هذا ولكَ الشكرُ سيدي ومولايَ أَبا عبداللٰه عن كثيرٍ من العطاءِ جُدتَ به:
فأَنتَ ريحانةُ رسولِ اللٰهِ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه).
وأَنتَ لقاءُ المُطهَّرَينِ أَميرِ المؤمنين عليٍّ (عليهِ السلامُ) ، وفاطمةَ الزهراءِ سيدةِ نساءِ العالَمين (عليها السلامُ).
وأَنتَ المبلَّغُ به عنِ اللٰهِ تعالى: سيدُ شبابِ أَهلِ الجنةِ ؛ لأَنكَ سيدُ الشهداءِ.
وأَنتَ عِدْلُ القرآنِ الكريمِ عمِلتَ به آمِرًا ، وناهيًا ، ومُحِبًّا ، وموجِّهًا ، ومِحاورًا ، ومُجادِلًا بالتي هي أَحسنُ.
وأَنتَ الذي نصرتَ بسيفِكَ وموقفِكَ جدَّكَ ، وأُمَّكَ وأَباكَ وأَخاكَ وذويكَ وبنيكَ (صلواتُ اللٰهِ وسلامُه عليهم).
وأَنتَ الذي كنتَ نورًا من (أَبنائِنا وأَبنائِكم) ، ومن الذين (إِنَّما يُريدُ اللٰهُ لِيُذهِبَ عنكمُ...) ، والذين (يُطعِمونَ الطعامَ) ، والذين (لقَّاهم نضرةً وسرورًا) ، و(الذين آمنُوا).
وأَنتَ الذي أَعجزت حُكَّامَ الهوى والظلامِ عن أَنْ ترعَوي لهم.
وأَنتَ الذي غادرتَ مَهبِطَ الوحيِ ، ومَعقِدَ القرآنِ (مكةَ والمدينةَ) إِعلانًا لخلُوِّهما من أَصحابِ كلمةِ اللٰهِ.
وأَنتَ الذي شرَّفتَ كربلاءَ (كَرْبَ إِيلا / قُربُ اللٰهِ) مقصدًا ؛ فتشرَّف بكَ مَن التحق بكَ قاصدًا.
وأَنتَ الذي أَلقيتَ الحُجَّةَ تِلْوَ الحُجَّةِ على كلِّ مَن حاوركَ ، وجادلكَ ، وخاصمَكَ ، وحاربكَ ؛ فانتصرتْ حُجَّتُكَ ، وتهافتت أَقوالُهم.
وأَنتَ الذي لم تبدأْ عدوَّكَ بنزاعٍ ، ولا قتالٍ أَمنًا لهم ، وحُبًّا منكَ لإِنسانيتِهم.
وأَنتَ الذي بَكِيتَ على عدوِّكَ حزنًا عليه لدخولِه النارَ بسببِكَ.
وأَنتَ الذي صمدتَ ولم تترتجِفْ ، وانتصرتَ بموقفِكَ ولم تَخَفْ.
وأَنتَ الذي أَنجزتَ موسوعةَ الإِصلاحِ القرآنيِّ التي ستبقى لكَ ريادتُها.
وأَنتَ العاملُ بتكليفِكَ بعينِ اللٰهِ تعالى حتى نِلْتَ الحظَّ العظيمَ بالصبرِ الجميلِ إِلى مقامِ الشهادةِ التي صارت لكَ طيِّعةً ؛ فصِرتَ سيدَها.
وأَنتَ الذي أَسقط عروشَ الظالمين ، والمتاجرين بالدِّين ، وهتكَ أَستارَ الفاسدينَ وأَقنعةَ المنافقين.
وأَنتَ الذي علَّمتَ بمظلوميتِكَ أَحرارَ العالمِ أَنَّ الدمَ ينتصِرُ على السيف.
وأَنتَ الذي افترقتِ الأِمةُ عليكَ مِن مُوالٍ ؛ فسعْدًا له ، ومِن عدوٍّ ؛ فتعسًا له.
وأَنتَ الذي أَطبق الثقلانِ على مظلوميتِكَ.
وأَنتَ الذي أَطبق الموالون واجتمعُوا على حَجَّتِكَ.
وأَنتَ الذي توافدت عليكَ - بيعةً ، وولاءً ، ومحبَّةً - الأَساطينُ ، والملايينُ تهفو إِليكَ نفوسُها وقدُراتُها وقلوبُها ؛ فتُنِيخُ في ساحةِ جودِكَ رِحالَها.
وأَنتَ الذي قدَّمتَ للٰهِ نفسَكَ نصرًا لعبادتِه المُثلَى ، فقدَّم لكَ الأَربعينيون ما تمكنوا للٰهِ العليِّ الأعلى.
فشكرًا لكَ سيدي ومولايَ يا صانعَ الحياةِ الكريمةِ بالحقِّ رضًا لخالقِ الخلق.
|