• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الاحتفاء المعرفي برؤية مؤتمر أسبوع الإمامة .
                          • الكاتب : افياء الحسيني .

الاحتفاء المعرفي برؤية مؤتمر أسبوع الإمامة

تتسع دراسة الأئمة من المعصومين عليهم السلام لتشمل كافة أنواع الخطاب الإنساني، ولها وجود في جميع المؤتمرات التي تقدمها العتبة العباسية المقدسة الساعية للاحتفاء المعرفي بالأئمة المعصومين عليهم السلام وخاصة في المجال البحثي بإطار أكاديمي.
كانت كلمة سماحة السيد أحمد الصافي عبارة عن قراءة شاملة في تحليل ماهية المؤتمر وأهدافه وعرض الجوانب الفكرية والجمالية لجوهر الواقع التاريخي والفكر المستمد من منابعه المصدرية (القران الكريم، والحديث الشريف، وتاريخ أئمة أهل البيت عليهم السلام)، للتعريف بخصوبة الأثر المعنوي لهذا المؤتمر الذي حرص على تقديم البحوث المعرفية المتخصصة في منهجية مؤتمر أسبوع الإمامة عليهم السلام، بدءا من مركز الإمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام وانتهاء بالإمام المهدي سلام الله عليه.
 الاستعانة بعد الله بمخزون تراثي كبير يمتد إلى أكثر من قرنين ونصف وهو من حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى غيبة الإمام المهدي سلام الله عليه، تراث حاصل بالإمكانات القرائية التي تملكها تلك القرون، بما تحمل من معطيات عملية، وتعد نموذجا حيا لإثراء النصوص البحثية، تراث ضخم تتجلى كثير من معانيه على مستوى الفقه والرجال والتفسير والكلام وبعض البحوث التي تتعلق بأمور علمية كالطب والكيمياء وعلم الحساب وعلم الفلك وغيرها من العلوم.
 يعول المؤتمر على استنطاق هذا التراث الكريم، والنصوص بحمد لله تعالى حامله للفكر الفعال، يمكن أن تضيف إلى رصيدنا المعرفي عدة محاور مهمة منها ما يخص المؤتمر، ومنها ما يخص الواقع التاريخي، خصص للزهراء عليها السلام مؤتمر "روح النبوة" ويبحث عن مرتكز مهم هو استنطاق الأقلام النسوية، وقدمت بحوث جادة سلطت الأضواء على الوجود الفاطمي المقدس ودلالات حضورها التاريخي والأثر المعنوي للمجتمع النسوي عبر التاريخ، وخصص مهرجان أخر هو مهرجان "ربيع الرسالة" للاحتفاء بالمولد النبوي الشريف احتفاء فكريا، يجعلنا أمام مهمة الاحتفاء بالإمامة مصدر التشريع عندنا وفق مدرسة أهل البيت عليهم السلام، رؤى سلطت الضوء على الدلالات المهمة لمعرفة جوهر الحدث التاريخي لعيد الغدير الأغر ولوقوف على أثر التنصيب الإلهي لمقام الوصي أمير المؤمنين عليه السلام، ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ سورة المائدة 67، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان مبلغا على طول الخط، اليوم المبارك يمثل الأمرة لأمير المؤمنين عليه السلام
قراءة تحليلية تسبر أغوار المعنى عبر دلالات التنصيب الإلهي لأمير المؤمنين عليه السلام، وأغلب تلك الرؤى والدراسات والبحوث حول منزلة أمير المؤمنين سلام الله عليه، وترسيخ المفهوم الولائي عبر مساعي النبي صلى الله عليه وسلم لاستثمار جميع الأوقات للإشارة إلى علي عليه السلام.
 التحليل الفكري لأثبات هذه المنزلة تبدأ من الموروث المقدس نفسه، لنصل إلى أنه سعي مهم لتعميق الأفكار وتوسيع مجال الشواهد، ليعد مكتسبا معرفيا ينفتح على الطاقات الفكرية.
 كل إمام يقول حدثني أبي عن جدي إلى أن تصل السلسلة إلى النبي صلى الله عليه وآل وسلم، وأمير المؤمنين عليه السلام يقول علمني النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا هو المركز المهم في حياه أمير المؤمنين عليه السلام.
بحث سماحة السيد أحمد الصافي في المعنى المتمركز في حديث المنزلة ليصل إلى عملية الإدراك الذهني لقيمة محورية في إيصال الأفكار، هو من الأحاديث المشهورة لكن هناك اختلافات بالقراءات.
لماذا هذه المقارنة مع موسى وهارون! عندنا أنبياء أيضا تعاصرا معا، كالنبي يعقوب مع النبي يوسف عليهما السلام، والنبي إبراهيم مع النبي لوط عليهما السلام، وعيسى ويحيى، أ ليس من الممكن أن ينص الحديث أنت مني بمنزلة يوسف من يعقوب مثلا لكن لا نبي بعدي.
كلف الله تعالى النبي موسى عليه السلام لمواجهة فرعون فقال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ طه ،42 فطلب موسى بإكمال التجهيز الروحي والمعنوي للمواجهة قوله تعالى: ﴿اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا﴾
الوزير مشخص ﴿هَارُونَ أَخِي﴾ ومهمة هارون الإلهية حسب طلب النبي موسى عليه السلام ﴿قَالَ لقَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا َٰمُوسَىٰ﴾ طه – 36، أي هذا الذي تريده تحقق، أن يشرح صدرك ويفقه قولك، وأعطيت هارون عليه السلام، والسؤال هارون؟
قال أشدد به ازري وأشركه في أمري، النبوة نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يشترك فيها أمير المؤمنين عليه السلام، هو ليس رسولا ولا نبيا أما المقام فهو مقام هارون من موسى يشد الأزر بأمير المؤمنين عليه السلام، لذلك يقول الإمام علي عليه السلام (إن رسول صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من العلم) هذه الطريقة لن تؤتى لغيره، والمقام الأكبر هو لمقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
 في هذا المحور حقق سماحة السيد أحمد الصافي محصلة الارتباط بين العلاقتين ثم يذهب إلى حضور معنوي آخر في سورة التحريم، تتحدث الآية عن واقعة بعض زوجات النبي صلى الله عليه وآله في قوله تعالى ﴿إنْ تَتُوبا إلى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وإنْ تَظّاهَرا عَلَيْهِ فَإنَّ اللَّهَ هو مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ المُؤْمِنِينَ والمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾ التحريم4  
أولا... الله مولاه جل علاه 
ثانيا... جبرائيل أيضا، وهذا السعي ملك هو من سادات الملائكة ثم يحشر بالأثناء شيء ملفت للنظر
ثالثا... صالح المؤمنين وبعد ذلك
رابعا... الملائكة بعد ذلك ظهيرا
عند قراءة (صالح المؤمنين) سندرك الشأن العظيم الذي جعله الله سبحانه وتعالى من المدافعين عن النبي صاحب المقام الشامخ قال الإمام محمد الباقر عليه السلام (صالح المؤمنين هو علي عليه السلام)، أمير المؤمنين ليس شخصا عاديا فهو بمقام هارون النبي ومقام (صالح المؤمنين) وهذا يعني أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن غريبا عن الرسالة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
 قدم سماحة السيد أحمد الصافي تقييما مهما لبحوث المؤتمر الأول التي تميزت بالأهمية، وقال أن بعضها كانت أفكارا إبكارا.
 وطالب بترك مجال للتعقيب والمداخلات التي هي زبدة المخاض من البحث وبيت القصيد.
 حملت الكلمة الترحيبية الكثير من المضامين الساعية لترسيخ تاريخ أهل البيت عليهم السلام والاستفادة من الركائز العلمية والبرامج الثقافية ومنهج الإشعاع الفكري والتربوي في مدرسة أهل البيت عليهم السلام.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=200471
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 1