صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

القس المسيحي سهيل قاشا و ادعاءاته على القرآن الكريم الحلقة الخامسة
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

1ـ التجني على المنظومة الحديثية الإسلامية:  

«وأنه لابد من الإستناد إلى وثائق مشبوهة متخذة من صلب الأحاديث والروايات. ومن المعلوم أن هذا الذي يدعوه المسلمون (حديثاً) إنما هو مجموعة من الأخبار المتناقلة شفهياً (...) سوادها الأعظم إنما هو مما أستنبطته مخيلات العصور اللاحقة»1

وسهيل قاشا بقوله هذا إنما يحاكي آراء من سبقه من رجال دين مسيح، ويهود، ومستشـرقين كانت لهم دوافعهم الخاصة لتوجيه النقد للدين الإسلامي .

فمثلاً نجد المستشرق (جولد تسيهر) يقول وبحسب رأيه عن تعارض الأحاديث مع نص القرآن: «فلا يوجد كتاب تشريعي اعترفت به طائفة دينية اعترافاً عقدياً على أنه نص منزل أو موحى به يقدم نصه في أقدم عصور تداوله مثل هذه الصورة من الاضطراب وعدم الثبات كما نجد في نص القرآن»2

 وكذلك نجد أن الكاتب الأمريكي (كارل إيرنست) يقول: «وقد أخذ المفكرون المسلمون يتأملون في مسألة شرعية محمد لسنوات عديدة، فمن ناحية قال في حديثه: (اختلاف أمتي رحمة). ولكن من ناحية أخرى فقد نص على أنه: (لا تجتمع أمتي على ضلالة). وفي مسعى لحل عدم التطابق تم اللجوء إلى وسيلة فنية مختصرة ترفض هذه الأحاديث من منطق الجرح التقليدي برواة هذه الأحاديث»3 

كل ذلك بهدف إثارة الشكوك بالقرآن الكريم، وبالمنظومة الحديثية، وبالتالي في مجمل الدين الإسلامي فـ«الهدف الأساسي من وراء التشكيك، ونفي إعجاز القرآن الكريم في أسلوبه البلاغي، وإخباراته الغيبية، وحقائقه العلمية واضح، وهو إسقاط الدليل الذي يثبت سماويته وخلوده (...) وإسقاط دعوى نبـوة محمد  وإرساله من قبل الله تعالى للعالمين (...) وبذلك يفقد القرآن الكريم، والنبي  قدسيتهما لدى المسلمين، تلك القدسية القائمة على أساس أن القرآن الكريم كلام الله أوحاه لنبيه ، وعندها يصبح شأن القرآن لديهم شأن أي كتاب بشـري يطاله التغيير، والتعديل، أو الإهمال، وما (محمد) إلا رجل متميز بذكاء، وقدرة إجتماعية استطاع من خلالها أن يهيمن على قومه، ويقنعهم بأساليبه النفسية، أنه نبي، ورسول لهم من الله بهذا القرآن»4

2ـ شبهات حول جمع القرآن الكريم:

وعن قضية جمع القرآن الكريم يقول: «وإنما جل ما نريد البرهان عنه، وما تفرضه علينا الوثائق هو أن الرسول لم يفكر مدة حياته في تنظيم القرآن كتاباً سوياً منسقاً. ولو كان قد فعل، لما ألجى خلفاؤه من بعده إلى تلافي الأمر، وإلا لأمر باستدراك الخلل وأنتداب رواة القرآن إلى جمعه من الرقاع وصدور الناس»5

فقد وضح مراده بأن (ما نريد البرهان عنه) فهو يريد أن يبرهن على شيء مهم وهو (التشكيك بالرسالة الخاتمة، وبالقرآن الكريم). 

