هذا المهرجان رغم أنه ترسيخ فعلي لثقافة أهل البيت (عليهم السلام) لكن
له أعتبارات واستراتيجة أخرى .
وأذا عدنا الى المناسبات الخاصة بالامام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) كزيارة الاربعين وأحياء عاشوراء نجد تلك ممارسة لشعائر مقدسة توحي الينا ونتعلم منها النهضة الحسينية فضلا عن استذكار أعظم مصيبة جرت على ال بيت النبوة (صلوات الله عليهم أجمعين) .
وحتى نستلهم من تراث اهل البيت (عليهم السلام) ,ونكتب ثقافة سليمة ترشدنا الى اصول وفروع النهضة المباركة لابد لنا من الاجتماع مع من سطروا وكتبت انامله هذا الصرح الخالد للتباحث عن المستجدات الثقافية ,وجمع أراء الضيوف الكرام مختلفي الديانات لمعرفة نشأة علاقتهم مع شخص سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) .
فمهرجان ربيع الشهادة فلسفة تشبه نوع ما فلسفة الحج الا ان الحج يخص المسلمين لكن هذا المهرجان يخص العالم بطوائفة ودياناته ,فكل مجموعه أو فرد يعبر عن رأيه الشخصي وعلاقته بسيد الشهداء.وموقف أخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام) .
وبرأي القاصر هذا المهرجان لايقل أهمية عن الشعائر المقدسة التي ذكرناها اعلاه .
وأعتقد أن ماتقوم به الامانتان العامتان للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية من استعدادات وتحضير لهذا المهرجان رسالة لكل حر بأن يقف موقفا ايجابيا في هذا العمل .
فما هو المطلوب من كل عراقي مؤمن وطني وهو يستقبل ضيوف من خارج البلاد على اقدس واشرف بقعة من الارض ؟
اكيد ستقوم الامانتان بدعوة بعض الوسائل الاعلامية والباحثين والكتاب العراقيين .وكما ذكرت كلمة (دعوة) !
فالمفروض أن لانجعل من هذه الدعوة اشارة الى أن المدعو ضيف (بالنسبة للعراقيين),بل المبادرة باداء خدمة ضمن أختصاص المدعو سواء كان اعلامي أو كاتب وباحث ..الخ .
وبتقديم خدمة سنشعر بأننا نخدم ضيوف الامام الحسين وأخيه حامل اللواء (عليهما السلام) كما نقدم خدماتنا ودعمنا في مناسبات الشعائر الحسينية المقدسة .
وهذا مايخص المدعو من العراقيين ,أما فيما يخص ابناء البلد سواء كانوا مسؤولين في الوظائف والدوائر الخاصة بالمدعوين من المشار اليهم ,فالمفروض أن يشاركوا بهذا الصرح من خلال تسهيل حضور المدعوين وعدم وضع العراقيل غير الموجبة امامهم ,والتي تحول بينهم وبين الحضور .
وهذا التسهيل بحد ذاته توفيق من الله تبارك وتعالى يمنح الموفق الاجر والثواب ويجعله مشارك بهذا المهرجان من خلال تقديم المساعدة للمدعو فضلا عن ذلك بانه يقدم خدمة دينية ووطنية وانسانية عبر ماذكرنا .
هذا المهرجان الفكري مساهمة كبيرة لتثقيف المجتمع ,بل هو اساس لتاكيد الهوية الحسينية وتوعية واستنهاض الهمم .
ونسال الله تعالى ان لايجعل أحدنا مرائي حيث يعرض خدماته ويبذل مايتمكن في سبيل المناسبات المليونية ,وعندما يصل الى مناسبة هي اساس للمليونية يتوقف عن البذل والسخاء مع العلم أن سخائها غير مادي ,وانما اجراء تسهيل الا أن ثوابه وأجره كبير حيث التعامل مع أهل البيت (عليهم السلام) بشكل سري ,فتكون مصداقا للمليونية باننا معكم معكم دائما في كل شيء .
فعلى الجميع أن يشارك بشكل فعلي وايجابي لنجاح هذا المهرجان العالمي ,وصحيح أن الامانتان لم تطلب ذلك من أحد لكن هذا لايعني أن لانبادر وتاخذنا الغيرة على هويتنا التي ننطق بها (ياحسين).
|