• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الرادود الشاب حيدر البياتي ومجالس العزاء في النجف الاشرف .
                          • الكاتب : د . احمد الجراح .

الرادود الشاب حيدر البياتي ومجالس العزاء في النجف الاشرف

مضامين فاجعة الطف في كربلاء المقدسة وأحداثها تُرسم في مراثي الشعراء لتلقى في الجموع المتحمسة أيام محرم الحرام وفي مناسبات أهل البيت "عليهم السلام"، وفي كل عصر تلبي هذه القصائد ظروف المجتمع ومنها صمودهم أمام الظلم وتحديهم للطغاة ونصرة الحق ورفض الخذلان والنفاق والمطالبة بالعدالة التي تضمنتها كلمات الإمام الحسين في خطبهِ بعد إعلانه الثورة وهجرته من مكة المكرمة الى كربلاء قاصداً الكوفة، إضافة إلى ذلك سرد قصص الواقعة ومواقف أهل البيت والأنصار في مواجهة جيش بني أمية وغيرها من الروايات الكثيرة المحيطة بالثورة الحسينية المباركة. 

في يوم مختص بشهادة مسلم بن عقيل (عليه السلام) من هذا العام، قرأ الرادود الحسيني الشاب حيدر البياتي (النجفي) في مسجد الكوفة قصيدة أختار فيها من الروائع الفكرية والعقائدية المتعلقة بالرسل وأدوارهم وقضية الاستخلاف للإمامة وصولا إلى الإمام المنتظر (عج)، وبعد انتهاء المجلس سألته بعد ان عزيته بالمناسبة وباركت له أداءه، عن كاتب القصيدة وأهمية ما كتبه من مضامين ، فأجابني عن اسمه، وقال لي كنا ليلة أمس مع الشاعر سوية نفكر فيما يكتبه وذكرت له ما ارغب فيه ، لأنني كنت أقرأ كتباً عن المناسبة لأكون مهيئاً لها ، فالمضمون هو ما قرأته من الكتب ووعيته، والشاعر سطرها في القصيدة ، أعجبت جداً بالوعي الكبير لدى الرادود الحسيني ورسالته التي يريد ان يصل بها الى الجمهور الخاص والى المستمعين أينما كانوا ، فزادني بقوله: أنا اقرأ دائماً في هذه الطريقة وبعض أهل المجالس النجفية عندما تريد القارئ أو الرادود المعين يقرأ لها في موسم معين، تشترط عليه ان يأخذ القصيدة من شاعر خاص وهي تملي على الشاعر المضامين ، وهذه الطريقة تكشف عن وعي وخصوصية هذه المدينة التي تستثمر هذه المناسبات بالتربية وبناء الجيل وفق ثقافة حسينية تستفيد من العاطفة الجياشة لتضمين المفاهيم والقيم التي أرستها الرسالة النبوية وكان المشروع الحسيني بالحفاظ عليها والدعوة لها من خلال ثورته واستشهاده ، وجسدت تلكم الكلمات الخالدة أهدافه الرئيسة، أني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي صلى الله عليه واله وسلم..، ومثلي لا يبايع مثله، من لحق بنا أستشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح، وغيرها من الكلمات التي بقيت فاعلة في كل جيل لتكون منطلقاً للشعائر والحفاظ على الرسالة المحمدية, ولو تمعنا في كلمات الشعراء وقصائدهم التي كانت تقرأ في السبعينيات من القرن المنصرم لامكن ملاحظة تلك المعاني التي كانت تعبر عن التصدي للدكتاتورية والحفاظ على الشعائر الحسينية التي تقض مضاجع الطواغيت، رحم الله الشاعر عبد الرسول محيي الدين وقصيدته الخالدة ( يا حسين بضمايرنا صحنا بيك آمنّا) والشاعر الشهيد علي الرماحي رحمه الله وقصيدته ( يا هدير الحق في كل مكان نور عيني يا حسين ) وغيرهم .

هنيئاً لخدمة الامام الحسين (عليه السلام) ورسالتهم السامية ودورهم المشرف في حفظ الشعائر وإحيائها..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=171472
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20