صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المنهج الإصلاحي للسيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني آلــيات , و تطبيقات
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة
إنه لمن الفخر لأي إنسان أن يكتب عن عالم من العلماء الذين قدموا للبشرية الخير , و العلم , و حاربوا الجهل , و الظلم بكل صورهما .
إنه لمن الفخر أن يكون لنا علماء نتباهى بهم , لأن أساس بقاء الأمة و تطورها و تميزها بين الأمم هو باحترام علماءها .
إنه لمن الفخر إن أكتب عن عالم من علماء مدرسة أهل البيت ( ع ) قدم عمره , و جهده و مجهوده في سبيل المذهب , و الأمة , و العلم .
فإن التاريخ العلمي و الجهادي للعلماء هو تاريخ حافل و مليء بالأحداث المهمة و الحساسة و الفاصلة , فحياتهم كلها جهاد سواء في الدرس أو في سوح الجهاد الحقيقي .
فـ( صرير أقلام العلماء ) يخرق الحُجُب , و ( مداد العلماء ) كدماء الشهداء , و ....  .
لذا و في هذه المناسبة إلا و هي مناسبة المؤتمر الخاص بالعلامة و المجاهد السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني أهدي جهدي المتواضع هذا , و نسأل من الله تعالى القبول .
إنه لمن الفخر أن أكتب عن السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ( رحمه الله ) .

                الشيخ     
ليث عبد الحسين العتابي
النجف الأشرف / 1431 هـ

السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني
( نبذة عن حياته )

هو السيد محمد علي ( هبة الدين ) بن السيد حسين بن السيد محسن بن السيد مرتضى بن السيد محمد بن الأمير السيد علي الكبير الحسيني  الحائري الحسيني الشهرستاني ( 1301 ـ 1386 هـ ) ( 1884 ـ 1967 ميلادي ) العالم و المجتهد و الفقيه و المفسر و الرجالي و الفلكي و الجغرافي و التاريخي و  الشاعر و الأديب و الإصلاحي و السياسي . ( من علماء الدين المتنورين الداعين للأخذ بالعلوم العصرية )  . فهو أحد رواد المدرسة الإصلاحية التوفيقية , و التي حاولت التوفيق بين الإسلام و العلوم الحديثة  . ولد في سامراء يوم الثلاثاء ( 24 رجب 1301 هجري ) بعد هجرة والده  العلامة السيد حسين العابد من كربلاء إليها للاستفادة من دروس و علوم الأمام المجدد الشيرازي ( ت 1312 هـ ) يومذاك . و هو الحسيني لقباً , الشهرستاني شهرةً نسبة إلى أخواله من آل الشهرستاني , درس في سامراء , و كربلاء , و النجف الأشرف . حصل على الإجازة العلمية في المنطق و علم الأصول من أساتذته العلماء . أصدر في النجف الأشرف مجلة ( العلم ) لمدة سنتين , و رحل بعدها إلى الجزر العربية و بلاد الهند ثم عاد في سنة 1914 ميلادي و الحرب العالمية الأولى قائمة فاشترك مع المجتهد محمد سعيد الحبوبي في قيادة الجيش الشعبي في معارك الشعيبة مع الانكليز , و كان من أعضاء المجلس العلمي الذي كان من مهماته بث الدعوى بين طبقات الناس في المدن و العشائر بلزوم الاشتراك في الثورة ضد الانكليز و توسيع نطاق العمل و توجيه الإرشادات الدينية فيما يخص الثورة  , و بعد احتلال الانكليز للعراق اشترك في ثورة العشرين فاعتقل و زج به في سجن الحلة , و حكم عليه بالإعدام , ثم أطلق سراحه بإعلان العفو العام في سنة 1921 ميلادي , تقلد عدة مراكز منها : ( وزير المعارف ) في وزارة عبد الرحمن النقيب 1921 ميلادي , و ( رئاسة مجلس التمييز الشرعي الجعفري ) 1923 لمدة 11 سنة , و عندما كف بصره أثر مؤامرة خبيثة للجاسوسة البريطاني ( المس بيل ) مع الدكتور ( طوبليان ) , أعتكف في بيته سنة 1934 دارساً و محققاً يكتب في اليوم الواحد أربعين صفحة رغم فقدانه للبصر .
له من المؤلفات المطبوعة و المخطوطة ما وصل إلى ( 361 )  مؤلف .
قال عنه الكاتب و القاص جعفر الخليلي : ( كان أول من غامر و خاطر و ضحى بمستقبله الروحاني الذي لو حافظ عليه لكان اليوم أحد المراجع الكبرى إن لم يكن المرجع الذي ينفرد بالمرجعية )  .
توفي يوم الاثنين 25 شوال 1386 هـ / 6 ـ 2 ـ 1967 ميلادي عن عمر ناهز الخامسة و الثمانين سنة , و شيعت بغداد عالمها الأكبر تشييعاً مهيباً من المسجد المعروف بـ( مسجد براثا ) إلى الكاظمية , و دفن وسط مكتبته ( مكتبة الجوادين العامة ) في صحن الروضة الكاظمية المطهرة , و أقيمت له مجالس العزاء ( الفاتحة ) في بغداد و كربلاء و النجف  .
قال جعفر الخليلي مؤبناً له ( رحمه الله ) : (( كم يشق على المسلمين ضياع مجتهد كبير , و مصلح قل نظيره بين دعاة الإصلاح , و زعيم جمع الشيء الكثير من المزايا التي تخلده بين عظماء التاريخ ))  .
 

الإصلاح ( حقيقته , آلياته )

حقيقة الإصلاح ( تعريفه ) : ـ
الإصلاح  : اشتقاق من الفعل ( ص ل ح ) , و الذي يقابل المعنى المضاد لـ( فسد ) , كما و إن كل المعاني التي وردت في القران الكريم لمفهوم ( الإصلاح ) تقابل معنى ( الإفساد ) .
فالإصلاح هو التقويم لما أعوج , و التصحيح لمن أخطئ , و التوجيه لمن تحير .
و الإصلاح هو وضع الأسس الصحيحة , و العلاج الناجع لأخطاء برزت في المجتمع من أجل السيطرة عليها و إصلاحها , بل إنهاءها من أجل بناء مجتمع صالح , لذا فأن الإصلاح يتضمن عمليتين قد تجتمعان و قد تفترقان و هما : ـ 1 ـ العمل الصالح . ـ 2 ـ رفع الفساد .
فـ( الإصلاح ) يكون في المواطن التي غيرت معالمها يد الإفساد المادي و المعنوي , و ذلك من أجل إرجاع كل أمر إلى طبيعته , كما و إنه يشترط في من يقوم بعملية ( الإصلاح ) أن يكون متصفاً بالصلاح حقيقة و واقعاً لا ادعاءً و تجوزاً و زوراً .
و الإصلاح تارة يتم ضمن دوائر ضيقة , و أخرى ضمن دوائر واسعة , و كلما كان نطاق الإصلاح أوسع و أشمل كانت عملية الإصلاح أصعب و خياراتها أكبر و أعظم , و لعل قوله تعالى على لسان نبي الله شعيب ( ع ) فيه أشارة إلى هذا المعنى :
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) سورة هود(88 ) .
و من المعلوم إن الدعوة الإصلاحية هي دعوة الأنبياء و المرسلين ( ع ) و التي ختمت بالرسالة المحمدية الأصيلة , و التي جعلت من كل مسلم داعية للإصلاح في حدود الممكن و المستطاع , و وفق الضوابط الشرعية الصحيحة تحت مسمى شرعي إلا و هو : ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) , لأن الدين النصيحة , و الدين الإصلاح , و الدين الألفة و المحبة و التراحم و التكاتف و التكامل .
كما وإن سعة و شمولية دائرة الرسول الأكرم ( ص ) الإصلاحية هي خير دليل على أفضليته على سائر الأنبياء ( ع ) .
أما الفكر الإصلاحي و الذي هو أساس الإصلاح فهو : " جملة الأفكار و التصورات و المفاهيم و النظريات التي تشكل البناء المنظم للمعرفة الإصلاحية و التي هي نتاج لما هو مفكر فيه بمنطق عقلي بشري ضمن ظرفيات مكانية و زمانية محددة "  .
و لابد من الإشارة إلى أن تعريف و فهم الإصلاح في الفكر العربي يختلف عما هو في الفكر الغربي و بالخصوص الحديث منه .
فكان هنالك لغط و عدم فهم و آخذ و رد حول المراد بـ( الإصلاح ) , فالفكر العربي يتمسك بالمعنى الأصلي و القديم و الوحيد للإصلاح , أما الفكر الغربي و بالتالي أتباعه و متبعيه فينقسمون في فهمه إلى قسمين ؛ أحدهما يُعرف الإصلاح بما يشابه التعريف في التراث العربي . و الآخر يرى الإصلاح انقلاب جذري , بل تحول كلي من حالة إلى أخرى مختلفة عنها و غير مشابهة لها أصلاً  .
هذا و ما شاكله مما سمي بالفكر الحديث أو الفهم الحديث أو تعدد الفهم و اختلافه , و الكثير الكثير من النظريات التي ليست محل بحثنا هنا لكنها من مشاكلنا في الوقت الحاضر .
صفات المصلحين : ـ
1ـ الإخلاص : بأن يكون عمله لله , و في سبيل الله تعالى من البداية و إلى النهاية .
2ـ الاتصاف بالصفات الصالحة : قال تعالى :
(التَّائبُونَ العْابَدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائحُون الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُون عَنِ الْمُنكَرِ  وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشّرِ الْمُؤْمِنينَ )سورة التوبة (112) .
3ـ أن يكون من أهل العلم و الحكمة و الدراية متصفاً بالموسوعية و الأخلاق الاجتماعية :
4ـ الشجاعة و الإقدام و التضحية :
5ـ الحكمة و التدبر , و الورع و التقوى :
و غيرها من الصفات الحميدة , التي يتصف بها علماء الإسلام من علماء آل البيت ( ع ) و أتباعهم .

آليات العمل الإصلاحي

إن للعمل الإصلاحي آليات لابد على المصلح أن يتبعها فهي دستور المصلحين الذي لا يختلف و لا يتخلف و هي : ـ
1ـ وضع الخطة الملائمة لفهم ماهية الخلل الموجود في المجتمع و الذي يحتاج إلى إصلاح , و وضع الخطط الملائمة لكيفية هذا الإصلاح .
فالإصلاح لا يعمل به إلا مع وجود خلل ( فساد ) حتى يحتم الواجب الشرعي , و العقلي , و الإنساني علاج ذلك الخلل , و من ثم وضع الخطة الملائمة لكيفية إصلاح الخلل بأفضل الطرق و أسهلها ( التدريج في العلاج ) لأن آخر الداء الكي  , و لا إن نبدأ بقوة من البداية خوفاً من التصادم و أثارة العداء و ما إلى ذلك .
" و لما كان الإصلاح ينشد تغيير الواقع الذاتي للإنسان , كذلك ينشد تغيير الواقع الموضوعي له و للمجتمع الذي ينتمي إليه أو يعيش فيه , فإن هذا البناء العقلي هو عرضة دائماً لتأثير الميول الفردية , و المجتمعية , و المناطقية , و الجهوية لدى الإنسان , بل و حتى عرضة للعناصر البيئية و الجغرافية و التاريخية , لذلك لا يمكن النظر في الحقل الإصلاحي و في المعرفة الإصلاحية , و في الفكر الإصلاحي , و في العقل الإصلاحي بمعزل عن كل هذه المؤثرات " 
2ـ الوسائل الملائمة للدعوة الإصلاحية , و الإرشاد الإصلاحي الحقيقي و الملائم .
و من هذه الوسائل :
أ ـ الخطب ـ ب ـ المقالات ـ ج ـالمؤلفات ـ د ـ النشرات ـ هـ ـ أعداد الكوادر القادرة على حمل لواء الإصلاح ـ و ـ السفرات و الزيارات .
3ـ المقاومة السلمية و المتمثلة بعدة أمور هي : ـ
المظاهرات , و الإضرابات , و المقاطعة الاقتصادية , و عدم التعاون , و الشجب , و التنديد , و غيرها .
4ـ العنصر الأخير في طلب الإصلاح هو : الثورة التي لا مفر منها ( الجهاد ) .

