• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مهرجان ربيع الشهادة الدولي الثقافي الثامن في عيون مشاركيه .
                          • الكاتب : كتابات في الميزان .

مهرجان ربيع الشهادة الدولي الثقافي الثامن في عيون مشاركيه

كربلاء المقدسة /احمد محمود شنان

مهرجان ربيع الشهادة الدولي الثقافي الثامن الذي اقامته العتبتان الحسينية والعباسية المطهرتان طيلة خمسة ايام كان قد شهد حضوراً مميزاً بالكم والنوع لعدد من الشخصيات العراقية والعربية والاجنبية شاركت وحضرت في فعالياته ،موقع كتابات في الميزان احدى المؤسسات الاعلامية التي تبنت تغطية فعاليات المهرجان ارتأت ان تقرأ الامام الحسين عليه السلام في عيون الضيوف واستطلعت اراء بعضهم عن امكانية نقل ثقافة الامام الحسين الى الاخرين ورأيهم بالمهرجان فكانت لنا هذه الجولة بين نخبة من الضيوف والمشاركين.

الدكتور محمد سعيد الطريحي مدير دائرة المعارف الاسلامية في الهند قال متحدثاً عن كربلاء وكيف نفضت غبار الماضي عن اكتافها قائلاً "كربلاء تقرع ابواب مستقبل واعد ومشرق يستنهض تاريخها العريق وتراثها وثقافتها بعد عقود من الخطيئات المتراكمة من النظام البائد وها هي اليوم تنهض من جديد من خلال مهرجان ربيع الشهادة الدولي الثامن الذي نجده قد استقطب مجموعة كبيرة من المفكرين والعلماء والضيوف من مختلف الاختصاصات العلمية والاكاديمية كل في مجال اختصاصه جائوا تقريباً من ربع الكرة الارضية فعدد الدول المشاركة زاد الـ(50) دولة وهذا عمل كبير بالبعد الوجستي وتهيئة كل مستلزمات نجاح المهرجان على المستوى الفني والتنظيمي وقد كانت هناك العديد من المشاركات للضيوف حازت على اعجاب الحضور ".

الطريحي وصف المهرجان بالتظاهرة الكبرى حيث قال "اعتقد ان المهرجان تظاهرة كبرى ليس لكربلاء فقط بل للعراق وهي دليل على عافية العراق وانه بدا يتعافى ففي الامس زرنا معرض الكتاب الدولي وكان الالاف من الزائرين والمشاركين ومن مختلف الجهات والمستويات يزورون المعرض بشعور جميل جداً يشترون الكتب في كافة الاختصاصات منها الطفل والمرأة وكتباً بلغات متعددة وهو جزء من برنامج المهرجان واليوم زرنا متحف الكفيل في الروضة العباسية وكان هنالك مراسبم الزيارة العبادية ومتحف الكفيل الجميل والرائع الذي يحتوي على المزيد من التحف والسجاد النفيس والمقتنيات الفخارية والفضية والذهبية كل هذا في دار المخطوطات وهو عمل رائع جداً وجهود جبارة قامتا به العتبتان المقدستان فالمهرجان اجمالاً جعلنا نتطلع الى كربلاء لتنهض بدورها التاريخي والثقافي والحضاري المهمول منذ واقعة الطف ونتمنى ان تتواصل هذه الجهود وتتظافر لاجل ان تكون رسالة الحسين عليه السلام الى العالم باشعاعاتها الحضارية والانسانية".

وعن دور الاعلام الديني في رصد الفعاليات ودوره في نشر الثقافة الاسلامية المعتدلة وامكانية موازاته ومجاراته لمستوى المهرجان وجه الطريحي انتقاده قائلاً "الاعلام الديني في العراق لا زال يحبو  فاعتقد على مستوى النشرات والكتب فانه يحتاج الى المزيد ومزيد من الجهود ليصل الى حد الكمال فنحن في البدايات ولكن رغم هذا لا نقول انه لا توجد ايجابيات لكن نطمح الى المزيد نطمح ان يكون الخطاب الديني لكل الانسانية بالاضافة الى استلهام فكر اهل البيت في الخطاب وهذا مهم جداً وهو الخطاب اللذي يجسده قول امير المؤمنين علي عليه السلام الى عامله الاشتر النخعي رضوان الله تعالى عليه (فاعلم ان الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق ) فنحن بحاجة الى دراسات ومعاهد تجريبية في موضوع الاعلام الديني نتمنى من الاخوة ان يعملوا على ذلك ولهم من الامكانات ما تساعدهم على ذلك ".

ويضيف الطريحي "لذلك يجب ان يكون معهد لتدريب الكوادر الاعلامية او لتخريج كوادر اعلامية مختصة بالشان الديني فالخطاب الديني اعتقد لحد اليوم لا يرقى الى الصورة المطلوبة فعلاً فهو رغم وجود الايجابيات فانه يحتاج المزيد من الجهود ويمكن الاستفادة من الخبرات الموجودة في داخل العراق وخارجه من اجل السمو بالخطاب الديني ليكون اشمل وافضل ويخاطب البشرية كافة فان رسالة الامام الحسين عليه السلام هي رسالة لكل العالم وغير مختصة بفئة او طائفة معينة".

بينما الدكتور احمد الحسني العلمي مغربي من الادارسة يقيم في فرنسا اكد على ضرورة ان تتظافر الجهود لنقل صورة الامام الحسين الى العالم "صورة الامام الحسين (ع) صورة يجب ان تتظافر جهود الامة لنقلها الى الاخرين فالامام الحسين (ع)اعظم واكبر من كل الجهود مهما كانت فيجب تطوير الجهود وتفعيلها وتنميتها وتعميقها وكل ما يتطلبه هذا الامر حتى نرتقي الى مستواً قريب من مستوى تضحيات الامام الحسين (ع) والشهداء اللذين سقطوا في كربلاء".

 ويردف العلمي قائلاً "الامام الحسين يجب ان يقدم على انه رجل للامة كلها وللانسانية باجمعها فاذا قدم بهذه الطريقة سنجد اذناً صاغية ان لم يكن الجميع فمن الطيبين من الجميع ،وهذا ما جسده المهرجان والذي قبله والمنتظر الذي سيأني بعده يعتبر خطوة في هذا الطريق ويجب تثمينها وتوجيهها في الوجهة الاصلح والافضل".

ويختتم العملي داعياً الجميع وخصوصاً العقلاء الى الاقتداء بسيرة الامام الحسن عليه السلام قائلاً "الامة الاسلامية تحتاج من جميع عقلائها الى ما يشبه ما فعله الامام الحسن المجتبى عليه السلام في سيرته العطرة منذ استشهاد والده امير المؤمنين الى استشهاده عليه السلام الامة كلها محتاجة الى مسيرة حسنية تفعل الجوانب الايجابية في جميع الناس وتفتح الطريق لمعرفة الحقائق عن طريق جيل من الناس دون تشنج او تعصب".

حاثاً الى تبني الحكمة والموعظة الحسنة سبيلاً في التعاطي مع الاخرين "الحق يصل الى الناس بالحكمة والموعظة الحسنة وقد يصل بعض الاحيان الى القتال في سبيل الله كما فعل رسول الله (ص) في بدروكل غزواته وكما فعل امير المؤمنين (ع) مع الناكثين والقاسطين والمارقين وكما فعل الامام الحسين (ع) في كربلاء لكني حسب معرفتي بوضع الامة الاسلامية اليوم بل بوضع الانسانية اقول واكرر اننا باشد الحاجة في هذه المرحلة الىاسلوب الامام الحسن المجتبى (ع)".

مدير مركز الاعلام العراقي في واشنطن نزار حيدر قال مبدياً اسفه لدور الاعلام في نقل الحقيقة وعدم اخذه باسباب التطور التكنلوجي بشكل امثل "للاسف الشديد لحد الان( لا ) يوجد اعلام متطور لانه نحن كشرقيين ومسلمين لا زلنا لم نأخذ باسباب ووسائل العصر الحديث اللذي نعيشه سواء على صعيد الرسالة وطرق تبليغها او على صعيد الخطاب اللذي نستخدمه لنقل هذه الرسالة او كذلك على صعيد الوسائل على مستوى التكنولوجيا ،نعم نحن اخذنا من العصر وسائل التكنولوجيا والتطور ووسائل الاتصال السريعة ولكن برأيي للان لم ننجح في توظيف كل هذا في نقل ثقافتنا او رسالتنا الحضارية للعالم وبرأيي اهم الاشياء التي يجب ان نعرف كيف يفكر الاخرون وما الذي سوف نعطيه من حضارتنا او ثقافتنا الشيء الاخر ما هي مشاكله لنعرف اي دواء نقدمه له ".

لذلك علينا وبحسب حيدر ان ان نعرف الاخر فلدينا تصورات خاطئة كثيرة عنه ونحن لا زالنا غير فاهمين له خاصةً وان التيار التكفيري الذي يلغي الاخر قد خلط الاوراق وفوت الفرصة على الطرفين لمعرفة بعضهما البعض بشكل اعمق فان حصل ذلك ستكون هنالك امكانية للتعامل معه .

المتخصص في الاديان المقارنة والدراسات الاسلامية المسيحي الدكتور لويس صليبا (لبناني الجنسية ومقيم في فرنسا)تحدث عن التقارب بين المسلمين والمسيح وامكانية ان تأخذ المهرجانات هذا الدور قائلاً "التقارب بين المسلمين والمسيحين يحتاج الى خطوات عديدة رغم ان الحوار المسيحي الاسلامي يعاني ويتعثر ولا اقول وصل الى طريق مسدود ولكني طرحت بديلاً وهو حوار مسيحي (امامي ) حظر له عبر تاريخ طويل ثمثل بعيش مشترك وتداخل في العادات والتقاليد وهذا من شانه ان اينع واثمر وتطور لن يؤدي الى التقارب المطلوب لعله ان نفهم الاخر على حقيقة ما هو عليه وعلى ما هو يعيشه ويعتقده لينعكس اكثر تسامحاً وقبولاً لدى الاخر".

وعن دور المهرجان في فتح افاق التواصل الاانفتاح على الاخر قال صليبا" انا عشت قريباً من المسلمين واخذت الاسلام من الجامع الازهر وكنت انظر الى الامام الحسين عليه السلام انه مزواج مطلاق قد خرج على امام زمانه والان قد يكون ذلك تقصير مني لاني درست ودرست الاسلام في وجههالاكثري ان صح التعبير فمجرد ان ادع تفكيري يأخذ  منحاً اخر عندما دعيت الى سلسة محاضرات في مدينة قم الايرانية تأثرت كثيراً لاني وجدت وعشت مع اسلام لم اعرفه من قبل حيث اقيم في باريس وجدت هذا الانفتاح اللذي لم اكن انتظره وها هي الخطوة الثانية تأتي لتزيد معرفتي معرفة اخرى من هنا تبرز اهمية المهرجان الذي اقل ما يقال عنه بانه رائع ".

ويضيف صليبا داعياً "اذا كان للحسين رسالة وهو بالطبع له رسالة فواجب الحسينيين ان يعلنوا عنها وان يعرفوا العالم بها واظن ان المهرجان خطوة في هذا الاتجاه ".

وعن امكانية تعميق التقارب والتواصل بين الطرفين اقترح صليبا اقامة نواة علمية وعملية لبداية حوار مسيحي امامي يجب مع الوقت متابعة هذا الموضوع ، فمثلاً يدعى شخصيات مسيحية لحضور مثل هكذا مهرجانات كما دعي في هذه السنة والتي قبلها وغيرها لاجل ان نبدأ بتفعيل اللقاء بين الفريقين من شأنه بالفعل ان يخطو خطوات اخرى جديدة . 

 

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=18855
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 6