• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : وهج السماء .
                          • الكاتب : احسان الموسوي البصري .

وهج السماء

لم أنثنِ لما رزتْ أيامي .... وتبددت في إثرِها أحلامي
ألقى الصباحُ ببسمتي وكأنني .... فرحٌ ولكن في الحشا آلامي
و يظنُّ من ألقاه أني باسمٌ....و انا جريحٌ في الحقيقةِ دامي

الحزنُ يرسمُني كأني تائهٌ... في غربةِ الخلَّانِ واﻷرحام
بين المواجع اصطلي في وحدتي...و أتوه منسياً مع الأعوام

أضغاثُ أحلامٍ و أوهام الغوى...كانت تراودني مع الأيام
فأعودُ أسألني لعلي أرتوي... إني أراني لﻷجابة ظامي 

أحتار أحياناً و تعظم حيرتي... وأجدُّ في شغفي وفي استفهامي
كم بتُّ في ظلماء روحي اكتوي....حتى رأيتُ الشمسَ عبر غمامي 
وكأنما الظلمات في ليل مضى... لما أماط الصبحُ بعضَ قتامي
                                                                                             *   *   *      *
فنسيتُ كلَّ مصائبي و مواجعي.... لما رأيتُ الضوءَ ﻻحَ أمامي
فبدا هناك من البعيد بهالة.... الله ماهذا البهاء السامي

فحللتُ في هذا البهاء كأنني.... ضيفٌ عليه بلهفتي وظلامي
حيران في أمري وقفتُ مع الورى...أستافُ منه سماحةَ الاسلام

أدنو إليه ،فأستحي مما مضى. .. من فرط إسرافي ومن آثامي 
و أريدُ أن ألقي السلامَ فأنثني... خجلاً ويخرسُ في الفؤادِ كلامي

أمسكتُ قلبي من عظيم تشوُّقي...خوفاً عليه من الوثوب أمامي
فلئن صبرتُ أموتُ من سقم النوى...ولئن وصلتُ فبالوصال حمامي

أنا هكذا مذ ذقت لذات الهوى..... قيسٌ انا بصبابتي وغرامي 
يامن إليك القلب يأمن سرَّه.... أنت الحبيبُ وغايتي ومرامي
                                                                         *  *    *  *  * 
نجواي في لقياك يا كلَّ المنى....لن ينتهي حتى أذوقَ حمامي
أوقدتَ ناراً في الحشا ﻻ تنطفي....فغدا الفؤاد كجمرة الإضرام
فأنا ودمعي بل وكلُّ مشاعري. .. أهواك مذ غلب الهوى وغرامي
أفلا ترقُّ لدمع قلبي إن بكى..... يهفو إليك بكلِّ يوم ظامي
ينثالُ في شوق المسير مع الهوى .... عبر الفيافي ممسكاً بزمامي

غرسَ الحبيبُ بخافقيَّ غرامه
 ....فأنا أسيرُ صبابتي وهيامي
أهوى الوصالَ ونظرةً من مشفقِ...أحيا بها في قادم الأيامِ

من كلِّ صوبٍ ،قد أتيتُك إنني....صوتُ الجراحِ بعالمٍ مترامي
زفراتُ نفسي في رحابِك تشتكي. .. تنبي بما أُخفي من الآلام
لعبت بنا اللذاتُ حتى إننا...... صرنا عبيدَ مذلةٍ وطغامِ
                                                                                *  *   *   *
التائهون ،الناهلونَ من المسا....في غيِّهم بضلالةِ إلاظلام
متفرقون وكلُّ حزبٍ يدَّعي.... فيه النجاةُ و منيةُ اﻷحلام
مات التطلُّعُ للتوحد وانتهى ...وتبدَّدَ الحلمُ الكبيرُ السامي
عطشى إليك الروحُ يا نورَ الهدى. ..هاجَ الحنينُ لوجهك البسَّامِ

يا مشرقَ النور المضيئَ بأرضِنا...من أرض تبع نوره للشام
يا شعلةً في قلب كلِّ موحدٍ ...تحيي الضمائرَ في هدى الإسلام
إشراقةٌ للمجد في هام العلى...عنت الوجوهُ لنورها الدوَّامِ

أقبلتَ ترسمُ للحياة مسارَها... ونماءَها بشريعةِ الأحكام
حتى بنيتَ من المحبة موطنا.....للتائهين بظلمة إلابهام
حيث الندى إكليلُ وردٍ عابق....بعبيره ضوعٌ مع الانسام
                                                                                      *  *  *   *   *
نورٌ على نورٍ توهَّجَ في الدُّنى ....كالشمس ساطعةً على الأقوام
في طيبة، والآلُ وهجُ مناره....والصحبُ حول القائد المقدام

لله درُّك كم لقيتَ من الورى......من و اهم و معاندٍ لوَّام

يا أيُّها الصوتُ المجلجلُ في الفضا...لﻵن يعلو في صدى الأيام
يا خاتمَ الآتين من رحم السما.... للعالمين بهمة العزام
لو قلتُ فيك مقالَ ألف قصيدة...وتقطعت نفسي مع الأقلام
ما كنتُ أبلغُ غايتي يا سيدي. ... أسرارُ مجدِك صعبةُ الإلمام

جنَّ الظلام بخاطري فأستشعرت. ...روحي هواك وأشرقت أيامي
وغمرتَني بالعطفِ حتى أنني أحسستُ عطفَك بلسمَ الأسقام
فسلبتَ عقلي في هواك صبابةً ...حتى ملكتَ القلبَ باِستحكام
                                                                       *   *  *  *
قسماً بكلِّ مشاعري عند اللقا....إني أمامك أُعلنُ اِستسلامي
فأنا إليك بكلِّ حرفٍ أنتمي....بقصائدي في الشِّعرِ والإلهام

يامن يكفكفُ أدمعي في غربتي...أرنو إليك بيقظتي ومنامي
أنت الذي كفلَ اليتيمَ بعطفهِ.....تحنو عليه برقةٍ وسلامِ
أنت الذي بلغَ السماءَ عروجَه....في ليلة الإسراء والإلهام
أنت الحياةُ بكلِّ ربع زاهر..... يا نعمةً من ذي العلا العلَّام
أنت الأمان ورحمة الله التي. ..نزلت ببشرى نعمة الاسلام
أنت الذي أحيا الأنام بعلمه.... للسالكين بشرعة ونظام
أنت البشير لكلِّ حيٍّ ناطق. ..ولكلِّ فكر ناهض قوَّام
ستظل وحدك في العلا طول المدى.... والتابعونَ الجهلَ محض رغام
                                                                              *   *   *    *
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155263
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 5