المنهج الإصلاحي عند السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني

لقد تميز السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني و منذ شبابه بيقظة و وعي , و طموح و همة , و نزعة إصلاحية , و لقد كان يسعى و بجد إلى بعث الهمم و تنمية الأفكار الحديثة غير الضارة بالعقيدة .
البناء الإصلاحي عند السيد هبة الدين الحسيني أساسه و مبتنياته
و هنا لابد من ذكر العوامل التي كان لها التأثير في بناء شخصية السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني الإصلاحية , و تميزه بين أقرانه بتلك النزعة الإصلاحية التي أصبحت سمة مميزة له , و ماهية تلك العوامل التي أثرت به نحو الإصلاح و التجديد غير الخارج عن أطار الدين و الشرع القويم , و المقاوم للخرافات الاجتماعية و الدينية في المجتمع العراقي بشكل خاص , و باقي المجتمعات الشرقية بشكل عام , و يمكن أجمال عدة عوامل ألا و هي : ـ
1ـ تأثره بمدرسة المجدد الشيرازي , و الذي كان أحد طلبتها في أوليات حياته . لقد تربى السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في جو هيمن عليه زعيم ديني كبير هو المجدد محمد حسن الشيرازي ( 1814 ـ 1895 ميلادي ) صاحب فتوى ( التبغ ) الشهيرة التي جعلت الدوائر الاستعمارية تحسب للقيادات الدينية ألف حساب . لذا فقد تأثر السيد الشهرستاني بتلك الشخصية , و تلك الزعامة و علم بما لا يقبل الشك إن رجل الدين الصالح القيادي و الوطني هو فوق رجل السلطة و رجل السياسة , بل فوق كل منصب . لقد كان للمجدد السيد محمد حسن الشيرازي و التي استمرت زعامته العلمية لمدة 23 عاماً الأثر الكبير في التجديد و الإصلاح , إذ سادت سمعته في أرجاء البلاد الإسلامية , فقد كان العالم و المجاهد و المصلح .
2ـ دور أساتذته في بناءه الفكري الديني الأصيل , و الإصلاحي التجديدي الرصين . و من أهمهم : ـ
أ ـ الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب ( الكفاية ) فقد تأثر السيد الشهرستاني بمنهج هذا العلم في عرض المسائل الأصولية , كما و تأثر بآرائه الناضجة و الرصينة في مجال السياسة و الإصلاح . (( لقد ترك الخراساني أثراً هاماً في حركته الإصلاحية السياسية و هو ما تمثل في التلامذة الذين تخرجوا على يديه , و الذين كانوا من المقربين إليه مثل السيد هبة الدين الشهرستاني الذي كان مندمجاً بنهجه إلى درجة كبيرة ))  . و للسيد الشهرستاني كتاب ألفه عن أستاذه هو ( طي العوالم في ترجمة الآخوند المولى محمد كاظم )  . (( لقد لمع أسم صاحب الكفاية المجدد الشيخ ملا محمد كاظم الخراساني عام 1911 ميلادي في النجف الأشرف , فهو العالم و المجاهد و المصلح المجدد )) . (( فهو ـ أي الأخوند الخراساني ـ أشهر مشاهير عصره , كان آية في الذكاء و الحفظ و سرعة الانتقال , متقناً لعلمي الحكمة و الكلام و أصول الفقه , و هو الذي تنبه لخلاص شعب من رق الاستبداد , و نزع عنه نير الاستبداد . له أياد مشكورة على العلماء و أهل العلم و حملة الدين إذ جدد لهم منهج الدراسة , و صنف في الأصول و الفروع فكشف عن غامضها الحجاب , و ميز القشور عن اللباب ... و كان عصره عصر العلم و العرفان , عصر الترقي , عصر تنور الأفكار . فيه حدثت المطابع و الصحف و أكثر المدارس الحديثة ... ))  .
ب ـ شيخ الشريعة الأصفهاني .
و هو الميرزا فتح الله بن محمد جواد الأصفهاني ( 1266 ـ 1339 هـ ) . عالم و مجتهد و مجاهد , له مناظرات مع محمود شكري الآلوسي , يمتاز بالموسوعية , و المطالعة الطويلة في العلوم التي لا تدخل في نطاق الفقه من قريب , و هو من أشهر قادة ثورة العشرين في العراق . و للسيد الشهرستاني فيه كتاب هو ( منظومة في مدح الشيخ فتح الله الشهير بشيخ الشريعة الأصفهاني )  .
ج ـ الشيخ الميرزا حسين النوري صاحب ( مستدرك الوسائل ) .
د ـ السيد محمد كاظم اليزدي صاحب ( العروة الوثقى ) .
3ـ تأثره بالنظريات الحديثة العلمية الموافقة للدين , بل إن فكرته الإصلاحية مبنية على قدم العرب و المسلمين في مجال المعرفة قبل الغرب . (( ... و كان للبعثات الأوربية الوافدة على بلاد المسلمين بمدنيتها الجديدة و مستوياتها العلمية و الثقافية دور أساس في إثارة العقول و نمو التطلعات نحو التجديد و الإصلاح ))  . (( و نجحت بعض رموز الإصلاح في القيام بنهضة فكرية كبيرة وسط مجتمعاتها تمهيداً لقيام مشروع إصلاحي داخلي شامل لمناهج الدراسات الدينية التي تطلبتها متغيرات الدولة الحديثة )) . (( من هنا مارس رموز الإصلاح أدوارهم الإصلاحية في مدارس المؤسسة التعليمية الدينية و مذاهبها . و تفاعلت المدارس الإصلاحية مع بعضها البعض و تشابهت في أحيان كثيرة , و ترك بعضها آثاراً واضحة على بعضها الآخر , و كانت التحديات في غالبيتها مشتركة , سواء تلك الناتجة عن أوضاع التخلف أو الناتجة عن النظام السياسي و آثار المستعمر الوافد ))  .
4ـ لقد كان للمطبوعات الحديثة الأثر الكبير في تطور ذهنية السيد الشهرستاني فكرياً و معرفياً , و الوقوف ضد الجمود الديني و العلمي , و المطالبة بالإصلاح . كما و أنه كانت بينه و بين رواد النهضة العربية و حركة الإصلاح أمثال محمد عبده و رشيد رضا مراسلات و مخاطبات . (( و من أوائل الذين ولعوا بالمطبوعات المصرية و تأثروا بها كانوا أثنين أحدهما في بغداد و الآخر في النجف , هما جميل صدقي الزهاوي , و هبة الدين الشهرستاني ... ))  .
 5ـ أيمانه بكون العرب هم بناة الحضارة قبل الغرب , بل لهم الفضل الكبير على كل العالم . (( ـ و الشهرستاني ـ كان شديد التمسك بالدين و قصد من العلوم الحديثة ما لحق بالدين و واكبه و اتفق معه , و لهذا رأيناه في كتبه و مقالاته يسعى للبرهنة على أن الدين الإسلامي سابق للعلوم الحديثة بنظرياته , و إن تلك العلوم لم تأت بما يناقض الإسلام أبداً , و إذا ما ظهر بينهما شيء من التناقض فمرد ذلك إلى سوء الفهم و قلة الإطلاع ... كان الشهرستاني يريد عودة المجتمع إلى حضيرة الدين بعد تنقيته من الأدران التي لحقت به في العهود المتأخرة ... ))  .

الآليات الإصلاحية عند السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني

1ـ الاستفادة من المنصب الديني في الحوزة العلمية .
و ذلك عن طريق التدريس , و الفتوى , و التصدي لأمور و شؤون الناس الدينية و الحياتية .
2ـ الاستفادة من المناصب السياسية و الإدارية التي تسنمها .
من خلال منصبه كوزير للمعارف في العراق و الذي تسلمه بتاريخ ( 12 / 9 / 1921 ) ميلادي في حكومة عبد الرحمن النقيب  .
3ـ عن طريق الإعلام ( السلطة الرابعة ) .
عن طريق الصحف و المجلات و التي كانت من خلال عدة طرق منها :
أولاً : ـ تأسيسه لمجلة ( العلم ) و التي صدر العدد الأول منها في ( 29 / 3 / 1910 ) فكانت أول مجلة عراقية عربية تصدر بعد الثورة الدستورية العثمانية , و الثالثة من نوعها في النجف إلى جانب المجلتين الفارسيتين ( الغري ) و ( درة النجف ) .
و لقد أرخ صدورها المجتهد الكبير الشيخ المجاهد محمد الحسين آل كاشف الغطاء بقوله :
                                هبــــة الدين أتانا      بعلوم مستفيــــضة
                                و له التاريخ أهدى     طلب العلم فريضة
 (( كانت رغبة الشهرستاني واضحة من خلال الكتابة في الصحف , و كان يدعوا إلى إجراء إصلاح يهتم في المقام الثاني بعد تنقية الدين من الشوائب بما أنتجته البشرية من حضارة و تقدم مدني و علمي , و هو أمر كان يصعب على الأجواء التقليدية في النجف التفاعل معه بسرعة . فأسس السيد الشهرستاني عام 1910 ميلادي مجلة العلم في النجف , كانت ذات طابع تنويري , منفتح , و حاولت ربط النجف بالعالم الخارجي و بالتطورات الاجتماعية و العلمية و الثقافية الحاصلة فيه . و استقطبت هذه المجلة الطليعة من الشباب المتنورين كالشيخ محمد رضا الشبيبي , و محمد باقر الشبيبي , و غيرهما , و لكن السيد الشهرستاني لم يكتف بذلك , بل أنشأ علاقات قوية مع العالم الخارجي و أصبحت هذه المجلة منبراً يكتب فيه المجددون و المصلحون أمثال طنطاوي جوهري و غيره من مصر ))  .
ثانياً : ـ من خلال مقالاته التي نشرت في العديد من الصحف و المجلات , و إسهاماته فيها كمجلة ( رسالة الإسلام ) التي تصدر عن دار التقريب بين المذاهب .
4ـ عن طريق الكتابة و البحث و التأليف .
5ـ عن طريق السفرات و الرحلات و الزيارات .
6ـ المناظرات العلمية .
7ـ الخطابات و المحاضرات و المحافل العلمية .
8ـ الجهاد و المعارضة و المقاومة .

التطبيقات الإصلاحية عند السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني
1ـ فمن تطبيقاته من خلال منصبه الديني قام بعدة أمور منها : ـ
أ ـ أعداد الكادر القادر على الإصلاح , فقد كان طموح السيد الشهرستاني تأسيس جامعة أكاديمية عليا ذات مناهج علمية حديثة تخرج الكادر العلمي الإصلاحي . (( ... و قد اتخذ ( الشهرستاني ) له حلقة دراسية في جامع الطوسي كان يدرس فيها بعض مبادئ العلوم الحديثة التي استمدها من المجلات و الكتب المصرية , فأثار بذلك شيئاً من الضجة و اعتبره المتزمتون و المتعصبون متفرنجاً ))  .
أما أشهر تلامذة السيد هبة الدين الشهرستاني و الذين تخرجوا من مدرسته الإصلاحية فهم : ـ
1ـ الشيخ محمد رضا الشبيبي ( ت 1385 هـ ) .
2ـ العالم الشاعر الأديب المجدد الشيخ علي الشرقي ( ت 1384 هـ ) .
3ـ آية الله العظمى السيد محمد حسين شهاب الدين المرعشي النجفي ( ت 1411 هـ ) .
ب ـ محاربة الخرافات التي دخلت في تراثنا الإسلامي , و التي ليس لها أي أصل عقلي أو ديني
ج ـ موقفه من قضية نقل الجنائز من المناطق البعيدة إلى النجف .
قال في شأن ذلك : (( يلحق الضرر الفاحش بصحة أبناء العراق من ورود هذه الرفاة و الجثث المتعفنة بحيث لو قدرت الحكومة ما تنتفع من رسومها , و قدرت الأضرار اللاحقة للأمة العراقية من الأمراض و الأوبئة و تأخر صحة الأهالي لاعترفت بخسران نفسها و غبنها في هذه الصفقة ))  .
د ـ موقفه مما دخل إلى الشعائر الحسينية من بدع و تحريفات .
هـ ـ طرحه لـ( منهاج الإصلاح الروحاني )  المكون من أثني عشر فقرة بهدف الإصلاح في الحوزة العلمية و المؤسسات الدينية التابعة لها . (( و في العراق حيث المؤسسة التعليمية الشيعية انتضمت علومها في الحوزة على المناهج القديمة و مؤلفاتها صعبة الاستيعاب و استمرت في منهج التدريس القائم على شرح العبارة و حفظها و استخدام الوسائل و الأدوات القديمة دونما رغبة في الإصلاح و التجديد إلا عند بعض رموز الإصلاح المضطلعة بأحوال العالم و تمدنه و لم تكن جهود الإصلاح في النجف مختلفة من حيث نمط صراعها مع المحافظين التقليديين حيث واجهت عقبات كثيرة لم يستطع على أثرها رموز الإصلاح إقامة بعض صور الإصلاح و التجديد إلا بشق الأنفس برغم ما كانوا يتصفون به من إرادة و شخصية علمية معتبرة و محترمة في الأوساط العلمية ... )) .
و ـ تهيئة الكوادر الخطابية و التبليغية القادرة على التبليغ و نشر المذهب و رد الشبهات .

2ـ و عندما تصدى السيد الشهرستاني لوزارة المعارف كانت له الانجازات التالية المهمة :

فمن خلال منصبه كوزير للمعارف في العراق و الذي تسلمه بتاريخ ( 12 / 9 / 1921 ) ميلادي في حكومة عبد الرحمن النقيب  .
سعى لإصلاح المؤسسة التعليمية في البلاد ما أمكن , من خلال أتباعه سياسة تعليمية و تربوية ذات طابع وطني و قومي , إلى جانب مواكبة العلوم و المعارف الحديثة حتى تكون نتائجها في المحصلة النهائية إعداد نشئ واع و متنور , بالإضافة إلى بذل جهوداً حثيثة بالحد من تدخلات المستشارين البريطانيين في شؤون التعليم  .
ففي هذا المنصب و رغم استنزاف الجهد و الوقت فأنه لم يتشاغل عن مواقفه المبدئية بمناصرة المعارضة السياسية في العراق  , و المطالبة المشروعة بالحرية و الاستقلال من ربقة الانتداب البريطاني , و الذي أدى به إلى الاستقالة من منصبه في ( 14 / 8 / 1922 ) قائلاً : ( إن شعبنا العراقي الكريم , الذي جاهد في سبيل تكوين حكومته الوطنية لا يهدأ روعه إلا إذا وجد حكومته حرة في أعمالها ... فكيف نرجو سكون الشعب و اطمئنانه مع أنه من جهة يظن أن بقاء الانتداب عليه , و لم يسمع بإلغاء ذلك صريحاً )  .
و كان ضمن منجزاته في وزارة المعارف : ـ
أ ـ محاربة المناهج التي تهدف إلى تفتيت الوحدة الوطنية , و القومية العربية كالمناهج التي كانت مقرة من قبل الدولة العثمانية أو ما جاء به ساطع الحصري .
ب ـ محاربة من يريد الترويج لثقافة التغريب على حساب الأصالة .
ج ـ محاربة سياسية ضرب طلاب المدرسة و أهانتهم بحجة الانضباط .
د ـ محاربة قضية التمييز التربوي .
هـ ـ محاربة قضية منع المرأة من التعليم .
و ـ تبديل الموظفين الأجانب بالعراقيين الوطنيين , و منها طرده لمستشار وزارة المعارف ( كابتن فاول ) .
ز ـ فتح المدارس العديدة في أنحاء العراق , و في القرى و الأرياف .
ح ـ تأسيس مجالس المعارف في الألوية العشرة ( يومئذٍ ) .
ط ـ جمع الإعانات و التبرعات من الأهالي للمدارس .
ي ـ أنشاء بنايات جديدة للمدارس و مؤسسات التعليم .
ك ـ إرسال أول بعثة من التلاميذ العراقيين إلى مدارس عالية في أوربا و سوريا .
ل ـ تغيير الأنظمة و تبديل منهاج الدراسة إلى المنهاج المطبوع سنة 1922 .
م ـ تأكيده على التعاليم الدينية , و أقامة الصلوات في المؤسسات التعليمية و المدارس .
و تولى رئاسة ( مجلس التمييز الشرعي الجعفري ) بتاريخ ( 14 / 8 / 1923 ) .
كما و أنه أنتخب عضو في المجلس النيابي أثر انتخابات ( كانون الأول 1934 ) .
ن ـ فقد كانت له المبادرة التي قدمت للملك فيصل حول ( برنامج مدرسة العشائر )  .
3ـ أما في مجال نشر العلم و المعرفة : ـ
افتتاحه مكتبة عامة لتتيح للجمهور الإطلاع على التيارات الجديدة في مصر و سوريا  , و هي مكتبة ( الجوادين العامة ) كانت أولاً في منزله ( رحمه الله ) في مدينة بغداد , و ذلك قبل نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939 ميلادي , ثم انتقلت إلى مدينة الكاظمية المقدسة عند انتقال مؤسسها إلى هذه المدينة في الشهر السادس من سنة 1940 ميلادي , و في الشهر التاسع من سنة 1940 نقلها ( رحمه الله ) إلى القاعة الكبيرة الواقعة في الركن الجنوبي الشرقي من الصحن الكاظمي المقدس و ذلك بعد موافقة مديرية الأوقاف التابعة لمجلس الوزراء و موافقة رئيس الوزراء آنذاك رشيد عالي الكيلاني , و في مطلع سنة 1941 أوقف السيد ( رحمه الله ) هذه المكتبة وقفاً عاماً بعد أن نقل إليها كتبه الخاصة و نفائس المخطوطات التي جمعها خلال خمسين سنة من حياته العلمية المباركة , و خصصت لها وزارة المعارف سنة 1945 نصيباً من مساعداتها المالية , و كذلك خصصت مديرية الأوقاف العامة حصة مالية لمساعدة المكتبة سنوياً , و في مطلع سنة 1947 أهدى نظام حيدر آباد الدكن في الهند و ملكها يومذاك ستمائة كتاب من الكتب الإسلامية المطبوعة عندهم باللغة الأوردية و الهندية .
و قد زار هذه المكتبة العديد من المستشرقين و علماء الغرب منهم : ( السنيور كارلو نالينو الإيطالي , و الدكتور لويس ماسنيون الفرنسي , و ألهر يوسف شاخت الألماني , و البروفيسور أندرسون الانكليزي ) .
كما و زارها من الهند : ( الراجا حيدر خان , و الراجا محمود آباد ) .
و كذلك : ( محمد أمين الحسيني مفتي فلسطين ) .
و من علماء الشيعة : ( السيد أبو القاسم الخوئي , و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء , و السيد صدر الدين نجل السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي العاملي , و الشيخ جعفر النقدي , و الشيخ محمد جواد مغنية ) .
4ـ أما في مجال الكتابة و التأليف : ـ

تأليفه لكتاب حاول أن يوافق فيه بين الإسلام و العلوم الحديثة و الأساليب الجدية في التفكير  .
و هذا الكتاب هو ( الهيئة و الإسلام ) و الذي قالت عنه مجلة المقتطف : ( إن هذا الكتاب لو يترجم إلى لغة غربية يوقع دوياً في الأندية العالمية ... )  .
و قال عنه شيخ الشريعة الأصفهاني : ( إن هذا الكتاب صار همزة وصل بين القديم و الجديد ... )  .
يقول جعفر الخليلي عن هذا الكتاب : ( ... و استخلص السيد هبة الدين من محاضراته التي كان يلقيها على تلامذته كتاباً باسم ( الهيأة و الإسلام ) فكان لكتابه هذا صدى عظيم في وقته إذ كان من العوامل المهمة في نسف المعتقدات الخرافية الراسخة في الذهن ... )
بل أنه ألف الكتب العديدة في هذا المجال , و كتب المقالات و الكلمات في هذا المضمار , من أجل نشر الأفكار الداعية إلى الإطلاع على العلوم و النظريات الحديثة الغربية و غيرها , من أجل مواكبة الركب الحضاري , و الارتقاء بالأمة إلى سنام المعرفة .
كما و إن كتبه و مؤلفاته المتنوعة و التي وصلت إلى (361)  مؤلف في مختلف العلوم و شتى المجالات المعرفية . فهو صاحب المقولة المشهورة ( خير المخلفات المؤلفات )  , و التي ترجمها إلى كتاب بنفس العنوان .
قال الخاقاني عنه ( رحمه الله ) في ( شعراء الغري ) : ( و أروع جانب من حياته ـ أي السيد هبة الدين ـ هي هذه الآثار .. و قد سدت فراغاً كبيراً في المكتبة العربية الإسلامية )  .

5ـ أما في باب الإعلام فكانت له انجازات كبيرة جداً منها : ـ

أولاً : ـ تأسيسه لمجلة ( العلم ) و التي صدر العدد الأول منها في ( 29 / 3 / 1910 ) فكانت أول مجلة عراقية عربية تصدر بعد الثورة الدستورية العثمانية , و الثالثة من نوعها في النجف إلى جانب المجلتين الفارسيتين ( الغري ) و ( درة النجف ) .
و قد قال الصحفي سلمان الصفواني في شأن مجلة العلم : ( فلها الفضل الأكبر في بث الأفكار السامية , و نشر دعوة العلم بين طبقات أفراد الأمة , في وقت كان الجهل ضارباً أطنابه في جميع الأنحاء العراقية ... كانت تضاهي المجلات الراقية بمواضيعها و حسن عباراتها , التي نالت استحسان أمهات الصحف العربية )  .
و قال عنها جعفر الخليلي : ( و لما رأى الشهرستاني وجوب توسيع الحركة و بث الأفكار الحديثة و الدعوة إلى الإصلاح أصدر مجلة ( العلم ) في النجف , و لأول مرة يتخذ من هذه المجلة مدرسة سيارة لنشر دعوة إصلاحية عامة إلى جانب اهتمامه بنقل الأخبار العلمية و الاكتشافات الحديثة , و قد تولى الرد في هذه المجلة على بعض المستشرقين الذين نالوا في بحوثهم من الإسلام , و على رغم العراقيل التي جابهها السيد هبة الدين , و جابهتها مجلته فقد كان لها أثر ملموس في الوعي العام ... )  .
لقد تعرضت مجلة العلم لقضايا : ( التبشير , و الأستشراق , و الجمود الديني , و الإصلاح , و الحريات العامة , ... ) . كما و عرفت و من خلال صفحاتها باثنين و أربعين كتاباً متنوعاً في العلوم و الآداب و الفلسفة و التاريخ , ... و تناولت تسعين إصداراً ما بين جريدة و مجلة عراقية و عربية و أجنبية .
تعرضه للنظريات و المؤلفات الغربية و النظريات العلمية الحديثة بالبحث و التحليل , بل و قراءة و نقد الكتب و المقالات الغربية من جانب , و تبيين المفيد منها , بل مدحه و إطراءه .
فقد عرف السيد الشهرستاني و من خلال مجلة العلم بعدد من كبار المستشرقين أمثال : ( أدموند مونتيه , و توماس كارلايل , و درانيور جوزيف , و ادوارد براون )  .
كما و رد على مقالات المتعصبين ضد الإسلام من المستشرقين و الغربيين أمثال : ( المستشرق الروسي ألكسي  , و سنت كلايبر تسدل  ) .
كما و أثنى السيد الشهرستاني على جهود الباحثين منهم علمياً أمثال : ( الفرنسي درانبور جوزيف  حول دراسته للفرق الإسلامية , و السويسري ادموند مونتيه  عن عوامل انتشار الإسلام , و توماس كارلايل  عن كتابه الأبطال و شخصية النبي محمد ( ص ) فيه , و ما قاله المستشرق ( مسمر ) عن الإسلام  , و كذلك ما قاله ( كورتلمنت ) حول الإسلام أيضاً  ) .
كما و وضح السيد الشهرستاني النتاج العلمي المفيد للغربيين و أهميته و من أمثال ذلك : ( التعريف بالمفكر الفرنسي الكبير جان جاك روسو صاحب كتاب ( العقد الاجتماعي ) , و الروائي الروسي ليو تولستوي مبدع الرواية الإنسانية ( الحرب و السلام ) , و الكاتب النرويجي هنري أبسن الذي شدد على تأثير الظروف الاجتماعية في أبداع الفرد ) .
كما و قد تعرض للآراء و النظريات لدى علماء الغرب و التي منها : ( تعرضه لما قاله الباحث و الدكتور الانكليزي ( ليتن ) حول مضار المسكرات على كريات الدم الحمراء  , و رأي العالم الفلكي الدنماركي ( تيخو براهة ) و العالم الفلكي الألماني ( بلر )  , و كذلك ( نيوتن , غاليلو , كلود برنار واضع علم التشريح الحديث , و الفلكي دنودن , كومندون مخترع السيماتوغراف , وري كامبل فيدل , مارتسين هال , و بنجرتر و اختراعه للمدفع )  .
و تعرضه للصغار من المخترعين أمثال : ( رونالد مورفي مخترع ألعاب , و مايل هوارد مخترعة ألعاب , و ألبرت سميث مخترع آلة للتجديف , و جورج روهنستيد مخترع طريقة للنجاة من الحريق , و صموئيل كولت مخترع المسدس الذي سمي باسمه )  .
ثانياً : ـ من خلال مقالاته التي نشرت في العديد من الصحف و المجلات , و إسهاماته فيها كمجلة ( رسالة الإسلام ) التي تصدر عن دار التقريب بين المذاهب .
منها المقالة التي نشرت في العدد الثالث من مجلة رسالة الإسلام ص 250 تحت عنوان ( رمضان رمز تقريب القلوب و تأليف الشعوب ) و التي قال فيها : ـ ( كم لهذا الشهر الكريم من مزايا في الدين والتاريخ : فيه بدأ نزول القرآن وهو دستور الإسلام ، ومنبع علومه ، وحارس شريعته وفيه انتصر المسلمون في أول غزوة وهي غزوة بدر الكبرى ، فاستقرت دولتهم وقويت شوكتهم ، وأمر أمرهم ، و أصبحوا أمة ذات سلطان وهيبة ، بعد أن كانوا قوماً مهاجرين أُخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله ، وفيه ليلة القدر التي هي بنص القرآن خير من ألف شهر .  يمتاز شهر رمضان في الدين والتاريخ بهذه الميزات الثلاث وكل واحدة منهن ذات معنى خاص وشأن خطير : فأما القرآن الكريم فإنه أفضل كتب الله أنزله على أفضل رسله فكان آيته الخالدة على الزمان ولم يكن خلود هذا الكتاب وأعجازه لقوى البشرية راجعاً فحسب إلى البلاغة وقوة البيان مما أدى إلى سجود العرب البلغاء له ، و خفضهم للرؤوس إذعانا واعترافاً ، وإنّما كان أيضاً لما أودعه الله إياه من علم وإيحاءات وإرشادات ومن تهذيب للنفوس وتقويم للأخلاق وانه لا ينافي علما ثبتت صحته بالدليل والبرهان ولا يعارض صلاحا يمكن البشر أن يعتمدوا عليه في ترقية شئونهم وإقرار السلام والأمن بينهم وما تزال مبادئه ومثله وقواعد أحكامه ومناهجه هي النور الذي يهدي الحيران ويرد الشارد ويضيء آفاق الحياة ، ولم يزال كذلك في مستقبل الدهور والأزمان حتّى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ... )
ثالثاً : أشرافه على ( مجلة المرشد )  : و هي مجلة شهرية كانت تصدر في بغداد و كانت تحت نظر السيد ( رحمه الله ) و رعايته , و كان أغلب بحوثها العلمية و مقالاتها له .
و هو القائل ( رحمه الله ) عن الصحافة : ( إن نطاق البحث أضيق من أن يحصي منافع الصحافة و فوائدها الخاصة و العامة في العوالم الدينية و المدنية ... أليست هي للأمة عيناً مراقباً و لساناً ناطقاً و خطيباً صادقاً ... و معلماً هادياً و مؤدباً ناصحاً و صراطاً واضحاً تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر )  .

6ـ أما عن طريق سفراته : ـ

عن طريق سفراته الدائمة في الداخل و الخارج .
و ذلك للتعرف على ( الأنظمة السائدة ) و ( التطور ) و ( التعرف على علماء الأمصار ) .
يقول الدكتور محمد باقر البهادلي : ( بداء رحلته بنية القيام بمشروع جليل كثير النفع و الأهمية للعالم الإسلامي بهدف إلى نشر تعاليم الدين الإسلامي , قطع فيها نحو خمسة عشر ألف ميل من المسافات و شاهد فيها أثني عشر حكومة و إمارة , و زار أكثر من ستين بلداً , و وفق في أثنائها لتشكيل إحدى عشرة مؤسسة على اختلاف أسمائها ... )  .
و من هذه المؤسسات : ـ
1ـ ( جمعية خدمة الإسلام ) في الأعظمية ببغداد في شوال 1330 هـ .
2ـ ( الجامعة الإسلامية ) في مدينة العمارة العراقية 1330 هـ .
3ـ ( جمعية الاتفاق العماني ) في سلطنة عمان / مسقط .
4ـ ( جمعية جنود الله ) في كلكتا الهند ربيع الأول 1331 هـ .
5ـ ( جمعية أهل الحق ) في اليمن في ذي الحجة 1331 هـ  .
و لقد أسلم أثر رحلاته هذه العديد فمن رحلاته الخارجية ( الشاب يوسف بطرس الإيراني , و مرزة بنت جورج السورية , و الهندي البرهمي كل ماني مسرا , و الألماني ويرنر ألفريد ) .
أما في رحلاته الداخلية فقد أسلم : ( خضوري الموصلي و كان يهودياً , و فون غولنج و هو القائد العسكري الألماني في بغداد وقت الاحتلال العثماني )  .
و له مؤلفات تحدث فيها عن رحلاته منها : ـ
( زيارة خراسان , أو جولة في بلاد ساسان )  . و ( الساحليات )  , و فيه جمع فوائد سفراته إلى سواحل الخليج . و ( سياحة الهند )  .

7ـ أما مناظراته : ـ

و نذكر منها المناظرة التي طبعت في كتاب أسمه ( حديث مع الدعاة )  و هي مناظرة مع بعض الدعاة البروتستانتيين في بغداد .
و له ( الأبيات الفاخرة في فن المناظرة )  .
و ( إسلام برهمي )  , و ( الرد على البابية )  , و ( فتح الباب في جواز تقبيل الأيدي و الأعتاب )  ,
و ( المأثور في زيارة القبور )  , و ( مسيح الأناجيل أو مسيح القران )  .
و له ( رحمه الله ) في الجواب عن سؤال وجه أليه و هو : ـ
إن بعض الناس يسمون الشيعة ( رافضة ) فما المقصود من ذلك , و ما حقيقة الأمر فيه ؟
فأجاب ( رحمه الله ) : ( لا يخفاكم أن الشيطان قد نزغ بين فرق المسلمين الأقدمين , و نشر بينهم العداوة و البغضاء بعد ما فرقهم شيعاً , فصارت كل فرقة تعبر عن خصومها بألقاب الذم بينما تعبر عن نفسها بعبارات المدح , فكان الشيعة الأولون يعبرون عن جماعتهم بالمؤمنين أو الخاصة بينما كان خصومهم يسمونهم في عهد معاوية ( شيعة أبي تراب ) و كانوا يسمونهم في عهد الحجاج ( علوية ) ثم من بعد قضية زيد الشهيد أخذ المتعصبون ضدهم يسمونهم ( الرافضة ) مع أن جمهور الشيعة نصروا زيداً و لم يرفضه سوى شرذمة قليلة من فرق الكيسانية و السبئية , و طوائف قد انقرضت , و لم يبق منهم باقية , و لكن خصوم الشيعة عمموا أسم الرفض حتى على الجعفرية نكاية بهم , في حين أن الجعفرية في الكوفة كانوا أنصار زيد و شهداء بين يديه )  .

8ـ خطاباته في المناسبات و الاحتفالات الخاصة و العامة .

و هي كثيرة جداً نذكر منها كلمته الموسومة ( ذكرى عاشوراء ) و التي ألقيت في الاحتفال الذي أقامه شباب الكاظمية بذكرى يوم عاشوراء في شهر محرم 1360 هـ , و التي نشرته مكتبة النجاح في كتيب صغير و التي قال فيها : ـ
( في ثنايا التاريخ العربي ثلمه من الزمان خطيرة . ليس في وسع الخطيب البليغ أن يبلغ حد خطورتها و مدى تأثير حادثتها .
حادثة تشع من نوافذها أنوار حقائق متنوعة من أخلاقية و اجتماعية و حربية هي حادثة عاشوراء في محرم سنة 61 من الهجرة . حيث حوصر هناك سبط النبي و ريحانته الحسين بن علي ( ع ) بجملة من آله و فتية من بني هاشم , و جملة أصحابه من أبطال العراق الأشاوس , لا ذنب لهم سوى تمسكهم بمبادئهم القويمة .
حادثة أقامت العالم الإسلامي و أقعدته من يومها إلى يومنا . و من يومنا إلى ما شاء الله من أيام الدهر . و لم تكن الهمم و الأنظار مجذوبة لهذه الحادثة الفذة لمجرد أنها فذة لم تلد الأيام أختها في كر الغداة و مر العشي , بل لأنها مدرسة العبر و معهد الثقافة العالية . تأخذ الأفراد و الأمم من ذكرها و ذكراها دروساً جمة و مهمة من نواحي شتى فيستجلي المعتبر منها حدود النفس في درجات الفضائل و الرذائل من رحمة أو قسوة أو عفة أو شهوة أو عفو أو انتقام و تمسك بالشريعة أو استرسال في ميول الطبيعة .
كذلك استفادوا من ذكرى هذه الحادثة المؤلمة تحديد الظلم و تهديد الظالمين و تخفيف الآلام على المظلومين و تسلية المفجوع الحزين . حادثة فذة لم تلد أم الدهر أختها دهشة و غرابة من اقتران أقطاب الفضيلة بأقطاب الرذيلة . غرابة أفعال الجانبين أو بالأحرى في غرابة الرواية و عظمة بطلها الفذ سيدنا الحسين ( ع ) , و كما كانت الآفاق العربية تردد صداها كانت العائلة النبوية تجدد ذكراها صباحاً و مساء و تبكي عليه رجالاً و نساء . كلما رأوا الماء ذكروا عطش قتلاهم . فهم لا يهنأون بطعام و لا بمنام حتى نهضت بالعراق ثلة من أرومة أريافه و زعماء العرب الأقحاح أمثال المختار الثقفي , و إبراهيم النخعي , و سليمان الخزاعي , و المسيب الفزاري . شعارهم ( يا لثارات الحسين ) , و قتلوا قتلة الحسين ( ع ) أمثال أبن زياد , و أبن سعد , و سنان , و شمر , و حرملة .
فخفت من ذلك لوعة الأشجان من بني هاشم و هدأ منهم نشيج الزفرات و نزيف العبرات . فصارت المآتم منهم تقام في السنة مرة بعد ما كانت مستمرة .
ففي ذلك العهد ( عهد السلف الصالح ) يحدثنا التاريخ عن أعلام أهل البيت النبوي أنهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هل هلال محرم , و تفد عليهم وفود من شعراء العرب لتجديد ذكرى سيدنا الحسين ( ع ) لدى أبنائه الأماجد ...
أجل إن إقامة العزاء الحسيني يرتقي تأريخه إلى عهد قديم في الإسلام . أو هو قريب العهد من الصحابة و التابعين ... )  .


