لنستنطق آيات القرآن الكريم
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا بد من معايشة القرآن الكريم و استنطاق آياته المباركة لكشف أسرارها ، و لإماطة اللثام عن مكنوناتها ، و توضيح تلميحاتها المخبوءة .
قال تعالى : (( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )) سورة فصلت ، الآية ( 53 ) .
و في ذلك يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : (( ذَلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ ، ولَنْ يَنْطِقَ ، ولَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ : أَلا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأْتِي ، والْحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي ، ودَوَاءَ دَائِكُمْ ، ونَظْمَ مَا بَيْنَكُمْ )) .
و قال ( ع ) : (( ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم ،أخبركم عنه : إنّ فيه علم ما مضي ، وعلم ما يأتي إلي يوم القيامة ، وحكم ما بينكم ،وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه لعلّمتكم )) .
إن العلاقة بين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) و القرآن علاقة ( إلهية ) تتميز بالرسوخ و الثبات ، فهو قد ارتبط بالقرآن الكريم ارتباطاً موضوعياً ، حيث انه ( عليه السلام ) قد رافق نزول القرآن الكريم على النبي الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ابتداءً من النداء السماوي : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ) و حتى كل المراحل و في جميع المواقف ، فلقد علمه رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ألف باب من العلم .
يقول ابن عباس : ( كنا نتحدث أن النبي " ص " عهد إلى علي سبعين عهداً لم يعهد إلى غيره ) .
و لقد شهد له النبي الأكرم ( ص ) في أكثر من حديث بأعلميته بالقرآن .
قال ( ص ) : (( علي أعلم الناس بالكتاب و السنة )) .
و كانت جميع آيات القرآن الكريم قد أملاها النبي ( ص ) على علي ( عليه السلام ) و خطها علي ( ع ) بيده ، إذ يقول في ذلك : (( إن كل آية أنزلها على محمد " ص " عندي بإملاء رسول الله و خط يدي )) .
كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أعلم الناس بالقرآن و تأويله .
قال ( عليه السلام ) : (( سلوني قبل أن تفقدوني ، فوالله إني لأعلم بالقرآن و تأويله من كل مدعٍ علمه ، فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة لو سألتموني عن آية لأخبرتكم بوقت نزولها و فيم نزلت )) .
إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أعلم الناس بالناسخ و المنسوخ ، و المحكم و المتشابه ، و الخاص و العام ، و الظاهر و الباطن ، و فقه القرآن ، و القراءة ، و هو جامع القرآن ، و أعلم الناس بحقيقته و قدسيته .
يوجه ( عليه السلام ) أنظار الأمة إلى أهمية القرآن و إلى دوره المحوري فيقول : (( و علموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، و الهادي الذي لا يضل ... فاستشفوه من أدوائكم ... فإن فيه شفاء من أكبر الداء و هو : الكفر و النفاق و الغي و الضلال ... و اعلموا أنه شافع مشفع ... و استدلوه على ربكم ، و استنصحوه على أنفسكم ، و اتهموا عليه آراءكم )) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat