حبيبتنا وخالتنا فرنسا، تتعرض هذه الأيام لهجمات يقولون عنها ارهابية، ونقول عنها انها تصفية لحسابات قديمة جديده، وعقاباً لفرنسا على العديد من المواقف السلبية التى وقفتها في الآونة الأخيرة في عدد من الأحداث التي وقعت في الشرق الأوسط منها، على سبيل المثال لا الحصر، دور فرنسا الفعّال في الضربات الجوية التي تشنها على مواقع داعش وكذلك مساهمة فرنسا في طلعات جوية تقصف من خلالها مواقع الحوثيين في اليمن وأخيراً اعلان فرنسا عن تأييد اسرائيل لعمليات القتل العشوائية للفلسطينيين لكل فلسطيني وفلسطينية يضع يده في جيبه لإخراج اجرة الأتوبيس من جيبه او من تضع يدها بداخل حقيبة يدها لإخراج منديل.
بصراحة، موقف فرنسا تجاه العرب منذ ايام الاستعمار الفرنسي، كان على الدوام وخلال تاريخها في المنطقة، كان عبارة عن موقف احتقار للعرب ولو صح التعبير فلقد كان هناك نازية فرنسية تجاه العرب كانت في زمن الاستعمار ولا زالت تطل برأسها من حين الى آخر عن طريق تعاملها مع الأقليات العربية في فرنسا. نحن بالنسبة للفرنسيين، العرب ذووا الروائح الكريهة والذين على الدوام بحاجة الى عطورهم الفرنسية الغالية الثمن. نحن بالنسبة لهم مجرد شعوب همجية جاهلة متعطشة لرقي أدب فولتير والبير كامو وفيكتور هيجو. نحن لا شيئ على الإطلاق بالنسبة للفرنسيين، لا شيئ على الإطلاق.
وعودة الى احداث تاريخ فرنسا الدموي في بلداننا العربية والتي تطفح بالموت الذي ذاقته الشعوب العربية التى كانت تحت الاستعمار الفرنسي، نجد ان الفرنسيين كانوا يُمعنوا في قتلنا وابادتنا بشتى الوسائل وبأشدها قسوة ووحشية ودعونا نسترجع ذكرى مليون شهيد في الجزائر نحرتهم القوات الفرنسية المستعمرة، وكما ذكرنا مقدماً فإن محارق هتلر لليهود في ألمانيا وفظاعتها لم تكن اقل وحشية وفظاعة عن حلبات الموت الجماعي والتي كانت القوات الفرنسية المستعمرة تقيمها في الجزائر والتي كانت تقوم بحشد الجزائريين بالعشرة آلاف نسمه من رجال ونساء واطفال وشيوخ في داخل الوديان في الجزائر وتقوم الرشاشات بحصدهم ولا يتبقى منهم من به رمق بل ان الوثائق كانت تثبت انه كان يستمر إطلاق النار على هذه الإعداد البشرية الهائلة من الجزائريين حتى تختفي معالم تلك الجثث وتتحول من كثافة إطلاق النيران عليها الى أكوام لحمية مشوهة المعالم. عشرات بل مئات الآلاف من الاجساد الجزائرية حصدها ألموت الفرنسي دون هوادة ولا رحمة، صور تكررت إبان الاستعمار الفرنسي لسورية ولبنان وحتى في مستعمراتهم الافريقية في السنغال وغيرها.
كان الموت الفرنسي، رهيباً مرعباً، لا رحمة فيه. لا نعلم اذا كان ما يحدث في فرنسا اليوم هو عقاب على ما اقترفته فرنسا في الماضي ام الحاضر؟ في كلتا الحالتين لا تضيع جرائم القتل الفرنسية لملايين العرب بالتقادم وهاهم احفاد من قتلتهم فرنسا يأخذون بالثأر ومن قام بفتح نافورة الدماء ليس من حقه المطالبة بإيقافها لمجرد ان الدماء التي تنفر من تلك النافورة اليوم لم تعد عربية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat