فتوى تحطمت على أحرفها مخططات الشر؟!
سيف اكثم المظفر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سيف اكثم المظفر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بين ذاك الظلام الدامس؛ من التاريخ الحديث، يبزغ نور الحق، وشمس الحقيقة، لإسلام أصيل، وجد لبناء الإنسانية وتنشئتها بقلوب البشر قبل عقولهم.
المرجعية؛ هي ماضي وحاضر ومستقبل، يفتخر بها الأجيال على مدى السنين، أثبتت أصالتها رغم المحن والضغوط والتعتيم والتهديد والوعيد، نعم؛ انها مسددة من السماء، صدرت فتواها العظيمة، حفظت بها الوطن والإنسان والمقدسات، ونسفت مخططات الشر، لترسم صفحة جديدة لعراق السلام.
كنت يومها في محل عملي، حتى ضج الكون بهتاف السماء، لم استمع إلى الخطبة ذاك اليوم، بسبب انشغالي بالعمل، فهرعت مستفهما من حولي، "شكو شصار" وإذا بصاعقة جعلتني أرتجف؛ قالوا المرجعية أصدرت فتوى الجهاد الكفائي.. لمن يستطيع حمل السلاح، أن يتوجه إلى سوح القتال، قاربت الساعة الواحدة ونصف ظهراً، حتى امتد سيل من شيب وشباب، نحو عربات الجيش، يهتفون وينشدون، والى النصر يتقدمون، يرفعون راية الإمام الحسين (عليه السلام)، طرز عليها" لبيك يا حسين"
نعم؛ كانت فاصلة تاريخية، لإثبات أن نكون أو لا نكون، زئر أسود الجنوب، وراح يصنع النصر بدماء زكية، وأنفس أبية، وصولات حيدرية، إهتزت الأرض وإرتعدت السماء، وبزغ فجر النصر، يتلألأ بين جبين معفر و"شاجور" يحكي قصة حرية خطت بدماء طاهرة، نبعت من وحي كربلاء، لترقى نحو مجد ناصع، وغد مشرق.
لم تأخذ فتوى الجهاد الكفائي طابع؛ الدفاع عن الوطن وحث الناس على بذل النفس، من أجل نصرة الحق وحماية المقدسات، بل أخذت قالبا متكاملا، من جميع الجوانب، فكانت دائمة الزخم نحو الجبهات، برجال ومال وتوجيهات، فأنشئت مؤسسات وهيئات وبوادر مرادفة لتلك الفتوى، مثلا(مديرية التوجيه العقائدي) كان لها الدور الكبير والفعال، في إدامة الانتصارات، وحث المجاهدين على الثبات و تحقيق النصر.
كما تبنت المرجعية الرشيدة، اغلب تكاليف الشهداء، من لحظة الإستشهاد، حتى مجالس العزاء؛ تكفلتها فضلاً عن مصاريف الإطعام، ولم تتوقف عند هذا الحد، بل ذهبت بكل قوتها نحوى عوائل الشهداء وأٌسرهم، وتكفلت إيتامهم، وخصصت رواتب لهم، ولذويهم، ليس هذا فقط؛ بل كان سخائها أكبر، لتبني دورا ومجمعات سكنية لتلك العوائل، ومزيد من الإهتمام والرعاية الصحية والنفسية.
لم تتوقف هنا؛ بل أخذت أسمى درجات الإنسانية، وإحتضنت ملايين النازحين، وسخرت لهم كل إمكانات من مأكل ومسكن ومشرب، وبنت لهم مجمعات سكنية، وتعدى بعدها الإنساني، ليشمل النازحين في جميع العراق، ومن كل القوميات والمذاهب، ولم تفرق بينهم في الكرم والعطاء، ولم تبخل أيضاً بجهودها الطبية، كانت كوادرها الصحية تجوب النازحين وتضمد جراحاتهم الجسدية والنفسية، فهي حقا مثّلت الأب الحنون، على جميع أبنائه، إنها بكل أمانة وصدق نقولها، المرجعية صمام آمان العراق، بلد يملك كالسيد السيستاني (دام ظله) وحشد العظيم، لا يخاف عليه؛ بل يهابه الجميع، وتنحني له الرؤوس، منتصرا أبياً شامخا.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat