صفحة الكاتب : ايليا امامي

ماذا يريد السيستاني بالضبط ؟؟
ايليا امامي
@ لماذا يسكت عن الكثير من الملفات ؟؟ 
@ لماذا لايظهر في التلفاز ؟؟ 
@ ليست لديه صفحات على مواقع التواصل الإجتماعي ؟؟ 
@ لا نية لتأسيس حزب أو جماعة ؟؟ 
@ ولا سعي لخلق تيار من أنصاره ؟؟ 
@ لاطبع حالياً لمؤلفاته الفقهية والأصوليه ؟؟ 
@ لا ترويج لشخصه من خلال مؤسساته ؟؟ 
 
؟؟ ما الذي يفكر فيه هذا الرجل وكيف يتصرف .. ولماذا لايزال الشعب العراقي متمسكاً به .. إذا كان لايقود أي حراك سياسي أو اعلامي ولم ينزل للشارع .. ؟
 
حتى أن دعاية ظهرت في العام الماضي مفادها (( أن السيستاني سيصلي صلاة العيد في الصحن العلوي )) وكان صاحب الدعايه يقصد إثارة السؤال في نفوس البسطاء : ماذا لو فعلها ؟؟!! .... ولماذا لايفعلها ؟!! 
 
فلا الرجل صلى العيد .. ولا صاحب الدعاية أقام عيده بالوصول لغايته بتشكيك الناس .. وبقي كل شيئ على حاله . 
 
@ أصبح الآن أمامنا سؤالان : 
 
الأول عن السيستاني .. لماذا هذا الأنطواء ؟؟  
والثاني عن الشعب .. لماذا هذا التمسك به ؟؟ 
 
____________________
 
جواب السؤال الأول : 
 
@ السيستاني نجح في ثلاثة أمور أساسية نجاحاً باهراً وجعلها ترتكز في نفوس العراقيين جميعاً سواءً محبيه أو غيرهم : 
 
١)) أنه لم يسمح لأحد بأن يخطف الإعلام بصفة (( متحدث بإسمه أو ممثل عنه )) . 
 
وبقي واضحاً لدى الكل أن الرجل لايمثل رأيه أحد سواه .. من خلال مايصدر عن مكتبه في النجف الأشرف أو منبر الجمعة في كربلاء المقدسه . 
 
@ والكل يتذكر أن التشكيك كان يطال حتى هذين الجناحين .. فكان يقال من هنا وهناك ( المكتب يتصرف بدون علمه ) أو ( الخطبه تكتب بدون رعايته ) !! 
 
@ ولكن مع ذلك .. وبمرور الوقت (( والسيستاني بارع في تطبيق تلك السنة الألهية : الاعتماد على عنصر الزمن في افهام الناس وتثبيت المفاهيم لديها )) أصبح واضحاً لدى المجتمع أنه هاتين النافذتين لاغير .. يمكن من خلالهما الاطلالة على رأيه . 
 
٢))  نجح السيستاني أيضاً ...  في توفير أجواء تحيط به .. ومنظومة عمل ..  تمنع أي شخص حوله من استغلال نفوذ المرجعيه الدينيه ومقامها في خلق تيارات وأحزاب وفئات كأنها تخص المرجعيه دون بقية الناس ... وبقي هذا المرجع حالة عامة منتشره في الطائفة وتسبح عبر إمتداد المذهب بدون أن تحسب على مجموعة دون أخرى كله بدون حواجز ولا مشخصات . 
 
@ في العراق .. إذا قيل ( مثلاً ) أن موكب المساعدات هذا تابع لمكتب المرجع السيستاني .. لايفكر رجل الشرطه أن هناك حزباً يهدده  فيما لو مارس الاجراء القانوني بتفتيشه وتأخيره . 
 
ولايفكر التاجر والسائق والمتبرع ان هناك وظيفة او ترقيه او مكافئه تنتظره لو تعاون . 
 
ولا يفكر من يستلم التبرعات أن هناك من يعطيه ليستفيد من صوته بانتظار الانتخابات القادمه . 
 
@ إن هذا الرجل الذي أذاب ذاته .. ومحى شخصيته .. وأفنى كل خصوصياته .. ليتحول الى رئة يتنفس منها شعب كامل .. ودم يجري في عروق طائفة كامله لايتميز أحدها عن الاخر .. بالضبط كما كان علي عليه السلام يريد ان يكون . 
 
@ ولهذا لم يبق حول هذا الرجل من المقربين سوى أصحاب مشاريع خدمة المجتمع .. وأما من يحلمون بالمناصب والمكتسبات فقد إنفضوا من حوله .. حتى قبل ان يفكروا في الاقتراب منه .. وكأن حق علي عليه السلام الذي لم يترك له من صديق .. تجسد في ولده . 
 
لقد سئم هذا المجتمع .. ومل وجزع  .. من رؤية التنافس والتهاتر بين الاحزاب .. والتيارات .. والمجموعات بكل اشكالها الدينيه والعلمانيه والقوميه وووو 
 
@ المجتمع تعب نفسياً من هذا التنافس .. فتخيلوا لو كانت المرجعيه حالها حال الاخرين تحوز النار لقرصها .. فأين سيذهب الناس .. وبمن تلوذ هذه الطائفة ؟!! 
 
@ إختبروا شارعكم .. وأبنائكم .. وقلوبكم .. وإسألوا كل من حولكم .. ( هل تعتقدون أن السيستاني الذي قارب من العمر التسعين .. يطمع في شيئ من حطام الدنيا ) ؟!! 
 
حتى لو كنتم ممن يهتك حرمة هذا العالم .. وينتقده .. ويتذمر من سكوته الطويل .. ولكن الإجابة لديكم ستبقى بكل وضوح ( كلا .. لايبدوا أنه يطمع بشيئ شخصي ) 
 
وبالنسبة للسيستاني .. هذا الجواب كافٍ جداً .. ويشعره بالرضا انه نجح في انقاذ سمعة التشيع والمرجعيه الشيعيه .. من الاتهام بالأنانيه وحب الدنيا .. ولايضره بعد ذلك ان يتطاول عليه بعض الافراد لغضبهم من تفجير هنا .. او وضع مأساوي هناك . 
 
نعم كونوا على ثقه ان الرجل راضٍ عن كل لحظة صبر .. تحملها هو وعائلته وتحمل فيها لسع الاقلام  والإعلام .. مادام نجح في انقاذ سفينة المرجعيه من الاتهام بالطمع والجشع .. امام هذا البحر المتلاطم من الصراعات والتكالب والكذب والظلم الذي لايسلم منه أحد .  
 
@ ولكن يبقى سؤال : هل كان هذا النجاح للسيستاني على حساب تغييب دور المرجعيه وانطوائها ؟؟ 
 
لنعرف نجاحه في الأمر الثالث 👇
 
٣)) وأما النقطه الثالثه التي نجح فيها السيستاني .. أنه رغم كل هذه القوة ( الطارده) فقد كان في الوقت ذاته في قمة (الجاذبيه ) والفاعليه الحركيه . 
 
كيف ذاك ؟؟؟      اليك الجواب : 
 
السيستاني كان ولايزال بين محنتين 
 
(( ١ )) محنة بعض المحبين او المتحمسين  .. الذين يريدونه رقماً كبقية الارقام .. يجمع من حوله فضائية ( لمخاطبة الجماهير ) وحزباً ( لممارسة السياسة ) ومؤسسة ( للترويج للمرجعيه ) وينسون ان المرجعيه قبل السقوط أوبعد السقوط .. في زمن الملوك أوفي زمن الاحزاب .. في وضع تلقي الصدمات من الطاغيه .. أو في وضع اصدار التوجيهات للرؤساء .. هي مرجعيه واحده لاتتغير تمثل امتداد الأئمة الاطهار وتبني كل تصرفاتها على هذا الاساس ... 
 
@ ولهذا يجب ان تكون للجميع .. ولاتظهر كأنها جهة تحاول الترويج لنفسها في وقت الفسحة والمجال .. وتختفي عن الساحة في وقت الخوف والطغاة ... بل لابد من مسلك ثابت في كل الظروف .. لان ظروف اليوم تتغير .. ولكن التاريخ .. ورسوخ قيمة الفقهاء في وجدان الشيعه .. لايتغير .. والسيستاني يحمل إرثاً للماضين ليس من حقه التفريط به .. وعليه ان يوصله بكل امانه لمن يأتي بعده . 
 
فمحنته الاولى هي مطالبات هؤلاء بالتحرك و ( انتهاز الفرصه ) حتى لو كلفه ذلك أن يتحول الى ( طرف سياسي او اجتماعي ) له عنوانه الذي يدافع عنه كبقية الاطراف . 
 
