• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في تجليات روح/ للكاتبة منتهى محسن .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في تجليات روح/ للكاتبة منتهى محسن

 يتكون النص النثري من مجموعة ظواهر في أشكال تعبيرية متنوعة وأزمنة تتعانق وأبنيتها، وعند التحليل وقراءة السياقات التي تنتجها وطريقة بناء تلك التجليات، لإدراك مضامينها وفاعليتها 
ذكرت الكاتبة منتهى محسن  في مقدمتها، بأن تجليات الروح هي خلاصة  تجارب الحياة وتعاقب الخبرات عند أوجه الحياة وأصعدتها المتنوعة، وتجليات الروح كما عرفتها الكاتبة منتهى بوح سطور خطت بمداد العقل ـــ الوعي وتوضأت بماء الفكر الخلاق، تتماسك تلك التجليات لتصل الى المعرفة وبركان وعي، أي أنها  كتبت تلك التجليات بقصدية الوعي، وخصوبة التجليات حين تجمع بين العفوية والقصدية وتلك من أصعب أمور، الكتابة تمنح المعنى  للنص الإبداعي ، حنين وجدان وشوق وإرادة وإصرار، تنفست الحروف لتروي  لنا عباب السنين تمنحنا زبدة الرؤى على طبق المحبة، وتأملنا في منح الدلالة، عندما تكون  هناك تجليات الروح ستمر الكتابة بمرحلتين.. 
المرحلة الاولى، هي سريالية التعبير، وبعدها تبدأ المرحلة العقلية بإعادة النص، ولهذا نجد الحروف هي التي تنفست لتروينا وتمنحنا الرؤى، وليست الكاتبة هي التي تتنفس رؤاها عبر الحروف 
ربما تكون ثمة قسرية في التأويل لكن هكذا قرأتها صلابة البنية التدوينية انفتحت على معطيات التوطئة، حين تكون المقدمة بإمكانية عارف متخصص صاحب خبرة في القراءة مثل إمكانية الكاتب والباحث صباح محسن كاظم، نجده في المنحى الجمالي والإنساني بمعرفة الداخل النصي ــ وانعكاسات الواقع المعاش، بين الحلم والأمل والهواجس والرؤى والأفكار التي تمخضت ببوح شفيف عبر عنها الباحث (أناقة الروح) وبمعنى موائمة التجليات،  
أعتقد أن حذري كان بمحله حين عاملت المنجز بما يمتلك من مساحة اقتناص الشكل 
الخطاب الأدبي برمته عبارة عن نصوص تتسم بكفاءة التعبير واحتواء القصدية وقدرة التماثل الدلالي  
التوطئة وقفت عند تلك التجليات لعبارة مخبأ من نصوص، لا تحسب على القصة ولا على الشعر واشتغلت فطنة وذكاء صباح محسن النقدي اذ تخلص ليورطنا بمصطلح جديد (قصصا بمنتهى الشعرية) ويقصد عمق المشاعر والمشكلة أنه يتهم بالتعسف 
كل من يراها هواجس أو يقول عنها خواطر ذاتية، وعمل ليخلصنا ويخلص نفسه من ورطة التجنيس الحاد بذكائه المعهود، شخصها بقيمها الجمالية (نصوص غير مجنسة)، والمشكلة الأخرى التي ورطنا بها تشخيصه للمجموعة بان الكاتبة ابتعدت عن الوضوح التام والسطحية، وتجنبت الفوضى غير المبررة بدعوى الحداثة والفنتازيا، من خلال متابعة النصوص وجدنا ان تلك المنظومة الأدبية استثمرت شعرية الانزياح، لتعبد مشروعها الذي اعتبره الناقد صباح محسن (جنس أدبي حر) تابعت رسم معالم شعريتها   
(أبي / حين كان يبتسم كانت الدنيا تدور) أي أن دوران الارض مرتبطة بابتسامة الاب، أو نجد عندها جمل تعريفية  
