• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : جنيات 6 المشعوذ .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

جنيات 6 المشعوذ

مناتي تخرج من الجامعة حديثا , لينضم الى صفوف العاطلين , لم يجد وظيفة حكومية , فقصد السوق , ليعمل مقابل اجر يومي زهيد , ربما لا يسمن ولا يغني من جوع , من حسن حظه , انه يعيش مع والدته فقط في بيت ورثه بعد وفاة والده .
ذات يوم , مرّ به صديقه خريبط , الذي طلب منه ان يصطحبه الى مكان ما , فذهبا الى بيت مشعوذ كبير , كان هناك عدد كبير من الناس , فجلسا بهدوء وترو بأنتظار دورهما , بينما المشعوذ يتمتم ويطلق البخور , ويتكلم مع الحاضرين ( انت بيك سحر – انت معمول الك عمل – انت بيك دوسه – انت بيك ارياح جن – انت بيك ضربة جني – انت بيك عين عاين – انت محسود – انت منفوس – انت الخير جاييك – انت اكو خرزة في بيتكم – انت ممسوح بيك هبهاب – انت بيك تابعه – انت بيك قرين – انت معشوق من بنات الجن ... الخ ) , وبعد ان يشخص حالاتهم , يتلو قائمة الاسعار والطلبات , ( انت مية الف – انت ميتين الف – انت مليون – حالتك هاي متخلص بغير اربع ملايين ) .
ما كان من الحاضرين , غير التوسل بطلب التخفيض ولو قليلا , ويتعذر البعض منهم بعدم قدرته على الدفع المبلغ كاملا , في اثناء ذلك , اخرج مناتي حاسبة صغيرة كانت في جيبه , وشرع بحساب المبالغ التي طلبها المشعوذ , فأنبهر من النتيجة النهائية , ( عشرة مليون في ساعتين , لا ضريبه , لا ايجار , لا كراوي , لا راسمال ) .
تأمل مناتي في عمله اجيرا في السوق , وما يكسب من ذلك العمل , وما كسبه هذا المشعوذ في زمن بسيط , فقرر ان يترك عمله , ويعمل مشعوذا , لعلها الطريقة المثلى لجني المال .
تنقل بين المكتبات باحثا عن كتب الجن , والتسخير والتحضير وما شابه ذلك , فجمع عدة كتب , وعكف على قرائتها وتعلم ما فيها , مستغلا ان منطقته لا يوجد فيها مشعوذ , فأعلن للناس انه اصبح عارفا , روحانيا , مسخرا للجن , فصادف ان شفي واحدا من مراجعيه , كان ذلك بمثابة حملة دعائية لموهبته الجديدة .
يوما ما , بينما كان مناتي في الشارع يتحدث لعدة اشخاص عن الجن , طبيعتهم , اكلهم , شربهم , سكنهم , وقدرته على تسخيرهم والتمكن منهم , احتشد عدد كبير من الناس حوله وبضمنهم الشيوخ والاطفال , مستأنسين بحديثه , وطريقة كلامه اللبقة , نظر مناتي للحاضرين فقال بصوت تملئه الثقة بالنفس :
(( اكبر واقوى جني هو العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش اني اكدر اسويه شيش بيش ))
انبهر الحاضرين مما سمعوا , فقال احدهم :
(( الله اشكد انت قوي !! )) .
                        *************************** 
 في ليلة من الليالي , عرج العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش الى السماء , ليسترق السمع , فضربته الشهب والنيازك , فسقط على الارض متأثرا بجراحه .
في تلك الليلة , سمع الطفل سامي صوت انين والم يصدر من حديقة البيت , فذهب ليبحث عن المصدر , فشاهد عفريتا ضخما , ممدا , تسيل منه الدماء ( دماء الجن ) .
العفريت : شنو انت ما تخاف مني ؟! .
سامي : اني ما اخاف من الجن ما دام مناتي جنيه موجود ! .
العفريت : منو هذا مناتي جنيه ؟ ! .
سامي : مناتي جنيه يقول ((  اكبر واقوى جني هو العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش اني اكدر اسويه شيش بيش )) .
العفريت : شنو .. شنو ! ... مناتي جنيه هيجي يكول ! .. ولك اني العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش ... مناتي جنيه يسوني شيش بيش ... دليني وينه هذه مناتي جنيه ! .
اصطحب سامي العفريت الى بيت مناتي ( جنيه ) , في اثناء ذلك , كان مناتي يقرأ في كتاب , ويطبق تعاليمه , مناتي يقرأ ( ادخل الغرفة ... ثم اغلق الباب من الداخل ...اغلق النوافذ بشكل جيد من الداخل .... اطفئ المصابيح ... ارم المفتاح في الهواء لا على التعيين .. ثم اجلس متوقعا حضور جني ( عفريت ) , ذو اوصاف كذا وكذا ) , نفذ مناتي كل التوجيهات المذكورة في الكتاب , وجلس يتأمل في حضور عفريت بهذه المواصفات , فماذا سيفعل ؟ .
بعد عدة دقائق , سمع مناتي صوت ازيز , طنين , صرير , فحاول ان يتابع مصدر الصوت , غير انه لم يستطع رؤية شيء , وعلى حين غرة , سمع صوت شخص غاضب , ( مناتي جنيه .. انت تسويني شيش بيش ... اليوم شيش كباب ) .
مناتي : انت منو ؟
العفريت : اني العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش الواحد مثلك يريد يسويه شيش بيش , اليوم اسويك شيش تكه ! .
مناتي مرعوبا : والله اتشاقى !... جا انت سويته صدك !
انهال العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش على مناتي ضربا وركلا , حتى سمعت ام مناتي صراخ ابنها مستغيثا , طالبا النجدة , حاولت فتح الباب , فلم تفلح , فعمدت الى فأس , فكسرت الباب ودخلت , نالها ما نالها عندما شاهدت العفريت شلخوف مردوخ بن حنتشيش يضرب ابنها الوحيد , فرتلت (( بسم الله الرحمن الرحيم وَالصَّافَّاتِ صَفّاً{1} فَالزَّاجِرَاتِ زَجْراً{2} فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً{3} إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ{4} رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ{5} إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ{6} وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ{7} لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ{8} دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ{9} إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ{10} .
تألم العفريت من التلاوة , وشعر بالاحباط , فغادر المكان , متوعدا مناتي جنيه بالمزيد من العقاب .
الام تعاتب ابنها : ما تكلي اشجابك على هذه الدرب .... منين خميته ؟
مناتي جنيه : الما عده شغل وعمل ....  كلشي يسوي ! . 
  
حيدر الحدراوي
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11589
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19