((٢))  ومحنته الثانيه هي ان الركود ليس صحيحاً ايضاً .. فلابد من تحريك المجتمع بطريقة ما وتوجيهه بالاتجاه الصحيح . 
 
@ يالها من محنة تشبه محنة جده الامام علي ع .. فقد اجبر على السكوت لعشرين عاماً في زمن لم يعد هناك مجال لصوت علي ع امام هذا التنافس والتكالب .. وأجبر كذلك على تربية شيعته وتوعيتهم وتنظيمهم لكي لا يذهبوا ضعفاء في مهب الريح . 
 
ومن هنا .. وبين هاتين المحنتين .. سلك الرجل طريقاً وسطاً .. تجسد في الامور التاليه : 
 
# الحشد الشعبي .. الذي لم يقل السيستاني يوماً أنه أسسه .. ولن يقول ذلك .. ليس لأنه لايستطيع فتح صفحة فيسبوك تطبل للموضوع او فضائية تعيد وتكرر بالقصة حتى يصدقها الناس . 
 
وانما لانه يريد للتاريخ ان يأخذ دوره .. وللمنصفين .. ويخجل من محضر الله تعالى ان يسمح للـ ( أنا ) بأن تدفعه لموقف ما . 
 
# تأسيس مراكز ومؤسسات ثقافية متعدده .. كلها تعمل على مدار الوقت من دون ان تروج له .. مثلاً : 
 
# مؤسسة أل البيت لإحياء التراث .. تعمل على ضخ الحركه المعرفيه والفكريه في المذهب بكل قوتها .. ولكن ليس بشرط طباعة بحوث راعي هذه المؤسسه .. فهو لا يعتبر نفسه مالكاً لها لتعكف على طباعة كتبه . 
 
# مركز الابحاث العقائدية .. تأسس برعايته .. من دون ان يضع ( فيتو ) على الاراء التي تنشر فيه .. وحتى لو كان الكثير منها يخالف رأيه .. 
 
بل في الوقت الذي كان بعض المعممين ( يشتم سماحته ) كانت اقراص محاضرات هذا المعمم تنزل في المركز تباعاً وبدون توقف .. كرامة للزهراء عليها السلام التي كان الشخص المقصود يدافع ظلامتها في ذلك الوقت . 
 
# مركز الدراسات التخصصيه في الامام المهدي .. تأسس برعايته .. ولا تجد أي ترويج في المركز ل ( نائب الامام المهدي ) ولاتعرف حتى ان المركز يعود لسماحته لولا صورة صغيره للرجل في ادارة المركز او على غلاف مفكرته السنويه . 
 
# مؤسسة العين .. ويكفي فيها اطعام الايتام وكسوتهم .. وليس مهماً لديهم ان هذا الاطعام من جهود ومرجعية السيستاني .. بل الاهم هو تشجيع الناس على كفالة اليتيم فالمؤسسة منهم ولهم ولأيتامهم . 
 
@ رسالة السيستاني اصبحت واضحه .. الرجل يريد لكم العمل باخلاص .. والعمل بصمت .. والانجاز اكثر من الحديث والانتقاد 
 
يريد لكم بصمته ان تستمروا في عملكم ولا تتركوا النقد والطعن والتشويه يوقفكم عن هدفكم . 
 
يريد للمذهب ان تحفظ كرامته ولايقال ( علماء الشيعه يتراشقون التهم ) 
 
كان متكلماً بصوت عال .. رغم هذا السكوت القاتل الذي لايتحمله الا الممتحنون في صبرهم . 
 
@ والأهم من ذلك كله .. يريد لنا ان نعتمد على انفسنا .. ونترك الاعتماد عليه في كل صغيرة وكبيره .. وبالذات في شأن السياسة . 
 
هذا ما نتعمله من السيستاني في الأبعاد الثلاثة التي نجح فيها .. وهو مايريده . 
 
* عدم السماح بانحراف المرجعية اعلامياً 
* عدم السماح بانحراف المرجعية شعبياً 
* عدم السماح بخمول وركود المرجعية . 
 
_____________
 
جواب السؤال الثاني ( لماذا يتمسك به الشعب ) ... أصبح واضحاً جداً . 
 
ومن لم يتضح لديه .. ليرجع لقراءة المقال مرة أخرى ☝☝☝

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/02



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يريد السيستاني بالضبط ؟؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net