المرجع السيستاني يدعو العبادي ان يكون اكثر (جرأة) ويضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب

طالبت المرجعية الدينية العليا من رئيس الوزراء العراقي أن يكون أكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اعلن عنها مؤخرا بل يسعى الى ان تتخذ الحكومة قرارات مهمة واجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب ويعمل على الغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة .

جاء هذا في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة (21شوال 1436هـ الموافق 7آب 2015 م) التي اقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة سماحة السيد احمد الصافي (دام عزه)
حيث جاء فيها .
اخوتي اخواتي اعرض على مسامعكم الكريمة الامر التالي :
🔸يمر بلدنا الحبيب العراق بأوقات عصيبة ويعاني من أزمات متنوعة أثرت بصورة جدية على حياة المواطنين وكانت لها تداعيات كبيرة على معيشة الكثيرين منهم فمن جانب يواجه البلد الإرهاب الداعشي الذي بسط سيطرته على
أجزاء كبيرة من عدة محافظات وارتكب ولا يزال يرتكب من الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية وقد تسبب في نزوح مئات الآلاف من المواطنين عن مساكنهم ويعاني الكثير منهم من أوضاع مأساوية ولكن ابناء العراق الميامين في القوات المسلحة بتشكيلاتها المختلفة وكذلك المتطوعون الابطال وابناء العشائر الغيارى هبوا للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات وقد حققوا انتصارات مهمة خلال الاشهر الماضية وقدموا التضحيات الجسام فداء للوطن العزيز ولا يزالون مستمرين في منازلتهم للأعداء بكل قوة وبسالة حماهم الله ونصرهم نصراً عزيزا ".

وأضاف" المطلوب من القوى السياسية ان توحد مواقفها في هذه المعركة التاريخية التي هي معركة وجود للعراق ومستقبله والمطلوب من الحكومة ان تستثمر مختلف إمكاناتها لإسناد ودعم المقاتلين فان لهم الاولوية القصوى في هذه الظروف كما ان شعبنا الكريم لم يبخل بشيء من مساندة ابناءه المقاتلين اذ لا يزال اهل الخير والبر يقدمون لدعمهم ما باستطاعتهم بأشكال الدعم المختلفة جزاهم الله خير جزاء هذا من جانب ومن جانب اخر فان البلد يواجه مشاكل اقتصادية ومالية معقدة ونقصان كبير في الخدمات العامة وعمدة السبب وراء ذلك هو الفساد المالي والاداري الذي عم مختلف دوائر الحكومة ومؤسساتها خلال السنوات الماضية ولا تزال ويزداد يوما بعد يوم بالإضافة الى سوء التخطيط وعدم اعتماد استراتيجية صحيحة لحل المشاكل بل اتباع حلول آنية ترقيعية يتم اعتمادها هنا او هناك عند تفاقم الازمات ".

مبينا "ان القوى السياسية من مختلف المكونات التي كانت ولا تزال تمسك بزمام السلطة والقرار من خلال مجلس النواب والحكومة المركزية والحكومات المحلية تتحمل معظم المسؤولية عما مضى من المشاكل وما يعاني البلد منها اليوم وعليها ان تتنبه الى خطورة الاستمرار على هذا الحال وعدم وضع حلول جذرية لمشاكل المواطنين الذين صبروا عليها طويلا , ان الشعب الذي تحمل الصعاب وتحدى المفخخات وشارك في الانتخابات واختار من بيدهم السلطة من القوى السياسية يتوقع منهم وهو على حق في ذلك ان يعملوا بجد في سبيل توفير حياة كريمة له ويبذلوا قصارى جهودهم لمكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية".

