للقلم سطوة النبوغ على آفاق البراهين، والبحث في سموات معجزة لا تحتاج إلا الى الايمان، ولذلك كان اللقاء بالشمس، هل هي سطوة الحرف أم تواضعها، سألتها هل ردك الامام علي (عليه السلام)؟ قالت: نعم، مرة حين نزل الوحي على النبي (ص) فسنده الامام الى صدره، حتى غربت، ولم يصل الامام العصر، فاستقبل رسول الله القبلة وقد غربت تماماً، وقال: اللهم إن علياً كان في طاعتك فردها عليه، فأقبلت ولي صرير كصرير الرحى، حتى صرت في موضعي وقت العصر، فلما فرغ من صلاته رجعت ولي صرير كصرير الرحى، فلما غبت اختلط الظلام وبدت النجوم، وأنا شهدت له يوم الشورى حين حاججهم (عليه السلام) وقال لهم: هل فيكم من رجعت الشمس له غيري.
سألتها: وردك أيضاً في خلافته؟ فقالت: نعم والله، حين اقبلوا من محاربة الخوارج، حين وصلت أرض بابل حضرت صلاة العصر، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام)، أيها الناس، إن هذه الأرض هي أول أرض عبد بها لغير الله، فلا يحق لنبي أن يصلي بها، فمالوا عن جنبي الطريق يصلون، وهو مضى فتبعه بعض من جنده، حتى اذا اجتازوا جسر يورا، في هذه الاثناء أزف موعد غروبي فغبت، نزل وتوضأ ثم قام نادى بالصلاة، فخرجت من بين جبلين ولي صرير، فصلى العصر ومن معه، فلما فرغ من صلاته عدت وعاد الليل.. ثم قالت: كيف لا يردني وهو وصي نبي صلوات الله وسلامه عليه.
|