لماذا وضع مصطلح الرافضة و من وضعه ؟
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ ليث عبد الحسين العتابي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
و في الواقع أن مصطلح رافضة هو مصطلح سياسي استخدمه طواغيت بني أمية و أتباعهم على كل معارضيهم و الثائرين على ظلمهم و خصوصاً شيعه أهل البيت ( ع ) الذين رفضوا ظلمهم و استبدادهم , ثم تطور مصطلح الرافضة مع الزمن ليشمل شيعة أهل البيت ( ع ) بالخصوص , و لقد سُئل السيد هبة الدين الشهرستاني ( رحمه الله ) : إن بعض الناس يسمون الشيعة ( رافضة ) فما المقصود من ذلك و ما حقيقة الأمر فيه ؟
فأجاب ( رحمه الله ) : لا يخفاكم أن الشيطان قد نزغ بين فرق المسلمين الأقدمين , و نشر بينهم العداوة و البغضاء بعد ما فرقهم شيعا , فصارت كل فرقة تعبر عن خصومها بألقاب الذم , بينما تعبر عن نفسها بعبارات المدح , فكان الشيعة الأولون يعبرون عن جماعتهم بالمؤمنين أو الخاصة , بينما كان خصومهم يسمونهم في عهد معاوية ( شيعة أبي تراب ) و كانوا يسمونهم في عهد الحجاج ( علوية ) ثم من بعد قصية زيد الشهيد أخذ المتعصبون ضدهم يسمونهم ( الرافضة ) مع أن جمهور الشيعة نصروا زيداً , و لم يرفضه سوى شرذمة قليلة من فرق الكيسانية و السبئية , و طوائف قد انقرضت , و لم يبق منهم باقية , و لكن خصوم الشيعة عمموا أسم الرفض حتى على الجعفرية للكناية بهم و التحقير في حين أن الجعفرية في الكوفة كانوا أنصار زيد و شهداء بين يديه .
و من خلال ذلك يظهر أن مصطلح الرافضة ينبز به من يقدم علياً ( ع ) , و أكثر ما يستعمل للتشفي و الانتقام , و أذا هاجت هائجة العصبية لم يتوقف في إطلاقه على كل شيعي , و قد أدى حب الانتقام إلى اختلاق الروايات في ذلك عن صاحب الرسالة ( ص ) في حق محبي أهل بيته و مواليهم الذين أكد الوصاية بهم , و جعلهم أحد الثقلين اللذين لا يضل المتمسك بهما .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat