صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

متى يُعلن موت التحالف الوطني ؟!!
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ينظر جميع أطياف الشعب العراقي الى أهمية التحالف الوطني  ويعتبره نخبة العمل السياسي انه جزء مهم وأساسي في الحياة السياسية ، بل وتعده الكيانات الاخرى السنية او الكردية بالرغم من الاختلاف معه في بعض السياسات الا انه يعد ضمانة ومصد يمكن الرجوع اليه ،ولكن ما يؤسف له ان هذه المؤسسة تصبح فاعلة فقط بعد الانتخابات وتشكيل الحكومة ، وينتهي دورها المحوري عند هذا الحد ، الامر الذي يفقدها الدور الرئيسي في حماية العملية السياسية ، خصوصاً وان جميع  الكيانات السياسية تنظر للتحالف كونه جزء مهم في العملية السياسية الجارية في البلاد .
التحالف الوطني لا يعد صمام امان للشيعة فقط بل هو مفتاح الحل للسنة والأكراد على حد سواء ، ولو كانت هناك جدية فعلاً في الانتهاء من مناقشة رئاسة التحالف ، ولكن التسويف والمماطلة اوصل الامور الى هذا المنعطف الخطير في تاريخ العراق الجديد ، وسقوط ثلاث محافظات بوقت قياسي مرعب بيد العصابات الداعشية .
هذه المؤسسة والكيان الأكبر في العملية السياسية والذي ينظر اليه الآخرون المنقذ للبلاد وشعبه يعاني التمزق بين مكوناته ، فكلا يغني على ليلاه دون وجود رؤية او جهد واضح للمشاكل والازمات التي تعصف بالبلاد ، الامر الذي جعل من قضية أحياءه من جديد امر في غاية الصعوبة والتعقيد ، خصوصاً مع الخلاف والاختلاف الفكري بين أعضاءه وتياراته السياسية والحزبية .
الساحة السياسية تمر بأصعب ظروفها خصوصاً مع التهديد المباشر لداعش على مدن البلاد ، وخصوصا بغداد ، ولا توجد اي بوادر لحلحلة المشاكل وانتخاب رئيس للتحالف الوطني ، والانتهاء من هذا الملف الذي اشك انه سيجد النور يوما ، ويبقى علينا ان نتساءل عن أهمية هذا التحالف الذي ولد ميتاً ، وعدم قدرته على انتخاب رئيسه فكيف سيعالج ويفك شفرات الأزمات في البلاد ، واذا ما تم الإصرار على هذا الامر ، لماذا لا يصار الى تفعيل دور الائتلاف الوطني بكياناته السياسية ليعود الى الحياة السياسية ، ويثبت القدرة على الوقوف امام المشاكل التي تعصف بالبلاد ، لهذا ينبغي ان تكون هناك ارادة قوية امام ارادة التسويف والمماطلة ، تسعى الى الوقوف بحزم امام الإرادات التي تحاول إيقاف عجلة التغيير في البلاد، وأما اذا كان هذا التحالف هو ميت أصلاً لماذا السعي في تضليل الرأي العام والجمهور في وجود كيان يتنفس ، فإعلان موته هو أفضل الحلول .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/23



كتابة تعليق لموضوع : متى يُعلن موت التحالف الوطني ؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net