قبل اكثر من عامين كنت أحد الكتاب الذين ينشرون مقالاتهم في موقع (( كتابات )) الذي يرأس تحريره السيد الزاملي كون الموقع ينتسب الى العراق , وكتابه عراقيون , بغض النظر عن مشاربهم , ولكني وبمرور الايام بدأت ألمس تحول الخطاب الاعلامي لهذا الموقع ومن خلال الكثير من كتابه الذين يستخدمون اسماء مستعارة نحو الاثارة والفضائح والاتهامات وافتقاره للنقد البناء المستند الى بنية متكاملة في موضوعة الكتابة الصحفية وطرح الافكار باسلوب يعتمد الحقائق بعيدا عن الشخصنة فضلا عن تدني الاسلوب وضعف اللغة صياغة ونحوا وصرفا ما أكد بأن عددا كبيرا من كتاب الموقع لم يكونوا بمستوى يؤهلهم للخوض في هذا المعترك الثقافي أو المعرفي . أوان اختيار هؤلاء الكتاب من النمط الذي يجيد لغة الاثارة وتلك مهمة تضطلع فيها الصحافة الصفراء التي تحاكي الغرائز والفضائح انما لتحقيق هدف دعائي تخريبي للتأثير في الرأي العام العراقي الذي يمر بعملية بناء سياسي من نوع جديد .
ولو تفحصنا معظم المقالات اليومية في الموقع اياه لوجدناها تستهدف في الغالب الشخصيات السياسية والثقافية والمهنية داخل العراق ممن يساهمون في العملية السياسية والثقافية والمهنية ما يشير الى اضطلاع هذا الموقع بدورمكشوف لتخريب العمليات الثلاث وليس تقويمها أو اعادة ترميمها من خلال اختلاق (غسيل قذر) كما يقال في لغة الاعلام بهدف نشره والادعاء بعائديته لتك الشخصيات مع ممارسة عملية تكرار نشر المعلومات الفضائحية المختلقة تحت مبدأ كذب ثم كذب حتى يصدقك الاخرون , وفي حقيقة الامر ان الكثير من القراء تنطلي عليهم مثل هذه المعلومات حول شخصيات ومسؤولين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وما صاحب ويصاحب ذلك من اخفاقات اقتصادية أو خدمية أو أمنيةأوغيرها هي من صنيعة ومساهمة القوى المناهضة للعملية السياسية ومن يقف معها في ماكنة الدعاية التخريبية على شاكلة الكثير من المقالات التي يتبناها الموقع المذكور .
ويبدو ان صبر العراقيين الطيبين قد نفد أو انهم لم يجدوا المساحة الكافية للرد على ماينشره موقع كتابات سواء في الموقع عينه الذي يرفض على حد علمي أي موضوع لايتفق مع سياسته التي تطرقنا اليها قبل قليل أو في غيره من المواقع فسارعوا الى اصدار ونشر موقعهم باسم ( كتابات في الميزان ) , وتأكد لي ذلك من خلال سيل المقالات التي تتبنى الرد على ماينشره موقع السيد الزاملي من موقعه عن الشأن العراقي السياسي أو غيره , وعلى الرغم من اني لم اتعمق كثيرا في قراءة تلك المقالات لكنها بدت للوهلة الاولى تتسم بخطاب انفعالي وهجومي وبعبارات لاتخلو من القسوة واحيانا بعض اللياقة في نقد تلك المواضيع المناوئة , وبتقديري ان هذه المعالجة سيستفيد منها المقابل في ناحيتين : الاولى ان القارئ سيجد مقالات رد تتسم بغياب الموضوعية هي الاخرى نتيجة تشنجها وعدم اعتمادها الاسلوب الهادىء الرصين المدعوم بالاسانيد والارقام اذا دعت الحاجة وبالتالي فهو سينصرف عنها أوانها لاتحقق الهدف المنشود في تفنيد ادعاءات وتخرصات المقابل اما الناحية الثانية فان موقع كتابات في الميزان في اشاراته الدائمة والمتكررة من خلال كتابه الى موقع الزاملي انما يمنحه ميزة الدعاية المجانية له من خلال تذكير القراء به وبالتالي سيتضاعف متصفحيه .
ولكن هذا لايعني خلو موقع كتابات في الميزان من المواضيع المهمة التي تتصدى بايجابية وموضوعية للتجربة الديمقراطية في العراق ويتضح ذلك من خلال علو كعب عدد من كتابه الذين يمارسون عملية النقد وفق اليات النقد المتعارف عليها وهنا لاأريد ان اخوض في الاسماء انما اترك ذلك لفطنة القارىء العراقي الذي يعرف مثقفيه وكتابه جيدا كما ان الموقع يضم نوعين من المقالات الاولى عامة والثانية للرد على مقالات موقع الزاملي ( كتابات ) وهذا ماعنيته في مقالي هذا .
اتمنى مرة اخرى على موقع كتابات مثلما تمنيت عليه حينما غادرت الكتابة فيه قبل عامين على افتراض انه يمارس حرية النشر وهو ليس كذلك ان يلجأ الى النقد الهادف الذي يتناول موضوعا بعينه بدل الدق على الوتر الشخصي الذي لايخلو من نفس طائفي لطالما تنفست به رئة النظام السابق الى ان تعرضت للاختناق في مصداقيتها في ذلك االخطاب الاعلامي الانشائي البلاغي الحماسي الذي وان اخترق السمع فانه لن يصل الى العقل ,كما اشد على يد كتاب موقع ( كتابات في الميزان ) وادعوهم لمواصلة الدفاع عن مسيرة عراقهم والتصدي لكل العراقيل التي تجابهه بهدوء ودحض الاراء التي تحاول عرقلة تلك المسيرة بموضوعية تبتعد عن الحماسية والانفعال وسأجند نفسي معهم في نفس الساحة ولكن بسلاح من نوع آخر للمساهمة في دحض ما يفتريه الاخرون بحق العراق .
كامل المالكي
kamiljabur@yahoo.com
الادارة تشكر الاخ المالكي على مقالته
وتم تثبيتها لتكون منهاج عمل للاخوة الكرام من كتاب الموقع
|