🔹وتابع السيد الصافي
" المتوقع من السيد رئيس مجلس الوزراء الذي هو المسؤول التنفيذي الاول في البلد وقد ابدى اهتمامه بمطالب الشعب وحرصه على تنفيذها المطلوب ان يكون اكثر جرأة وشجاعة في خطواته الاصلاحية ولا يكتفي ببعض الخطوات الثانوية التي اعلن عنها مؤخرا بل يسعى الى ان تتخذ الحكومة قرارات مهمة واجراءات صارمة في مجال مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية فيضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب ويعمل على الغاء الامتيازات والمخصصات غير المقبولة التي منحت لمسؤولين حاليين وسابقين في الدولة وقد تكرر الحديث بشأنها ان المطلوب منه ان يضع القوى السياسية امام مسؤوليتها ويشير الى من يعرقل مسيرة الاصلاح اي كان وفي اي موقع كان وعليه ان يتجاوز المحاصصات الحزبية والطائفية ونحوها في سبيل اصلاح مؤسسات الدولة فيسعى في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب وان لم يكن منتميا الى اي من احزاب السلطة وبغض النظر عن انتماءه الطائفي او الاثني ولا يتردد من ازاحة من لا يكون في المكان المناسب ان كان مدعوما من بعض القوى السياسية ولا يخشى رفضهم واعتراضهم معتمدا في ذلك على الله تعالى الذي امر بإقامة العدل وعلى الشعب الكريم الذي يريد منه ذلك وسيدعمه ويسانده في تحقيق ذلك ".

نسأل الله العلي القدير ان يأخذ بيده وبيد سائر المسؤولين الى ما فيه الخير والصلاح ويحقق لشعبنا المظلوم امانيه في التمتع بحياة كريمة في أمن واستقرار انه سميع مجيب..
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/07



كتابة تعليق لموضوع : المرجع السيستاني يدعو العبادي ان يكون اكثر (جرأة) ويضرب بيد من حديد لمن يعبث بأموال الشعب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ابو زهراء العبادي ، في 2015/08/08 .

