لااعتقد ان مشاركاتي في المسرح ممثلا او مخرجا تمثل لي تجربة حقيقية مثل كتاباتي للمسرح الحسيني لكني تعلمت منها الكثير تعلمت مثلا ان المسرح عمل جماعي يرتكز على توافق الرؤى رؤية المؤلف / رؤية المخرج / رؤية الممثل / مع رؤية المتفرج / كان اغلب المخرجين يركزون على مرونة الجسد ـ زار معهد الفنون الجميلة عام 1978 م الفنان الفرنسي جاك شيبو وقدم عرض بانتو مايم المسرح الصامت ، فاجأ الجمهو ر بان المسرح افتتح على صندوق صغير من صندقجة ايام قبل ( التنك) واذابه يفتح الصندوق من الداخل ويبدأ باخراج جسده ، رجل بطول وعرض يستطيع ان يكور نفسه في صندوق كم عالية لديه المرونة و في مسرحية الصحون الطائرة اخراج ابراهيم جلال من بطولة سامي عبد الحميد وقاسم محمد كل منهم يلعب سبعة ادوار في ساعة وقدمت على مسرح بغداد التابع لفرقة الفن الحديث وقدم عوني كرومي مسرحية انشودة للعمل على خشبة الستين كرسي مقابل سينما بابل ثلاث شخصيات على مسرح خشبي بحجم منضدة لعبة كرة المنضدة يقدم عليها عوني كرومي ثلاثة ممثلين طارق هاشم ونماء الورد والدكتور ميمون الخالدي في مسرحية وقتها ثلاث ساعات وربع ،
انظر للتنوع الادائي لتكوينات الجسدية ، كان المسرح البولوني الفقير لايعتمد على الازياء والتركيز على السنو غرافيا بل يقدم معتمدا على ايماءة الممثل وحركة جسده ارتكز مسرح الدكتور صلاح القصب على مسرح الصورة والاشتغال على الاحساس البصري ان يكون الممثل تجسيدا لصورة الفكرة مقابل لغة الحوار كنا نتمرن على حركات مرونة الجسد ، المخرج يعطي الاوامر لنتخيل ان الارض ساخنه وانت حافي وان نمشي عليها ونسير على ارض وحلة او نتخيل انا نسير على حبل ، كم يحتاج الانسان ليوازي نفسه ، والمرتكز الثاني للتمرين ( الصوت ) كنا نتمرن على اناشيد مثل صدقا صدقا صدقا حقا حقا حقا عندما تنادي صديقا
:ـ حسن ... وحسن لم يأت سيرتفع الصوت في النداء الثاني
:ـ حسسسن ولنفترض انه لم يأت سيرتفع الصوت حتى يصل السلم السابع فجأة يظهر حسن ينخفض الصوت للعتاب :ـ اين انت ياحسن ومن بعدها يتم التركيز على ( الايماءة ) في مسرحية غاليلو غاليلو للدكتور المرحوم عوني كرومي يطلع غاليلو هو شاب يشرب قدح حليب وفي نهاية المسرحية يشرب قدح من الحليب وعلى الممثل ان يقيس الفارق بين الشربتين حين كان شاب يرفع القدح بسرعة يقربه الى فمه ويشربه بسرعه ولم يبق من الحليب شيء اما وهو عجوز يرفع القدح بيد مرتعشة الرشفة مرتجفة لاتصل فمه لذلك يتبدى من الحليب على قميصه ،
كنا نتدرب على الايماءة نجلس عميانا والمخرج يعين الحاجة التي نرسمها بالايماءة صاح حقيبة علينا ان نرسم شكل الحقيبة بايدينا شاي نشرب قدح الشاي وممكن ان يستعين بمؤثر صوتي صوت استكان الشاي ورشفة الشاي ،وكان رسم ملامح الوجه من خلال ارشادات المخرج اوامره حين يأمر بالضحك سيضحك الممثل ويعليها الضحكة يقلبها الى بكاء يعيدها ضحكة وبكاء ومن ثم يمزج بينهما ليرسم الحالة الهستيرية ،يستعير الممثل ملامح كل شخصية كلف بها من الواقع وفي المسرح الحسيني يختلف واقع الرموز بين سلبية وايجابية ولكل شخصيةمحورها وعالمها
|