صفحة الكاتب : نزار حيدر

لموقع (كتابات في الميزان) الاليكتروني؛عَنِ الحِسِّ الوَطَني والإحْساسِ بالمسْؤولِيَّةِ! (٩)
نزار حيدر
 السّؤال الثاني عشر؛ كيف يقدّم السيّد السّيستاني العلاج للأَزمات التي تحصل في الدّولة العراقية؟ أَمنيّاً أَو اقتصاديّاً أَو أيّ شيءٍ آخر؟.
   الجواب؛ لقد أَثبتت تجربة الفترة الزّمنية الماضية، وتحديداً منذ سقوط نظام الطّاغية الذليل صدّام حسين في التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣ ولحد الان، انّ المرجعية الدّينية بشكلٍ عام والمرجع الاعلى بشكلٍ خاص، تُتابع عن كثبٍ وبدقَّةٍ مُتناهيةٍ كلّ ما يجري من تطوّرات ومُنعطفات، مع توظيفٍ حكيمٍ للتّجربة والخبرة وللخصوصيّة العراقيّة على وجهِ التّحديد.
   انّ المرجعيّة الدينيّة مُشبعةٌ بالحسّ الوطني والإحساس بالمسؤوليّة، فهي تُراقب لترشيد المعنيّين وتُتابع لتوجيه الدفّة نحو برّ الأمان، تَقُولُ ولا تفرض وتشخّص ولا تجبُر وتحدِّد ولا تقسو، فمنهجُها اللِّين وأسلوبها الموعظة الحسنة وتعاملها أَبويٌّ مع الجميع.  
   وانا شخصيّاً لمستُ هذه المتابعة الدّقيقة والإحاطة التامّة بكلّ مجريات الامور خلال زياراتي المتكرّرة للمرجعيّات الدّينية في النجف الأشرف واخصُّ بالذّكر المرجع الاعلى، وكذلك معتمدَيه في كربلاء المقدسة.
   ويخطئ من يتصوّر ان المرجع الاعلى لا يُتابع اخبار السّاحة، عامّتها وخاصّتها، او انّ واجباتهِ الدّينية البحتة تشغلهُ عن متابعة الشّأن العام بشكلٍ شخصيٍّ ومباشر، فلقد لمستُ اطّلاعهُ الدّقيق على كلّ التفاصيل واحاطتهُ بآخر المستجدّات في كلّ مرّة زرتهُ فيها.
   انّهُ يتواصل مع كلّ المرجعيّات الدّينية تقريباً سواء بشكلٍ مُباشر أو غير مباشر، كما انّهُ يُتواصل مع رموز المجتمع ومفاتحهُ الاجتماعيّة والدينيّة وغيرهم وعلى مختلف المستويات فضلاً عن استقبالاتهِ اليوميّة وفي المناسبات الدينيّة لعامّة ابناء الشّعب ومن مختلف الطّبقات الاجتماعيّة، ولذلك هو اليوم يمثّل ضمير العراقيّين بلا استثناء ولسان حالهم، اذ يرى فيه العراقيّون صَمّام الأمان لحاضرهِم ومستقبلهِم، يتطلّعون وينتظرون رأيهُ وموقفهُ ورؤيتهُ كلّما مرّ العراق بأَزمةٍ، كما هو الحال الآن، جرّاء فشل السياسيّين في حلّ مشاكلهم واستمرار صراعهِم على السّلطة والنّفوذ والذي أشغلهم عن حماية البلاد من الارهاب وعن الانجاز السّليم والنّجاح المتوقّع في مختلف المجالات، الامر الذي أوصل الحال الى ما هو عليه اليوم بسبب إِنعدام الرؤية والتخبّط في الرّاي الذي ينقصهُ الكثير جداً من الحكمة والدّراية وبُعد النّظر وسعة الصّدر والترفّع عن الصّغائر.
   انّ جمع المرجع الاعلى لثلاثة أمور هو الذي جعل من رؤيتهِ الوطنية مطلباً للجميع، ومحلّتهِ قبول الجميع، وهي:
   ١/ المتابعة والمراقبة.
   ٢/ استحضار التّاريخ، القريب تحديداً، وتوظيفهِ في بناء الرؤية بعيداً عن المثاليّات والتّنظيرات البعيدة عن الواقع.