السلام عليكم .
بعد فقدان الثقة باي جهة يمكن الاعتماد عليها من قبل الشعب لتحميلها مسؤولية الدفاع عن حقوقه .ملاءت الحوزة الدينية الفراغ وتحركت وبخطوات واثقة نحو ممارسة مسؤوليتها الشرعية ..ودعت الحكومة العراقية الى الاصلاح .ومعالجة الاخفاقات .
لم تكن الحوزة غائبة عن الساحة .بل ارتئت فسح المجال امام السياسين للعمل .وتنظيم شؤون البلاد .
غير ان عوامل كثيرة داخلية وخارجية لعبت دور في مشاكل العراق ...تشكيل الحكومة العراقية الحالية جاء بعد مخاض صعب .
كان للمرجعية الرشيدة دور المرشد فيه .وتشكلت ووقعت في نفس المطب الذي وقعت فيه سابقاتها .الا وهو المحاصصة الطائفية .
والذي اوجس العراقيون خوفا منه .وشحنت الاجواء بالتوتر مابين الاحزاب المشكله للحكومة والتجاذب واستجد حال سياسي جديد تمثل في انصراف الاحزاب الشيعية الماتلفه تحت خيمة الاتلاف الوطني .الى حرب بارده .بينها .انعكس سلبا على اداء الاتلاف بوصفه الكتله الاكبر المشكله للحكومة ...
رئيس الوزراء الحالي مغلول اليدين .والدليل .ماواجهه من حمله معارضة قوية .لقيامه بالتعيين في بالمؤسسات المستقله من قبل شركائه السياسين .واعتبروها اعاده للنهج القديم ..
مركزية الدوله تواجه ضعف وتفكك .نقل الصلاحيات للمحافظات هو دق اخر مسمار في نعش مركزية الدوله .
وهو يعني تقوية مركز الاحزاب وعلوا كعبها على صلاحيات حكومة المركز .مما يجل اي اجراء اصلاحي يتخذه رئيس الوزراء غير ذي نفع .فالاحزاب المطبقة سيطرتها على مجالس المحافظات .عززت سيطرتها واتخذت لها خط صد متقدم بقانون نقل الصلاحيات .تنقض فيه كل قرار لايتماشا مع مصلحتها ..واصبح لدينا حكومات بكامل الصلاحيات .وربما تسعى الى المزيد وتنجح في تمرير قانون الحرس الوطني بصيغة يكون لكل محافظة جيش خاص بها .
فالحديث عن الاصلاحات في ضوء تكالب الاحزاب على السلطة وتفريغ سلطة رئيس الوزراء من محتواها .ربما يكون وهم .
او خيار صعب يدفع رئيس الوزراء اليه .تحت الضغط .
الاحزاب هي اصل المشكله .لعدم قدرتها على تقديم اداء حكومي جيد .وعدم جديتها في تقديم كفاءات لحقائب وزراية تكون اهلا لشغل المنصب .غير وجوه اكل الدهر عليها وشرب نراها مستوزرة لحقيبة وزارية جديدة في تشكيل الحكومات .وكان ليس في العراق غير تلك الوجوه قادرة على العمل .والبعض شارك في الحكومات السابقة .بشكل دائم فمرة وزير هنا ومرة هناك .
عدم ايفاء الاحزاب بعهودها وتنفيذ برنامجها الانتخابي الذي رفعته في ابان التنافس الانتخابي .والذي يبدو انه حبر على ورق .
تقاطع المصالح سيكون عقبه امام الاصلاح .لاان الاصلاح محتاج الى توافق وطني .وارضية قوية للوقوف عليها والصمود .
المرجعية الدينية هي بيضة الميزان .تريد حل توافقي يرضي الجميع .فهي لاتريد الفوضى ولا حصول فراغ حكومي ينتج نتيجة الضغط .في هذا الظرف العسير الذي تمر به البلاد نتيجة خطر الارهاب .المحدق بالعراق .وتريد من الحكومة مراجعة نفسها وتصليح اوضاعها والقيام بما هو مطلوب .وفي دعوتها للسيد العبادي ليكون اكثر .جرءه وشجاعة في مواجهة المفسدين .فتعبير عن الوقوف معه ومعاضدته وان لايخشى شيء في تلك المواجهه .بعد ان ضمنت مساندة الاحزاب لمشروعها الاصلاحي .للخروج من عنق الزجاجه التي وضعت فيها الحكومة من خلال التظاهرات المناوئه لها .
المرجعية تدرك خطورة الوضع الحالي ..وانها تدرك ايضا حجم معانات المواطن .وحجم الفساد المستشري في مؤسسات الدوله ،
وجهة وفي خطب سابقة رسائل تنبيه للحكومة لتدارك الوضع وتصحيح المسير .لكن الاستجابه كانت معدومه .والاذان صماء .
فاعيا المريض معالجه .لم يلتزم بارشاداته .ولم ياخذ الدواء لعلاج نفسه .
فاصبح المرض مزمن .يحتاج الى جرعات يومية للسيطره عليه .اليوم تعلن جميع الاحزاب امتثالها لااوامر المرجعية .وتطبيق منهجها .
نحن نراقب عن كثب الطريقة التي سيتم بها الاصلاح .وكيفية استغلال الفرصة المتاحة .بعد ان اصبحت المسؤولية جماعية تشاركية
السبب في ما الت اليه الامور من منحى خطير .وتقاعس الوزارات عن اداء عملها بصورة صحيحة .هو اختلاف الاحزاب وعدم توافقها وطنيا .وتقاطع مصالحها .القى بضلال كثيف على واقع الخدمات المقدمه للمواطن ..غياب الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى البعض .
ظهور لغة الاستعلاء والبغضاء والكراهية في ضل اجواء التشنج وكل تلك سببها السعي المحموم للسلطة رغم انها في ايد الجميع .
من تلك الاسباب وغيرها .ولدت حكومة غير قادرة على اداء عملها بصورة انسيابية .دون بروز معوقات .
الاحزاب اشتغلت مع بعضها في معارك جانبية وضفت يها كل الامكانيات .نتج عنها تقاعس في اداء الواجبات .
الاختلاف في الرؤيا السياسية لدى القادة السياسين اوجد مفترق طرق .ضاعت معه الوجهه السليمه .
الفرصة لازالت مؤاتية ولم تضع بعد والكرة في ملعب الحكومة الان .للقيام بما هو مطلوب .وترجمت نصائح المرجعية الى واقع عمل مرهون بيد كل الاحزاب للتعاون وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .والايام حبلى بالمفاجئات .نتمنى ان تكون سعيدة
وتحزم الحكومة امرها نحو الاصلاح وتغير الواقع الماساوي للمواطن باحسن منه .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net