وبماذا يستدل؟ هو يقول (وما تفرضه علينا الوثائق)، أي وثائق؟ أليس المراد بها الأحاديث الواردة في موضوع القرآن الكريم وجمعه؟ ألم يفند المنظومة الحديثية ويعتبرها مجرد (مخيلات)6

يقول السيد الخوئي  عن قضية جمع القرآن: إن «الأخبار التي دلت على جمع القرآن في عهد أبي بكر بشهادة شاهدين من الصحابة، كلها أخبار آحاد، لا تصلح أن تكون دليلاً في أمثال ذلك (...) إنها معارضة بأخبار كثيرة دلت على أن القرآن قد جُمع في عهد النبي »7

كما وإن روايات جمع القرآن بعد وفاة النبي  «معارضة بما دل على أن القرآن كان قد جمع، وكتب على عهد رسول الله  فقد روى جماعة منهم ابن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، والترمذي، والنسائي، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، والضياء المقدسي»8

فالقرآن الكريم قد تم جمعه في حياة النبي محمد ، ويؤيد ذلك آيات القرآن الكريم الواردة بذلك9، وما روي في تفسير (القمي)10، عن الإمام الصادق ، عن رسول الله  أنه أمر علياً  بجمع القرآن، وقال: «يا علي القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة» فانطلق علي بن أبي طالب  فجمعه في ثوب أصفر، ثم ختم عليه11

وروى الطبراني، وابن عساكر، عن الشعبي قال: «جمع القرآن على عهد رسول الله  ستة من الأنصار: أُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ومعاذ بن جبل، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد، وكان مجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاث»12

وأخرج النسائي بسند صحيح، عن عبد الله بن عمر قال: «جمعت القرآن فقرأت به كل ليلة، فبلغ النبي  فقال: أقرأه في شهر»13

لذا فإن «إسناد جمع القرآن إلى الخلفاء أمر موهوم، مخالف للكتاب، والسنة، والإجماع، والعقل»14

3 ـ التجني على شخص النبي محمد :

يقول: «كل ذلك يشهد أن الرسول لم يترك لأمته مصحفاً إماماً يحتكمون إليه في جدالاتهم حول القرآن»15

وجوابه بما تقدم مستفيض، فما الدليل على هذا المدعى السقيم، الخالي من الأدلة، والبراهين العقلية، أو النقلية المقنعة؟ وما هذا القول إلا إرادة على التشكيك بالنبي محمد ، وبالقرآن الكريم. 

هذا وغيره من الأقوال ألجأ الكثير من أعداء الإسلام إلى التمادي والتجاوز على هذا الدين السماوي، فمثلاً نجد بأن المستشرق النمساوي المتأمرك (غوستاف فون غرونباوم)16 وفي معرض كلامه عن القرآن الكريم يقول : «والكتاب الذي بين أيدينا ليس هو الكتاب الذي بلغه محمد. وفي الواقع فإنه لم يبلغ أبداً أي كتاب، واكتفى بأن نقل أشياء متفرقة هي عبارة عن رؤى قصيرة وأوامر وحكم وخرافات وخطب عن مذهبه»17

كما ونجد أن ( كارل إيرنست ) يقول: «من المستحيل بالنسبة للنبي محمد أن تكون لديه هذه المعرفة العلمية»18 

لقد كان المحور الإساسي للمستشـرقين، وأعداء الدين الإسلامي في تناولهم لتاريخ القرآن الكريم، وللسيرة النبوية المباركة هو من خلال تتبع مفردات التاريخ الإسلامي، وإستقصاء الشاذ، والنادر، والمحرف فيه، والتي أحدثها حكام السوء19 ، ووعاظ السلاطين، وأعداء الإسلام، و الدخلاء ، و تسليط الضوء عليها، وإظهارها على أنها السيرة الحقيقية للرسول الأكرم ، ولأهل بيته المعصومين ، هدفهم من وراء ذلك إلصاق تهمة التهافت في سيرتهم العطرة، وبالتالي تشجيع النقد، والطعن فيهم، وبالتالي نفي العصمة عنهم، وبخاصة نفي نبوة النبي محمد ، و مصداقية القرآن الكريم .

4 ـ شبهات حول المصحف العثماني:

يقول سهيل قاشا: «لا شك أن المصحف العثماني يكون مرحلة تقدمية بالنسبة إلى مصحف أبي بكر وذلك بفضل ما أجرى فيه من تنقيحات، وزيادات، وتعديلات، وأما بالنظر إلى الأمة فقد حاز بثقتة الأغلبية، وظهر في أعينها بمظهر الإمامية»20 

أيّ تنقيحات، وأيّ زيادات، وأي تعديلات؟ ومن أين جاء بهذه الأقوال؟

فكل هذه الإدعاءات هدفها إثبات التحريف في القرآن الكريم21، وذلك بأن هناك أشياء قد أضيفت أو حذفت منه. 

