هل فشل الاسلاميون في الحكم ؟!
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد عام ٢٠٠٣ وتصدي التيارات الأسلامية للسلطة في العراق ، تعرضت هذه التيارات لهجمة منظمة ، وقد اتجهت هذه الهجمة على اربع محاور (الاسلام ، المرجعية الدينية ، الاحزاب الاسلامية ، وعموم التيارات والتوجهات الأسلامية في العالم ) ، حيث ركزت هذه الهجمة على أصل الفشل للاسلاميين ، وكذلك الهجمة لم تقف عند الصالح دون الطالح ، بل نالت الجميع دون استثناء " كلهم حرامية " ، الامر الذي يجعلنا نتساءل هل فعلاً الجميع فاسد ؟!! ، وهل فعلا الإسلاميين فاسدين ؟!!
أن فشل الاسلاميين في الادارة والحكم يستند الى عدم قدرتهم على تقديم نموذج قادر على الحكم ، كما ان العقلية السياسية لدى هولاء ، وطريقة ادارتهم للملفات لم تكن واعية ، ولَم تكن بقدر الأزمات والصراعات التي تضرب الوضع السياسي عموماً ، الامر الذي جعل الاوضاع السياسية معرضة للاهتزازت اكثر من مرة ، ناهيك عن التهديد المباشر الذي مثله الاٍرهاب في البلاد وما سقوط اربع مدن ، الا مثال بسيط على مدى ضعف وهوان هذه الاحزاب والتي لم تتفق حتى على حماية أمن المواطن ، فمقارنة مع العروض التي قُدمت للاسلاميين تكاد لا تذكر ، ولَم يحصل الا الفشل الذريع ، كما ان الفاسد لا يحاسب في مثل هكذا بلد يدعي الديمقراطية ويحترم نفسه ، فيا ترى ماذا ستقول نفس هذه الاحزاب للناخبين في الانتخابات القادمة ٢٠١٧ .
أن تجربة حكومة الاسلاميين في العراق عكست حالة الفشل التي سادت مفاصلها ، فمن وكلاء او مدراء عامون او مستشارون ، او هيئات تدار بالوكالة ، وغيرها من مفاصل لاتملك اي مهارة او كفاءة او مهنية ، وعندما نقرأ الخطاب الاعلامي تكشف مدى العجز والالتباس الذي اصاب ويصيب العقلية السياسية العراقية ، كما يكشف عدم ادراك الجمهور في قراءة هذه العقلية السياسية ، وتقييم تجربتها السياسية ، ذات الخطاب الطائفي مما عكس حالة الفشل لديها ، كما أن الطبقية التي كانت سائدة ابان حكم صدام ساهمت في تغذية هذا الفشل كونها تعودت على المكاسب التي استحوذت عليها آنذاك ، مما أدى الى دخول البلاد في آتون الحرب الاهلية وسيادة لغة القتل الطائفي وعزل المكونات الاجتماعية ، وهذا ما حدث في ظل حكومة الاحزاب الاسلامية سواءً السنية او الشيعية على حد سواء ، ناهيك عن سقوط ثلث البلاد بيد داعش والذي كان في ظل ورعاية الاحزاب السنية والشيعية .
أن فشل الاسلاميين ليس شي جديد ، ولكن الجديد في الامر هو أصل الفشل ، فالاحزاب الاسلامية لم تبحث أصل فشلها ، واستمرت في فشلها وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع الواقع المؤلم للبلاد ، كما هو فشل في الفكر السياسي لهذه الاحزاب ، وأقتناعها في التحول من مفهوم المعارضة الى مفهوم الحكم والسلطة ، وما يرافقه من قدرة على الاهتمام وتسيير أمور البلاد والعباد ووفق رؤية مستقبلية عميقة ، كما لا يمكن باي حال من الاحوال عد حكم الإسلاميين بعد سقوط النظام العلماني ، حكماً يمثل التجربة الاسلامية ، لانها ببساطة لا تحمل أهدافا واضحة في بناء الدولة ، وفق منظور الامام علي (ع) ، بل كانت هوامش حكومات كانت تسعى الى السلطة وتعويض ما فاتها من سنوات المعارضة ، وفق نظرية "الغاية تبرر الوسيلة " ، والتي كانت أهدافاً وغايات فاشلة بكل المقاييس والقوانين الوضعية ، فلم تحمل بطن أجنداتها اي ورقة لهموم شعب او اوجاع وطن عاش بين مطرقة الظلم ، وسندان الفشل التجربة الاسلامية في الحكم .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
محمد حسن الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد عام ٢٠٠٣ وتصدي التيارات الأسلامية للسلطة في العراق ، تعرضت هذه التيارات لهجمة منظمة ، وقد اتجهت هذه الهجمة على اربع محاور (الاسلام ، المرجعية الدينية ، الاحزاب الاسلامية ، وعموم التيارات والتوجهات الأسلامية في العالم ) ، حيث ركزت هذه الهجمة على أصل الفشل للاسلاميين ، وكذلك الهجمة لم تقف عند الصالح دون الطالح ، بل نالت الجميع دون استثناء " كلهم حرامية " ، الامر الذي يجعلنا نتساءل هل فعلاً الجميع فاسد ؟!! ، وهل فعلا الإسلاميين فاسدين ؟!!
أن فشل الاسلاميين في الادارة والحكم يستند الى عدم قدرتهم على تقديم نموذج قادر على الحكم ، كما ان العقلية السياسية لدى هولاء ، وطريقة ادارتهم للملفات لم تكن واعية ، ولَم تكن بقدر الأزمات والصراعات التي تضرب الوضع السياسي عموماً ، الامر الذي جعل الاوضاع السياسية معرضة للاهتزازت اكثر من مرة ، ناهيك عن التهديد المباشر الذي مثله الاٍرهاب في البلاد وما سقوط اربع مدن ، الا مثال بسيط على مدى ضعف وهوان هذه الاحزاب والتي لم تتفق حتى على حماية أمن المواطن ، فمقارنة مع العروض التي قُدمت للاسلاميين تكاد لا تذكر ، ولَم يحصل الا الفشل الذريع ، كما ان الفاسد لا يحاسب في مثل هكذا بلد يدعي الديمقراطية ويحترم نفسه ، فيا ترى ماذا ستقول نفس هذه الاحزاب للناخبين في الانتخابات القادمة ٢٠١٧ .
أن تجربة حكومة الاسلاميين في العراق عكست حالة الفشل التي سادت مفاصلها ، فمن وكلاء او مدراء عامون او مستشارون ، او هيئات تدار بالوكالة ، وغيرها من مفاصل لاتملك اي مهارة او كفاءة او مهنية ، وعندما نقرأ الخطاب الاعلامي تكشف مدى العجز والالتباس الذي اصاب ويصيب العقلية السياسية العراقية ، كما يكشف عدم ادراك الجمهور في قراءة هذه العقلية السياسية ، وتقييم تجربتها السياسية ، ذات الخطاب الطائفي مما عكس حالة الفشل لديها ، كما أن الطبقية التي كانت سائدة ابان حكم صدام ساهمت في تغذية هذا الفشل كونها تعودت على المكاسب التي استحوذت عليها آنذاك ، مما أدى الى دخول البلاد في آتون الحرب الاهلية وسيادة لغة القتل الطائفي وعزل المكونات الاجتماعية ، وهذا ما حدث في ظل حكومة الاحزاب الاسلامية سواءً السنية او الشيعية على حد سواء ، ناهيك عن سقوط ثلث البلاد بيد داعش والذي كان في ظل ورعاية الاحزاب السنية والشيعية .
أن فشل الاسلاميين ليس شي جديد ، ولكن الجديد في الامر هو أصل الفشل ، فالاحزاب الاسلامية لم تبحث أصل فشلها ، واستمرت في فشلها وعدم قدرتها على التعاطي الايجابي مع الواقع المؤلم للبلاد ، كما هو فشل في الفكر السياسي لهذه الاحزاب ، وأقتناعها في التحول من مفهوم المعارضة الى مفهوم الحكم والسلطة ، وما يرافقه من قدرة على الاهتمام وتسيير أمور البلاد والعباد ووفق رؤية مستقبلية عميقة ، كما لا يمكن باي حال من الاحوال عد حكم الإسلاميين بعد سقوط النظام العلماني ، حكماً يمثل التجربة الاسلامية ، لانها ببساطة لا تحمل أهدافا واضحة في بناء الدولة ، وفق منظور الامام علي (ع) ، بل كانت هوامش حكومات كانت تسعى الى السلطة وتعويض ما فاتها من سنوات المعارضة ، وفق نظرية "الغاية تبرر الوسيلة " ، والتي كانت أهدافاً وغايات فاشلة بكل المقاييس والقوانين الوضعية ، فلم تحمل بطن أجنداتها اي ورقة لهموم شعب او اوجاع وطن عاش بين مطرقة الظلم ، وسندان الفشل التجربة الاسلامية في الحكم .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat