أنا والبرفيسور . حول نظرية دارون.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مصطفى الهادي

تمهيد.
بعد أن تكاثرت الكتب التي قمت بتأليفها وخشيت عليها من الضياع ، اتجهت إلى صديق لبناني قديم يُقيم في فنلندا أكثر من اربعين عاما ، وسألته عن اي جهة تُساعد في طباعة الكتب مجانا او بتكاليف اقل. فارشدني إلى (نقابة الهواة) وهناك حصلت على مشورة جيدة منهم حيث نصحوني ان اعرض هذا الكم الكبير من الكتب على جامعة هلسنكي قسم الدراسات الشرقية حيث كان البروفيسور ( هايكي بالفا ). .(1)Heikki Palva
زرته أنا وزوجتي في مكتبه في جامعة هلسنكي سنة (1996) بعد أن عيّن لنا موعدا ، وقدمت له هدية نفيسة من مجلدين مذهّبين في العقائد. ووضعت كتبي أمامه. اخذ البروفيسور يتمعن في وجهي ثم ينقل بصره إلى (تل) الكتب الذي امامه وكأنه غير مصدق أن يقوم هذا الشاب اليافع بتأليف كل هذا العدد.
تكلمنا عن بغداد والثافة العراقية وكان يرمي ببعض الكلمات العراقية بين جملة وآخرى مازحا معنا. ثم قال لي : نحن بحاجة إلى اختصاصك ( علم الاديان المقارن) فهو اختصاص نادر متوفر فقط في لندن . انتهى التباحث حول هذه المسألة ثم اخذ باستعراض عناوين الكتب واحد تلو الاخر وبتأن ثم ينظر في فهرست كل كتاب ، ثم اختار واحد منها واخذ يتمعن فيه، لقد كان كتاب ( دارون واخوان القرد ، بحث يدور حول الكذبة الكبرى) ثم قال لي : ولماذا تحاول نقد نظرية داورن بعد ان أثبت العلم صحتها؟
قلت له : أن المتغيرات في هذا الكون لا تزال جارية فلا توجد ثوابت ولا نظريات ثابتة ما دامت تخرج من فكر الإنسان القاصر المليء بالاخطاء. ولهذا اسسوا مختلف العلوم من أجل ملاحقة اخطاء الفكر ، التي سببت للناس المآسي على مرّ التاريخ ، فوضعوا مثلا : (علم الميزان ، معيار العلوم ، علم النظر ، علم الاستدلال ، قانون الفكر ، مفتاح العلوم ) وكُلها تندرج تحت علم المنطق.
فابتسم في وجهي ثم قال : ممكن تكتب لي مختصرا عن هذا الكتاب وكيف ان نظرية دارون باطلة ؟ ثم سكت قليلا وقال : اتمنى ان يكون المختصر من وجهة نظر الدين ولا بأس بمزجه بالعلم بغرض الاستشهاد.
طبعا طلبه هذا هو اختبار ليرى فيه ردي على ضوء مقارنة الاديان وهي طريقة جدا مهذبة ، لمعرفة مستوى المتحاور والمدى الذي بلغه في مجال اختصاصه.
طبعا كتاب ( دارون واخوان القردة) نقدٌ علمي ديني على ضوء ما توصل إليه العلماء حول هذه النظرية ، وهو كتاب فيه وثائق وادلة تُطرح لأول مرة تُفند هذه النظرية وتنسفها من الاساس.
كتبت له بحثا مختصرا ــ خلال بضع ساعات ـــ على شكل تساؤلات ووضعته له في بريده الخاص في الجامعة، ولم استلم منه جوابا إلى هذا اليوم ولكن عرفت انه أعجب به من خلال توصياته بطباعة كتبي طباعة تشجيعية في ملحق بناية الجامعة قسم المطابع.
تعال معي إلى الحلقة القادمة وهي تحت عنوان : أنا والبرفيسور ، الكنيسة وليس العلم هو من فرض نظرية داورن!
المراجع.
1- البروفيسور بالفا بروفيسور الدراسات الشرقية في جامعة هلسنكي، زار الجامعة المستنصرية في بغداد وعمل فيها كما اخبرني شخصيا ويتكلم العراقي قليلا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat