صفحة الكاتب : الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

شيعة جعفر
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    عن المفضل قال: قال ابو عبد الله عليه السلام: ( إنما شيعة جعفر ] علي [ من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه , فاذا رأيت اولئك فأولئك شيعة جعفر ) 
المصدر: الكافي ,المجلد 2,كتاب الايمان والكفر. باب المؤمن وعلاماته ح7 ، و وسائل الشيعة، ج11، كتاب الجهاد، ابواب جهاد النفس، باب 22، ح13.
جاء في القاموس : شـيعة الرجل ( بالكسر ) : أتباعه وأنصاره ، ويقع على الواحد والأثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، وقد غلب هذا الاسم على من يتولَّى علياً وأهل بيته ( عليهم السلام ) ، حتى صار إسماً خاصاً لهم ، والجمع : أشياع ، وشِيَع .
وفي تاج العروس : كل قوم اجتمعوا على أمر فهم : شيعة ، وكل من عاون إنساناً وتبعه فهو : شيعة له ، وأصله مِن : المُشَايعة ، وهي : المتابعة ، والمُطَاوَعَة .
وفي لسان العرب : الشيعة : القوم الذين يجتمعون على الأمر ، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم : شيعة ، وأصل الشيعة : الفرقة من الناس ، ويقع على الواحد و الاثنين والجمع ، والمذكر والمؤنث ، بلفظ واحد ، ومعنى واحد .
وقد غلب هذا الاسم على من يتولَّى علياً وأهل بيته ( عليهم السلام ) حتى صار لهم إسماً خاصاً .
فالشيعة : هم الاتباع ؛ أتباع أمير المؤمنين ( ع ) أو اتباع الإمام جعفر الصادق ( ع ) .
في الحديث الشريف المتقدم يبين لنا ( عليه السلام ) بعضاً من أبرز مواصفات شيعته ، و من يُحسبون عليه و التي هي :
1ـ من عف بطنه و فرجه :
عفة البطن و الفرج هي أساس نقاء الإنسان و صفاءه ، و هي المقياس الأفضل في بيان حقيقة الإيمان بالتعاليم الإسلامية ، فليس المسلم من يخالف ذلك و لا يكون عفيف البطن و الفرج .
و عفة البطن ؛ تعني الابتعاد عن أكل المحرمات بكل صورة كانت ، بل و الحذر من مواطن الشبهات ، التي اصبحت رائجة و لها بعض ( التخريجات ) الشيطانية و التي يغطيها البعض ـ مع الأسف ـ بلباس شرعي ، مثل أخذ الرشوة باسم الهدية و ما شاكل ذلك .
أنا عفة الفرج فهي الابتعاد عن كل مورد بعيد عن الحاجة الفعلية ( الفيسيولوجية ) الطبيعية للإنسان ، فالنقطة المهمة ( العامة ) التي أوردها الإمام ( ع ) هي أعم من حصرها في مورد واحد ، إذ يدخل فيها معنى ( محاربة النهم ) و الإنكباب الزائد على ( الجنس ) .
قال تعالى : (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ )) سورة المؤمنون ، الآيات ( 5 ) ـ (6) .
فالحفظ هنا بمعناه الأعم ، يدخل فيه و من باب الأكيد الحفظ عن موارد الحرام و حتى موارد الشبهة ، و قد بينت الابحاث الفقهية المختصة تلك الشبهات ، و وضعت الحلول المناسبة لها .
و من أول موارد الوقوع في الحرام و الشبهة في هذا المورد بالتحديد ؛ هو الاختلاط ، و كذلك الخلوة غير الشرعية في أماكن الدراسة و العمل ، و غيرها . ألا فالحذر الحذر من هذين الأمرين الذين قد شاعا في مجتمعاتنا الإسلامية بشكل عام ، و في مجتمعاتنا الشيعية بشكل خاص ، و هذه الموارد ـ و كما في منطوق الحديث المتقدم ـ قد نهي عنها ، و لا يمكن للشخص ان يعتبر نفسه شيعياً ، من شيعة علي و جعفر الصادق ( عليهما السلام ) و يفعل هذه الافعال . و لا حجة له و لا عذر مطلقاً إلا لمن هو معذور شرعاً فقط .
2ـ و اشتد جهاده :
ايضاً الجهاد هنا بمعناه الأعم ، و هو منصب على الجهاد الأكبر أكثر من الجهاد الأصغر .
قال رسول الله ( ص ) : (( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قيل: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال: هو جهاد النفس، والأصغر هو القتال )) المصدر .....
فالجهاد الحقيقي هو جهاد النفس ، تلك النفس التي ـ و بشكل عام ـ تتبع الهوى و الأهواء ، طمعاً في الملذات و حباً للشهوات .
قال تعالى : ((  إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ )) سورة يوسف ، الآية (53) .
لذا ـ و بشكل عام ـ من المعيب على الإنسان العاقل أن يعتبر نفسه عاقلاً و هو ينجذب للشهوات انجذاب الطفل إلى الحلوى .
إن أساس وجود العقل هو أن يملك الإنسان زمام نفسه ، و يُحسن الاختيار في كل أموره ، و يكون مصداقاً لحقيقة ( الإنسان ) المكرم من قبل الله تعالى .
 
3ـ و عمل لخالقه و رجا ثوابه و خاف عقابه :
أي أن يعيش الفرد الموالي ( الشيعي ) بين ( الخوف ) و ( الرجاء ) .
عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) انه قال : ان من وصايا لقمان لابنه : (( يا بني خف الله عز وجل خيفةً لو جئته ببرِّ الثقلين لعذبك، وارجُ الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك )) ميزان الحكمة ، ج 1 ، ص 826 .
فـ( الخوف ) و ( الجاء ) هنا كالجناحين الذين يطير بها الطائر ، فلا يمكن له أن يطير بواحد فضلاً عن كليهما .
الله سبحانه و تعالى هو خالق الخلق و المتفضل عليهم ، و هو يرانا ، و يراقبنا ، فهو تعالى أقرب إلينا من حبل الوريد .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : (( خف الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك )) ميزان الحكمة ، ج1 ، ص 825 .
فعلى كل من ينتسب إلى شيعة أمير المؤمنين ( ع ) و إلى شيعة جعفر بن محمد الصادق ( ع ) أن يكون محلاً و أهلاً لهذا الاسم ، و أن لا يكون الاسم مجرد تسمية و شعار لا اكثر و لا أقل .
فإن من يطلق عليهم اسم ( الشيعة ) ممن يقولون بالانتساب لأهل البيت ( عليهم السلام ) هم و بحسب الاحاديث الواردة عنهم ( عليهم السلام ) ينقسمون إلى ثلاثة اقسام .
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (( الشيعة ثلاث: محبّ وادِّ فهو منّا، ومتزيّن بنا ونحن زينٌ لمَن تزيّن بنا، ومستأكلٌ بنا الناس، ومَن استأكل بنا افتقر )) روضة الواعظين ، ص 293  .
فلنكن محلاً لأن نكون من المحبين و المخلصين و المتبعين لنهج أهل البيت ( عليهم السلام ) لنكون حقاً و حقيقة من شيعتهم .
و الطريق لازال مفتوحاً لتصحيح المسار ، و باب التوبة مفتوح ، لكن لا بد من سعي ، و تصميم ، و نبذ كل تهاون و تسويف .
و الحمد لله رب العالمين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/19



كتابة تعليق لموضوع : شيعة جعفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net