9ـ أما جهاده و نضاله : ـ

لقد كان السيد الشهرستاني المجاهد و المناضل و المحارب من أجل استقلال العراق و عزته , و كرامته اشترك مع المجتهد محمد سعيد الحبوبي في قيادة الجيش الشعبي في معارك الشعيبة مع الانكليز , و كان من أعضاء المجلس العلمي الذي كان من مهماته بث الدعوى بين طبقات الناس في المدن و العشائر بلزوم الاشتراك في الثورة ضد الانكليز و توسيع نطاق العمل و توجيه الإرشادات الدينية فيما يخص الثورة  , و بعد احتلال الانكليز للعراق اشترك في ثورة العشرين فاعتقل و زج به في سجن الحلة , و حكم عليه بالإعدام , ثم أطلق سراحه بإعلان العفو العام في سنة 1921 ميلادي . و له كتاب أسمه ( أسرار الخيبة من استرجاع البصرة و الشعيبة )  ألفه ( رحمه الله ) سنة انكسار المجاهدين في البصرة , و خيبتهم في فتح الشعيبة سنة ( 1333 هـ ) و قد كشف فيه ( رحمه الله ) الأسرار الخفية لتلك الخيبة . لقد قاد السيد هبة الدين ( رحمه الله ) قوة من عشائر آل فتلة و بني حسن و العوابد تحركت في أوائل محرم من عام 1333 هـ عن طريق الفرات إلى أن التحقت بالشعيبة من الجناح الأيمن الذي كان في مقدمته المجاهد الكبير السيد محمد سعيد الحبوبي ( رحمه الله ) . كما و قاد السيد هبة الدين ( رحمه الله ) حملة أخرى عن طريق كوت الأمارة كان النصر حليفهم فيها حيث استطاعوا محاصرة جيش الانكليز و أسر قائده ( طاوزند ) مع جميع جيشه البالغ أثني عشر ألف رجل . كما و كان ( رحمه الله ) الممثل عن الأمام محمد تقي الشيرازي في الجلسة مع السير ولسون الحاكم السياسي البريطاني العام في العراق لنقل مطالب العراقيين في الحرية و الاستقلال , و التي لم ينفذها الانكليز لتندلع الثورة العراقية الكبرى بقيادة رجال الدين , و منهم السيد هبة الدين ( رحمه الله ) . لقد أسس أبن الميرزا الشيرازي منظمة في كربلاء ضمت إلى جانبها علماء دين و شخصيات عراقية معروفة كالسيد حسين القزويني , و السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني  . و عن دور علماء الدين في تحرر العراق الجديد و قيام الثورات الكبرى من أجل أستقلالة كثورة العشرين المباركة و غيرها لذا يقول حسن العلوي : (( أن هؤلاء الفقهاء و زعماء الفرات الأوسط و قادة الحركة الوطنية في بغداد هم مؤسسو العراق الحديث و ليس عبد الرحمن النقيب , و نوري السعيد , و عبد المحسن السعدون , و ياسين الهاشمي , و جعفر العسكري ))  . لذ فأن المس بيل تقول: (( لم يكن يدور بخلد أحد و لا حكومة صاحبة الجلالة , أن يمنح العرب مثل الحرية التي سنمنحهم إياها ألا كنتيجة للثورة ـ ثورة 1920 ـ ))  . دلالة على الأثر الكبير لعلماء الدين في أستقلال العراق و حريته .


المصادر

1ـ القرآن الكريم .
2ـ الجذور السياسية و الفكرية و الاجتماعية للحركة القومية العربية ( الاستقلالية ) في العراق , وميض عمر نظمي , منشورات مركز دراسات الوحدة العربية , 1984 , بيروت ـ لبنان .
3ـ الدلائل و المسائل , السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني .
4ـ المرجعية الدينية من الذات إلى المؤسسة , حسين بركة الشامي .
5ـ السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ( حياته و نشاطه العلمي و الاجتماعي ) , السيد عبد الستار الحسني , الطبعة الأولى 1429 هـ , مؤسسة تراث الشيعة , قم ـ إيران .
6ـ السيد محمد علي هبة الدين الحسيني الشهرستاني ( آثاره الفكرية و مواقفه السياسية ) ( 1884 ـ 1967 ) , محمد باقر البهادلي .
7ـ الشيعة و الدولة القومية في العراق ( 1914 ـ 1990 ) , حسن العلوي , الطبعة الثانية , دار الثقافة للطباعة و النشر , قم ـ إيران .
8ـ أوراق أيامي ( 1900 ـ 1948 ) , طالب مشتاق , دار الطليعة 1968 , بيروت ـ لبنان .
9ـ الهيئة و الإسلام , السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني , الطبعة الثانية , 1978 .
10ـ تاريخ الوزارات العراقية , عبد الرزاق الحسني , دار الشؤون الثقافية العامة , 1988 , بغداد ـ العراق .
11ـ شعراء الغري , الخاقاني .
12ـ ذكرى الحسين ( مجموعة الخطب و القصائد التي ألقيت في الأحتفال الذي أقامه شباب الكاظمية بذكرى عاشوراء ) , الناشر عبد علي الكاظمي , محرم 1360 هـ , مطبعة المعارف , بغداد ـ العراق .
13ـ لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث , علي الوردي .
14ـ مناهج الدراسات الدينية , كريم المحروس .
15ـ ماضي النجف و حاضرها , جعفر آل محبوبة .
16ـ نقد العقل الإصلاحي ( قراءة في جدلية الفكر العراقي الحديث ) , رسول محمد رسول , الطبعة الأولى 2008 , النايا للدراسات و النشر و التوزيع , سوريا ـ دمشق .
17ـ هكذا عرفتهم , جعفر الخليلي .
18ـ نابغة العراق , السيد محمد مهدي العلوي .
الصحف و المجلات : ـــ
19ـ جريدة المعارف , العدد 17 , 24 كانون الأول 1926 , بغداد الكاظمية .
20ـ مجلة رسالة الإسلام , العدد 3 .
21ـ مجلة النور , العدد 87 , 1998 .
22ـ مجلة العلم , هبة الدين الشهرستاني , المجلد 1 + 2 .
23ـ مجلة ينابيع النجفية , العدد 29 ـ 30 , ربيع الأول / جمادي الثانية , 1430 هـ .
 







السيرة الذاتية للباحث

ليث عبد الحسين فرحان العتابي .
 من مواليد محافظة واسط / الكوت : 1975 ميلادي الموافق 2محرم 1395 هجري .
تخرجت من معهد أعداد المعلمين في واسط قسم اللغة العربية عام 1996 ميلادي .
التحقت بالحوزة العلمية في عام 1998 ميلادي .
حالياً طالب مرحلة السطوح العلمية في النجف الأشرف .
المؤلفات : ـ
1ـ اللعن و السب بين الحقائق و الإدعاءات              مطبوع
2ـ الشرك                                                غير مطبوع
3ـ الحقوق عند الأمام علي ( ع )                       غير مطبوع
و كتب و مؤلفات أخرى قيد الإنجاز . 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/26



كتابة تعليق لموضوع : المنهج الإصلاحي للسيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني آلــيات , و تطبيقات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net