صفحة الكاتب : عمار العامري

أهمية النظام الاسري بنظر المرجعية
عمار العامري
 بُعد النظر الذي تتمتع فيه المرجعية الدينية العليا, جعلها تركز في خطبتها الثانية, منذ مطلع عام 2017, ما يدل على وجود استشراف مستقبلي, لا يراه الا ذوي النظرة الثاقبة للأحداث, أربع خطب متتالية تنصب حول الاوضاع الاجتماعي في العراق, ما ينذر بخطر يداهم البناء المجتمعي لأسباب منها؛ الفكرية والاقتصادية والنفسية.
 
   الخطبة الثانية لصلاة الجمعة, بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي, بتاريخ 28/ ربيع الآخر/1428هـ, الموافق 27 /1 /2017م, ركزت على نظام الاسرة في الاسلام, قطعاً محور الحديث يدور حول العراق انموذج, التحولات العالمية, وتصاعد حمى الصراعات الفكرية, والتأثيرات الاقتصادية, تشكل مجتمعةً عوامل تأثير كبير على الاسرة, كونها تعد الحجر الاساس في بناء المجتمع وتكوينه, فأن صلحت صلح المجتمع, وأن فسدت فسد.
 
   الوضع الاسري؛ هو من يتفاعل معه الفرد نفسياً وفكرياً وعاطفياً, ويساهم بتشكيل شخصيته, ومن الاسرة يتلقى الاشخاص المبادئ والقيم وتقاليد الاجتماعية, لذا أهتم الشرع الاسلامي ببناء وتشكيل خصوصيات الاسرة ونظامها, وفق أسس مشددة وواسعة, لضمان تشكيل شخصية الفرد, لان الاسرة المسؤولة عن توفير عوامل الاستقرار النفسي, والطمأنينة والراحة القلبية, وتشكيل الاسرة بذاته يوفر عامل إشباع للحاجات الغرائزية الجنسية والعاطفية والروحية.
 
   وضع الاسلام نظام الاسرة المتكامل, المبني على أسس تتفق والفطرة الانسانية, والحاجات الاساسية, الملائمة للنوع الانساني كمخلوق, يتميز عن باقي المخلوقات, أختاره الله تعالى كخليفة له في الارض, من خلال تنشئت الاسرة لأبنائها على تعلم المبادئ, والاعراف الحسنة, والتوجه السلوكي والاخلاقي السوي, الذي يرسخ المثل والقيم، وينعكس على شخصية الفرد في سعيه الجاد نحو تحقيق ذاته السليمة, وبناء المجتمع السليم.
 
   وضع الاسلام لنظام الأسرة مبادئ عامة, مبدأ الحقوق والواجبات؛ فعلى كل فرد واجبات, وله حقوق تجاه الاخرين, ومراعاتها يمثل العامل الأهم في سعادة الأسرة وانتظام أمورها, مبدأ الحب والمودة والرحمة؛ يزد الانسان بالقدرة على العطاء, وتحمل المشاكل وتجاوز الصعاب, الابتلاءات التي تمر بها العائلة, مبدأ التعاون والاحترام؛ كل فرد يتحمل جانباً من المسؤولية يختلف عما يتحمله الآخر, كارتباط أعضاء الجسد.
 
   مبدأ القوامة؛ أنيط بالرجل مهمة القوامة على الاسرة, فهو كالربان للسفينة, عليه توجيه الاسرة لما فيه خيرها وصلاحها, ولابد لأفراد الاسرة من رعاية توجيهاته والالتزام بها, مبدأ التسامح والعفو عن الاخطاء؛ الانسان معرض للخطأ والزلل والهفوات, ومن دون التعامل بالتسامح والعفو, والصفح بين افراد المجتمع, بإزاء هذه الأخطاء, فإن الحياة تصبح جحيماً لا يطاق, وتتحول الى عالم من الصراعات والاحقاد.
 
   خلال ذلك نجد, إن إفراد الاسرة كأفراد, هم المعنيين بذلك, واهتمام المرجعية العليا جاء من أهمية التذكير أولاً؛ بالنظام الاسرة في الاسلام, والتحذير للأشخاص ازاء المخاطر المحدقة بالمجتمع ثانياً, فكثرت الانحرافات السلوكية؛ يمثل عامل مهماً في انحراف المجتمع, أذا لم يحصن بشكل متين, لاسيما بتوجيهات وارشادات مصدر الانبعاث الروحي له.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/29



كتابة تعليق لموضوع : أهمية النظام الاسري بنظر المرجعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net