بل بأعراف حفظ الشرف والعرض وقدسية الدفاع المشروع عن النفس عند كل البشر . فشهر رمضان شهر الرحمة والخير والبركة ولكنه شهر الانتقام والقصاص والقتال لمثل هؤلاء . تصوم جوارحنا وتصوم جوانحنا ولا يصوم رصاصنا عن هكذا حثالات أفرزتهم وأنتجتهم مدارس المرض والجهل فغسلت عقولهم ودنست سرائرهم فلا يرعوون ولن يرعووا حتى يروا بأسنا ونارنا ، حتى يروا اشلاءهم وقبورهم وسيرون ذلك لا محالة لأنهم ظَلَمة طاغون . إنها الحرب التي بها نكون أو لا نكون ، ليس أن نكون أو لا نكون هويةً وانتماءً وعقيدةً فحسب بل أن نكون أو لا نكون بشراً نمشي على الأرض ، لذا فجبهة الصراع اليوم ليست بين شيعةٍ ودواعش بل هي بين كل المنتمين لانسانيتهم وبين الدواعش ومن شاء فلينظر إلى سوريا واليمن وليبيا ونايجيريا ومصر وباكستان وأفغانستان والقائمة تطول ، فهؤلاء - أي من ينتمون الى فكر داعش - يعادون الوجود الانساني وهم حتى اليوم على الأقل لا يفكرون على طريقة البشر ، ربما سيفكرون كذلك في المستقبل ولكن بعد أن يروا دفاع الناس عن أنفسهم بطريقة ترهبهم وتخزيهم لذا فمن الرحمة أن لا يصوم الرصاص عن أجسادهم ومن الرحمة أن تلتهم النيران رؤوسهم حتى يعودوا الى رشدهم . نقول هذا لأن هناك من يدس السم بالعسل فيتأوه على الشهداء والجرحى والنفقات العسكرية ويُذكّر بطريقة خبيثة بحروب النظام الديكتاتوري السابق وأيام الحصار ، وينسى أن حربنا اليوم حرب دفاع مقدس عن الوجود ، حرب فرضها عدو لئيم ، لقد كنا نموت سوقاً إما على أعواد المشانق أو عبر سوقنا الى جبهات قتالٍ لم نخترها ولم نردها ولم نؤمن بها أما اليوم فنموت كراماً واقفين مؤمنين مدافعين عن شرفنا ووجودنا ، أما المقادير فهكذا أراد الله لحكمةٍ ما أم هكذا خططت أمريكا فلا يهم لأننا في حالة دفاع وأخيراً فــ ( إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat