قدم الاستاذ شاكر يوسف في كتابه لعلهم يتذكرون ستة ادلة على وجود الخالق ثلاثة ادلة اعتبرها قديمة تقليدية مثل دليل الحدوث وهو من اشهر الادلة العقلية التي اقامها علماء الكلام في اثبات وجود الله سبحانه ودليل الاتقان ويسمى بدليل الاحكام او النظم ودليل الفطرة والعهد اما الادلة الحديثة الاخرى نماذج حديثة لأدلة وجود الله سبحانه وتعالى
الدليل الأخلاقي
يعد الدليل الأخلاقي من الأدلة الحديثة على وجود الله تعالى، ويُنسب عادة إلى الفيلسوف الأماني كانط، ومعنى الدليل الأخلاقي: أن وجود الأخلاق فينا أثر من كمال الله تعالى الذي صاغ قلب الإنسان صياغة أخلاقية، مثل حبنا للخير وبغضنا للكذب، واختيار الإنسان للأخلاق الفاضلة لا يمكن إلا أن يكون بسبب القوة الغيبية التي أوجدته. وقد ذكر القرآن الكريم هذا الدليل بقوله تعالى : (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخبائث) فتشير الآية إلى أنّ صدق دعوة النبي صلى الله عليه وسلم يظهر من الأخلاقيات التي جاء بها، والتي لا تكون إلا من الله ذي الكمال المطلق. ،والبرهان الاخلاقي لوجود الله سبحانه بحسب التصور الكانطي اقيم على وفق ما تقتضيه العدالة لان الانسان الخير يجب ان يكافئ والانسان الشرير يجب ان يعاقب وهذا لن يحدث الا في ظل وجود كائن اسمى يحاسب كل انسان على فعله فوجود اليوم الاخر يقتضي وجود الله
&&
(برهان باسكال )او بالأحرى رهان باسكال للفيلسوف الفرنسي بليز باسكال وهي تقوم على الموازنة بين النتائج المترتبة على الايمان وتلك المترتبة على عدم الايمان فيقول باسكال اما ان الله موجود او غير موجود ولا يملك العقل وحده ان يحسم هذا الامر وما دام الاختيار هنا لابد منه فلننظر اليه على انه رهان فاذا ما راهنت على ان الله موجود وسلكته في حياتك وفقا لذلك ثم ربحت الرهان فقد ربحت نعيما ابديا اما ان خسرت فانك لن تخسر شيئا ابدا وهو كما ترى ليس برهانا بل هو تحديد لما ينبغي على الانسان فعله والالتزام به بناء على توظيف الرياضيات وحجته ان الانسان المؤمن بوجود الله يربح اكثر من الانسان الذي لا يؤمن بالله تعالى اذا فعل الانسان ان يتصرف كمؤمن بالله فمن يربح مرتين افضل مما يربح مرة واحدة او من يربح مرة في الدنيا ومرة في الاخرة افضل من يربح مرة واحدة في الدنيا
&&&
( برهان الثوابت الكونية)
اظهرت دراسات نشأة الكون وما يحويه من مظاهر معقدة كالكائنات الحية ان شروط الاولية اي القوانين والثوابت الفيزيائية التي وجدت مع نشاة الكون تتطلب دقة فائقة جدا في وضعها وضبطها وان اي خلل ولو كان طفيفا في تلك القوانين والثوابت فانه سيؤدي اما الى عدم نشوء الكون بالكلية او الى نشوءه نشأة لا تسمح بظهور الحياة فيه ، فمثلا لو كان سرعة الاتساع الكوني في الثانية الاولى بعد الانفجار ابطأ من قيمتها بمقدار جزء مليار مليار جزء لأنهار الكون على نفسه بسبب قوة الجاذبية ولم يظهر الى الوجود، ولو كان اسرع قليلا لتناثرت مادة الكون وتشتت كذلك نجد ان عدد الالكترونات والبروتونات في الدقائق الاولى من الانفجار العظيم مضبوط بدقة كبيرة جدا بحيث لو زاد او نقص لما نشأت مادة الكون ايضا درجة حرارة الكون مضبوطة بدقة كبيرة في اللحظات الاولى للانفجار حتى تضمن تشكيل اهم عنصرين في هذا الكون وهما الهيليوم والهيدروجين كذلك هناك ما يسمى بالثوابت الكونية مثل ثابت الجاذبية ،ثابت بلانك سرعة الضوء كتلة الالكترون وغيرها نجد انها ذات قيم محددة جدا فمثلا يقول الفيزيائي النظري الاسترالي بروندون كارتر انه لو تغير ثابت الجاذبية بمقدار واحد على عشرة ديدو سيلون 1 ديدو سيلون امامه 39 صفرا لما كانت الشمس موجودة ولما اصبحت الحياة على الارض ممكنة نجد في هذه التأملات الكونية للأستاذ شاكر اليوسف مجموعة افكار تأملية في جوانب شتى من الخلق والابداع جاءت على شكل بطاقات فكرية في خلقة الانسان ونشاته واطواره وفي بعض ما يدور حوله من احياء ونظام كوني دقيق استعرض فيها ابداع المصمم بالمخلوقات وتفطن الى بعض عجائب التدبير الربوي في طريقة انشائها ونظمها وتقنيتها ذكرها في مجموعة نقاط مبوبة تذكيرا بألاء المنعم سبحانه وتعالى وتعزيزا لضعف الراي السخيف القائل بنظام الصدفة وابطال للمنهج المائل الذي يتحدث فيه اصحابه عن فكره التطور والارتقاء في نشوء الانسان والاحياء ليتوصلوا بذلك الى عقيدة الجحود وانكار الصانع الحكيم فهناك اشارة مهمة بأن اول من سلك هذا النهج وخط هذه الخطة في التأليف هو الامام جعفر الصادق عليه السلام حفظ لنا التراث كتاب توحيد المفضل كتاب فكر ،كتبها بنفسه الى المفضل الا ان توحيد المفضل هو من املاء الامام على المفضل في اثبات وجود الله يتكون الكتاب من اربعة اجزاء كل جزء يشكل مجلس من مجالس الكاتب مع الامام جعفر الصادق المجلس الاول تحدث فيه الامام عن انكار بعض الجهل لوجود الله سبحانه وتعالى لجهله بأسرار خلقته وحكمة خلق العالم وخلق الانسان واعباء الجسم كجهاز الهضم والحواس الخمسة ويستدل بذلك على حكمة خالقها وقدرته وعلمه
المجلس الثاني تحدث فيه عن عجائب عالم الحيوانات
المجلس الثالث ..تحدث فيه عن عجائب الكون والسماوات والارض تدوير الفصول والازمنة
المجلس الرابع.. تحدث فيه عن الآفات التي تصيب الناس والموت والثناء يقول الامام لقد شرحت لك يا مفضل من الادلة على الخلق والشواهد على صواب التدبير والعمل في الانسان والحيوان والنبات والشجر وغير ذلك ما فيه عبرة لمن اعتبر وانا اشرح لك الان الاوقات الحادثة في بعض الازمان التي اتخذها اناس من الجهاد ذريعة الى جحود الخلق والخالق والعمد والتدبير وما انكرت المعطلة والمنائية من المكاره والمصائب وما انكروه من الموت والفناء وما قاله واصحاب الطبائع ومن زعم ان كون الاشياء بالعرض والاتفاق ليتسع ذلك القول في الرد عليهم قاتلهم الله انى يؤفكون
|