   ٣/ التّواصل المستمرّ مع بقيّة المرجعيّات ومع مختلف مفاتح المجتمع، ما ساعدهُ على بناء أوسع رؤية للواقع.
   وكم كنتُ اتمنّى شخصيّاً ان يأخذ السياسيّون برؤيتهِ في بناءِ الدّولة التي تقوم على أساس المواطنة والمدنيّة والعدالة، لكُنّا اليوم في وضعٍ يختلف جذرياً عمّا نَحْنُ عليهِ اليوم، ولكن [ما كلُّ ما يتمنّى المرءُ يُدرِكُهُ].
   السّؤال الثّالث عشر؛ كيفَ تفسّر الموقف الدّاعم لكلّ المرجعيّات تقريباً في العالم الشّيعي لمواقف المرجع الاعلى؟ ودعوتهُم للالتزام بتوجيهاتهِ وآرائهِ؟.
   الجواب؛ عندما تُثبِتُ لَكَ التّجربةُ حكمةَ إنسانٍ ما وتطمئنَّ لرجاحةِ عقلهِ وشجاعة مواقفهِ ودقّة اختيارهِ للتّوقيتات، وانّهُ لا يتحزّبُ لجهةٍ على حسابِ حقوقِ جهةٍ أُخرى، لا تمتلك الا ان تقف الى جانبهِ وتدعمهُ وتؤيّدهُ وتحثّ الاخرين على دعمهِ، وهذا هو الحال الآن مع المرجع الاعلى.
   انّ تصدّيه للشأن العام بمثل هذه الحكمةِ والتعقّل والوسطيّة في زمن العُنف والتطرّف والتزمّت والجهل والانفعالية والتقلّب في الاراء والمواقف والانفلات والتحزّب والاثارات اللّامسؤولة، هو الذي أنتجَ كلّ هذا الدّعم والتأييد من بقية مراجع الدّين للمرجع الاعلى، وكما قلتُ مرَّةً، فلقد سمعتُ شخصيّاً من عدّة مراجع أَعلام وفقهاء كِرام حثّهم المؤكّد والمُكرّر والمباشر للالتزام برؤية المرجع الاعلى في الشَّأْن العام.
   انّ شعور مراجع الدّين بانّهُ لسان حالهم يعبّر عن رؤيتهِم بشكلٍ او بآخر، هو السّبب الاخر الذي جعلهُم يقدّمون لهُ كلّ هذا الدّعم والتأييد في كلّ خطوةٍ يتّخذها أو موقفٍ يُعلن عنه، ولقد لمسنا ذلك مثلاً في ثلاث مواقف مفصليّة هبّت المرجعيّات الدّينية لدعمهِ وتأييدهِ فيها؛
   الموقف الاوّل: كان بشأن كتابة الدّستور عندما أَصرّ المرجع الاعلى على ان يتمّ ذلك من قبل لجنة عراقيّة مُنتخبة حصراً.
   الموقف الثّاني: بشأن فتوى الجهاد الكفائي ضِدَّ الارهاب عندما وقف الارهابيّون على أسوار بغداد يهدّدونها بالاجتياح، جرّاء انشغال القائد العام السّابق للقوّات المسلّحة بفلسفة (بعد ما ننطيها) لتتمدّد فقاعة الارهابيّين فتحتل نصف العراق.
   وكذلك جرّاء الانهيار الذي أصاب القوات المسلّحة بسبب توغّل الفساد المالي والاداري في المؤسّسة الامنيّة والعسكريّة وتحديداً فساد صفقات التّسليح. 
   الموقف الثّالث: المتعلّق بموضوع التغيير بُعيد الانتخابات النيابيّة الاخيرة في قصَّةٍ معروفةٍ للقاصي والدّاني، كنتُ قد سردتُ بعضَ تفاصيلِها في جوابٍ سابقٍ. 
   يتبع
   ٣٠ آذار ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
‏E-mail: nhaidar@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/31



كتابة تعليق لموضوع : لموقع (كتابات في الميزان) الاليكتروني؛عَنِ الحِسِّ الوَطَني والإحْساسِ بالمسْؤولِيَّةِ! (٩)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net