نهرٌ  تخاذلَ بصمّتهِ فآثرَ  السكون،  من  أن  يفيضَ  بأمواجهِ   ويحيّا  بثوّرة  القائمين  .. يسعَى بهِ قِرَبًا  نحوَ   خِيَامٍ   ترَاءت   قِمَمَ  جبَالٍ بطف  ،  وظِلِّ   الكفِّ  على  النهرِ  سحَابًا  سمَا أحرقَ ألوانَ  السكون ولاحَ   في   أُفق   الخيَام   سقَاء  فأوشكَ  أن   يُطفئَ  ظمَأَ  مملكةِ  السجود . . ومَا  إن  ذكرَ  أميرَها

إرتدَت السحَابُ   لَهُ   ثوبَ  غمَام 

سيَّرَتها  ريَاح الأحزان . . موَاكبَ عزَاء ورَاحت تلوي على  ظهورِهَا سلَاسلِ البرق  وللكفِّ دوىّ الرعد

إزرقَّ  لَهُ  وَجه النَهر فتنَاثرَ  القطرُ رذَاذً يحملُ بصمَات صفعتهِ  هوَت  تخنقُ  بدوّاماتِ  دوائرِها الصمتَ اقتِدَار وبوَهنٍ راحَ يحبو  بأموَاجٍ أثقلَها  وحل  الطُمي  مُحَاولاً   أن  يتقلبَ  بصفحَاتهِ  الداكنةِ  ليمحو  طلَاسمِ  الأحرار  ؛  فانقلبَ  خائبًا  يرسمُ  رمسًا  خبَا   بريقَهُ  باغوارِ    فَخ الشُحّ  فحُرٍمَ من  فَيضِ  ريق الظامئين. .