(أبي / نبع الأرض المعشوشبة، زهو المروج المياسة، تغريدة الطيور المزقزقة ورائحة المطر الزكية، رقراق نهر عذب وصفاء كبياض القلوب) نلاحظ مسارات الضخ الشعري البلاغي في نبع الارض / زهو المروج / تغريدة الطيور... الخ  
ارتكاز على الانزياح مثل (معطفه الحنان يمسي ويصبح به دون ضجر) 
تميزت المجموعة بالجمالية الفاعلة بالعديد من الاشتغالات، نجد مثلا أن تلك الشعرية الخفية تلامس الكد الفلسفي (القلم إذا سكت أرتدى خوذته) والذي أصبح وعيا بين ثنايا النصوص 
ماذا لو وضعنا أمام كل جملة أداة الاستفهام (لماذا) لعثرنا على علائق جديدة قد لا تمر على ذهن أحد، تقول مثلا (القلم همسة قلب) ونحن نقول لماذا، سنجد تعليلات مختلفة لهذه ال لماذا وهذه هي غاية القراءة 
تنوعت القاصة منتهى في تمثيل القلم حتى صار هو كل العوالم، ليس كل الاشتغالات تنتمي الى مجال اللغة، هناك دلالة وايحاء وكلام لا يكتب، همسة القلب تعبر فوهة / وقنبلة موقتة، والقلم صرخة / الم / ايمان / امل / شروق / شجن / محارب (وله صوت كعندليب صداح) انزياح تشبيهي 
ملاحظة... انقياد الكاتبة للسجع يقطع استرسال النص، ويصدرها بشعرية  لفظية وهذه النغمية تؤثر على شعرية المضمون، نلاحظ أن الجرس الموسيقي لجملها لا يحتاج إلى سجع، الموسيقى الداخلية للجملة أكثر أناقة، نجدها تشتغل في مساحات الاسترسال الواضح (عرفنا أن أكثر الكلمات دموية لا تتعدى حدود كلمة الارهاب)  هناك جمل تشرح وتفصل وأجمل ما فيها  تلك  التي قصديتها مضمرة، تسمرنا  كالحيطان وصدعنا أول الكلام) إمكانية الكاتبة منتهى محسن جعلتنا نتأمل  في تماسك  تلك الجمل  المبنية في عوالم الدلالة الملغوم المضمر، ما بعد اللفظ تورية المضمون أهلنا يسمونها (حسجة) واللهجة الشعبية تعنونه (بسمار) يعني غير ما يقول فهي تصف الجامعة (اشجارها كثيفة يختلط الدغل فيها بالأزهار وينتشر الصبار مع الريحان )، تجاوزت اللغة الى معنى غير منظور، ستجد في ذهنية القارئ  ملامح المضمون وتفاصيل يرسمها، ومشاهدا راسخة في ذهنيته  عبر منحنيات  الظاهرة،
ونجد أن القاصة  منتهى محسن ارتكزت في بلورة شعريتها  على التكرار ـــ الفاصلةـــ  والتكرار قيمة جمالية  تتمثل  في الحالة الشعورية، النفسية التي تكسب  نفسية المتلقي للتماثل ويحقق التكرار ايقاعا موسيقيا جميلا ، يجعل العبارة قابلة أن تكون  أداة جمالية تساعد الكاتب على تشكيل موقف  وتصويره والاعتماد على اللأزمة في شعرية تجليات روح  تعطينا مميزات عن تلخيص الغرض وتوكيده، بهدف التأثير بالمتلقي، اللازمة تفصل المقطع عما يليه ، أي أن التكرار يدخل ضمن  بنية النص، يعلن عن حركة جديدة  ويكسر مسار القراءة ويوقف جريانه، وتبدأ بشعرية جديدة  البعث عمق  الدلالة النفسية لأي تكرار فاصلة 
(أبي / القلم / الصداقة)  
 الصداقة: ـ أماكن في ذاكرة الزمان، وأغلب اللأزمات، شعرية، (وأصبح بيتنا الآمن غصة قاهرة، التجليات التأملية هي دلالية تبعث الفكر الشعوري بقوة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=172729
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29