وسهيل قاشا هنا يريد إلصاق تهمة التحريف بعثمان بن عفان، وبغيره ممن يعزى إليه كتابة القرآن، أو جمعه، أو ترتيبه. وقد رد السيد الخوئي  دعوى التحريف المنسوبة للشيخين22، أو لعثمان بن عفان23، أو لغيرهم24 جملةً، وتفصيلاً.

فسهيل قاشا بهذا المدعى يتبنى رأي المـستشرق (جولد تسيهر) الذي يقول: «إن الشيعة يعتقدون بأن في المصحف العثماني زيادات، وإضافات، وتغييرات على أصل القرآن»25

كما و يذكر الزركشي في كتابه : « و المشهور عند الناس أن جامع القرآن عثمان ، و ليس كذلك ، إنما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد على اختيار وقع بينه و بين من شهده من المهاجرين و الأنصار لما خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق و الشام من حروف القراءات و القرآن »26

5 ـ شبهة عدم صلاحية القرآن الكريم لكل زمان: 

يقول سهيل قاشا: «إلا أن الإصدار العثماني لم يكن ليفي تماماً بمقتضيات الحياة الإسلامية ولا سيما بعد أنتشار الإسلام وأحتلالاته الجارفة»27

أهو ماركة، أم صرعة، أم آلة تصنع بحسب الموديل؟

هذا ليس بالمدعى الجديد، ولا بالمنتهي، فهو يتكرر في كل زمان، ومكان، وأساسه مبني على (عدم صلاحية القرآن لكل زمان).

فإن القول بـ(تأريخانية القرآن)، ووقتية أحكام القرآن، وعدم صلاحيته لكل زمان من الدعوات التي تتكرر كل يوم، حتى جاء أدعياء الفكر المادي بلباس جديد لهذه الشبهة هو (التأريخانية)28

إن هذه الدعوى الموجهة للقرآن الكريم ليست جديدة كما ذكرنا، فلقد سبق وأن تبناها فلاسفة عصر التنوير الغربي، وقادة الفكر العلماني في نقدهم للتوراة، والإنجيل، فاستوردها بعض من المستشرقين، ومن اللاهثين وراءهم ليطبقوها على القرآن الكريم، وذلك لإثارة الشبهات حوله، الهدف من وراء ذلك هو عـدم الأخذ به بحجة انتهاء صلاحيته. 

6 ـ أخطاء تاريخية لا تغتفر: 

يقول سهيل قاشا: «إلى أن أستقامت الخلافة لعبد الملك بن مروان سنة 65 هـ / 685 م (...) كان لابد أن يتصدى لمعضلة القرآن ويعالجها بحلول صائبة جذرية، وأول خطة أتبعها بمعاونة عميليه عبيد الله بن زياد، والحجاج بن يوسف الثقفي القضاء على النسخ المغايرة للنص العثماني»29 

و هنا قد جاء سهيل قاشا بهذه الإدعاءات ليثبت حصول التغيير، والتحريف في القرآن الكريم هدفه من وراء ذلك التشكيك به، ولسان حاله: إذا قلتم بأن الأنجيل محرف، فالقرآن محرف أيضاً. كما وتثبت عباراته المتقدمة جهلة المدقع بالتأريخ، بالإضافة إلى جهل من نقل عنه هذه العبارات السقيمة.

 فمن المسلمات بأن الحجاج بن يوسف الثقفي30 كان والياً، وخادماً، وقائدَ جيش عبد الملك بن مروان31، أما أن يكون عبيد الله بن زياد32 قد كانت لديه السعة لفعل ذلك، وهو الذي شغل بالحروب، وأنتهى به المصير مقتولاً على يد جيش المختار الثقفي، كيف يمكن ذلك لا ندري؟! .

نعم ، إن الحجاج بن يوسف الثقفي ، و عبيد الله بن زياد قد قضوا على المسلمين لا على النسخ المغايرة للنص العثماني ، و بدقة أكبر : إنهم قضوا على كل ما هو مغاير لنص الحكم الأموي .

كما و يقول سهيل قاشا: «وأما الحجاج فإن هناك من الأقوال والشواهد والروايات ما يؤخذ منها أنه صاحب الإصدار الأخير للقرآن، وأن المصحف المتداول إنما هو مصحف الحجاج من جمعه وترتيبه، وأنه بعد أن أفرغ على القرآن صيغته الأخيرة والنهائية، جمع المصاحف المتداولة العثمانية وغير العثمانية وأبادها»33

أي أقوال، وشواهد، وروايات؟ ألم ينعت تلك الشواهد بأنها مخيلات34، ويشكك في المنظومة الحديثية بشكل عام. و بشأن الحجاج و ما قام به فإن ما موجود لدينا مما تذكره بعض الروايات على أنه عدل بعض الحروف، وما شاكل ذلك، ويمكن الرجوع للمصادر التي ذكرت ذلك لمعرفة التفاصيل الدقيقة للموضوع35.

لكننا قد قرأنا في كتاب سهيل قاشا قيد البحث أنه وصف المنظومة الحديثية بأنها مشبوهة، ومخيلات، وما شاكل ذلك إذ يقول بالحرف الواحد: «وأنه لابد من الإستناد إلى وثائق مشبوهة متخذة من صلب الأحاديث والروايات. ومن المعلوم أن هذا الذي يدعوه المسلمون (حديثاً) إنما هو مجموعة من الأخبار المتناقلة شفهياً (...) سوادها الأعظم إنما هو مما استنبطته مخيلات العصور اللاحقة»36.

فكيف يا ترى يعول على شيء هو شاكٌ به، ثم يأتي به كدليل على أقواله، فهل يعقل ذلك ممن يدعي بأنه كاتب حاذق (أريب)؟!

الهوامش : ....................................

(1) القرآن بحث ودراسة، سهيل قاشا، ص 13 .

(2) مذاهب التفسير الإسلامي، جولد تسيهر، ص 4 .

(3) على نهج محمد، كارل إيرنست، ص 261 .

(4) الإسلام وشبهات المستشرقين، الشيخ فؤاد كاظم المقدادي، ص 133 .

(5) القرآن بحث ودراسة، سهيل قاشا ، ص 21 .

(6) القرآن بحث ودراسة، سهيل قاشا، ص 13 .

(7) البيان، السيد الخوئي، ص 93 .

(8) البيان، ص 248 .

(9) ومن أمثال ذلك: سورة الحجر الآية (9)، وسورة النحل الآية (89)، وسورة فصلت الآية (42)، وغيرها الكثير .

(10) علي بن إبراهيم القمي .

(11) تفسير القمي: ج2، ص451، سورة الناس. البحار: ج89، ص48، باب7، ح7 .

(12) منتخب كنز العمال، ج 2، ص 48.

(13) الأتقان، ج1، ص 124 .

(14) البيان، ص 256 .

(15) القرآن بحث ودراسة، ص 33 .

(16) غوستاف فون غرونباوم (1909 ـ 1972 ميلادي) مستشـرق نمساوي متأمرك، أستاذ الشرق الأدنى بجامعة كاليفورنيا، له (المسلمون)، يعتبر بأن الإسلام هو مجموعة نقائض .

(17) 

(18) على نهج محمد، كارل إيرنست، ص 202 .

(19) يراجع مثالاً على ذلك سيرة حكم بنو أمية ، و كيف تعاملوا مع القرآن الكريم ، و السنة النبوية المباركة ، و مع ثوابت الدين الإسلامي .

(20) القرآن بحث ودراسة، ص 48 .

(21) فنجد مثلاً أن القاضي أبو بكر الباقلاني ( ت 403 هـ ) يكيل في كتابه ( نكت الأنتصار ) التهم للشيعة الإمامية ، و بإنهم قالوا بالزيادة و النقصان في القرآن الكريم ، و عقد لتلك المدعيات عدة أبواب .

(22) البيان، ص 217 .

(23) المصدر السابق، ص 218 .

(24) المصدر السابق، ص 219 .

