أيها الشروق الشارد من عينيها
أيها المطر المتصاعد من كفيها
خذني إليها
كلمات رثاء ... أو تيه وأوهام يرويه صمتي
فأنا متهالك وجريح
أبحث بين أصداف الضحى عن لجة الأعماق
ونعاس الفجر في الأنهار حين يرويه الظمأ
أعشق الضوء الكفيف ونجمتي الحمقاء في الأنحاء
مصر يا قديسة السماوات المخملية
أهواكِ .... وأغار
حين البحر كل آن يمسد أطرافكِ السمراء
منذ النشوء وأنا أبحث عن أسرارك الصدئة
بين أكوام الظلال ومعاجم الأشياء
ودمعتي ...
حين الرحيل إلى موطن البعث الأخير
بلا سبب
والبرد يغطي جوعنا ووجوهنا الصفراء
فيحمل حسرتنا إلى الكلاب السائبة والمخبرين السريين
في كل المخافر لعنة الإفناء
وابتعدنا
وفي ظلمتيك اقتربت قوارب من النجوم الهاربة
من عالم الأموات أصحو
لأروي قصة الصمت الكفيف ولوحة
وقصة طفلة حسناء
ولدت منذ النشوء توأم للكون العجوز
فأخبئ الحرمان تحت غطاء الغيم السديم
واعتنق الشتات .
أيها الرفراف المبحر في سماءها ذات الضجيج والأسوار
أيها المجد الجاثم تحت قدميها
قل لجميلتي مصر
ذات السموم العليل والغسق الشفقي
أنني حزين ومحتاج لنوريها .
يا كريستالية البوح والأسرار
يا من تختفي الأسماء عند اسمها (مصر)
أني أرى في موج الليالي طعم له صوت آذان
وآثار أغلال على معصميك
(مصر) يا صوت أمي في المنافي
يا أرخبيل الشمس الواهبة
يا لجية الألوان
سريالية الهوى والظلال
يا ليلها الكاريبي الأفق والأنفاس
لعله لعنة العشق السحيق أو رغبة الإشفاق
أيتها القديسة الكستنائية
ذات الجسد المغطى بالبنادق والحراب
يا محور الكون الأثير ...
كنت ماشيا بين الحدود
فلمحت آثار سياط على شفاهك العذراء
يا قطز أنهض ... هذي مصر فأذن في الناس صلاة الخوف في الأنحاء
هيا .... هيا
مغول القرن على الأسوار
ما الخطة أخبرني ...
لا ساعة للصفر ولا للألف
فالزمن الماثل بالسالب يحسب نفسه
الجهة الشرقية من شأني والغربية لي
فأنا آخر ما تبقى من حبر الأحبار
وهذا آخر قرآن وآخر أنجيل تركوه
ومصر آخر مملكة في ذاكرة السماء
( مروان سليم الهيتي)
|