(25) مذاهب التفسير الإسلامي، جولد تسيهر، ص 293 .

(26) البرهان ، الزركشي ، ج 9 ، ص 239 .

(27) القرآن بحث ودراسة، ص 48 .

(28) المنهج (التاريخاني): هو المنهج الذي يرى أن تفسير النص يجب أن يكون مرهوناً بتاريخه، ويجب أن يكون ساكناً هناك ملاصقاً للحظة ميلاده، إذ لايمكن فصل أي نص عن تاريخه، وهو مبتنٍ على نزعة مادية وضعية لا تؤمن بأن الأديان من عند الله تعالى، ولقد حاول البعض إلصاق النص بالتاريخ لتسويغ التخلي عنه، ولقد حما التاريخانيون لواء التشكيك في تجديدية وتجددية القرآن الكريم، وعدم صلاحيته لكل زمان ومكان .

(29) القرآن بحث ودراسة، سهيل قاشا، ص 50 .

(30)الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي , ولد في طائف الحجاز سنة ( 40 هـ ) مات سنة ( 95 هـ ) بواسط العراق , الظالم الجلف الجافي , أول ولاية تولاها تبالة , فلما رآها احتقرها و تركها , ثم تولى قتال أبن الزبير و قتله و صلبه بمكة سنة ( 73 هـ ) , ولاه عبد الملك بن مروان الحجاز ثلاث سنين , ثم ولاه العراق عشرين سنة , حطم أخلها و فعل ما فعل , دفن في واسط و عفي قبره و أجري عليه الماء , يقول فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 4 ص 343 : ( و كان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثاً سفاكاً للدماء ... فنسبه و لا نحبه بل نبغضه في الله فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان ) .

(31)عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية , أمه عائشة بنت معاوية بن الوليد بن المغيرة بن أبي العاص الأموية , كلا جديه لأبويه طريدا رسول الله ( ص ) , ولد في المدينة سنة ( 26 هـ ) و نشأ بها و شهد يوم الدار مع أبيه مروان للدفاع عن عثمان , أستعمله معاوية على المدينة و هو أبن ( 16 ) سنة , و بعد موت أبيه مروان استخلفه الناس على عامة البلدان في غرة رمضان من سنة ( 65 هـ ) , لما أفضى إليه الحكم كان بين يديه مصحف يقرأ فيه فأطبقه و قال : ( هذا فراق بيني و بينك ) , و قد أخبر النبي ( ص ) عنه : ( إنه أبو الجبابرة الأربعة , و ستلقى الأمة منه يوم أحمر ) , و الجبابرة هم ( الوليد , و سليمان , و هشام , و يزيد ) , و قال عنه أمير المؤمنين ( ع ) : ( لكأني أنظر إلى ضليل قد نعق بالشام و محصت راياته في ضواحي كوفان ) , و كان مدة خلافته لا يفتر عن عمل الموبقات و أقتراف السيئات و الفظائع , فقد سلط على رقاب الأمة واليه الحجاج بن يوسف الثقفي الجبار الأثيم المجرم , و العتل الزنيم , و سفك دماء الشيعة , و كل من يأمر بالعدل و يتسم بالتدين , و كان عبد الملك بن مروان أول حاكم نهى عن الكلام في حضرته , و أول من نهى عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , فقد قال فيما قال في خطبته بعد قتل أبن الزبير و صفاء الجو له : ( و لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه ) , في عهده كانت ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي , و ثورة المختار , و غيرها من الثورات , لفظ أنفاسه الأخيرة العفنة في قصر الأمارة بدمشق منتصف شوال سنة ( 86 هـ ) و قبر فيها .

(32) عبيد الله بن زياد (28 هـ ـ 67 هـ) .

(33) القرآن بحث ودراسة، ص 51 .

(34) القرآن بحث ودراسة، سهيل قاشا، ص 13 .

(35) يراجع لذلك كتاب المصاحف للسجستاني .

(36) القرآن بحث و دراسة ، ص 13 .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/12



كتابة تعليق لموضوع : القس المسيحي سهيل قاشا و ادعاءاته على القرآن الكريم الحلقة الخامسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net