على الرغم من تصريحات وخطب حكومة الجولاني وكافة التنظيمات الارهابية في سوريا ؛ الداعية الى مقاطعة العراق والشيعة بل والمطالبة بقتلهم والهجوم عليهم في عقر دارهم وتدمير كربلاء المقدسة وغيرها ؛ من الجرائم الطائفية الشنيعة والدعوات التكفيرية الخطيرة والتي تمثلت بالخطاب الاعلامي العام لحكومة الجولاني والفصائل الارهابية المسلحة والاجراءات المتشددة والمعادية ؛ حيث فرضت حكومة الجولاني على المسافرين العراقيين رسوم مجحفة بلغت 250 دولار عن الشخص الواحد بما فيهم الاطفال والرضع , فضلا عن الاهانات والمضايقات التي تعرض لها المسافرون العراقيون في مطار دمشق وسوريا على يد عناصر حكومة الجولاني الحاقدة .
في الوقت الذي يفتح الجولاني حدود سوريا امام الاتراك والعرب والاجانب والصهاينة يغلقها بوجه العراقيين والشيعة الذين يقصدون زيارة العتبات الدينية المقدسة , بينما يقف العراق مكتوف الايدي امام هذه التجاوزات والتصريحات المسيئة وكأن الامر لا يعنيه ؛ ولا يقوم بغلق الحدود مع سوريا ؛ خشية ان يتسرب الأرهاب مجددا إلى البلاد , على الرغم من خطورة الاوضاع الراهنة ...!!
وليت الامر توقف عند هذا الحد , فقد سمح العراق والى هذه اللحظة بدخول الاف السوريين الى العراق ؛ واغلب هؤلاء جاءوا من مناطق طائفية وتكفيرية وتخرجوا من مدارس وبيئات دينية متعصبة ومعادية للعراق والاغلبية العراقية والشيعة , والكثير منهم دخل العراق بطرق غير قانونية لمزاحمة الشباب العراقي في العمل ؛ وقد اخذوا مكان العراقيين في الاعمال والوظائف , واستقروا في المدن الشيعية والسنية على حد سواء , والكثير من هؤلاء مارسوا انشطة اجرامية وارهابية مشبوهة في العراق ؛ وقد القت الاجهزة الامنية القبض على بعضهم وهم متلبسون بالجرائم ؛ فالبعض منهم كان يرفع راية داعش , بينما يغرد البعض الاخر بتصريحات ضد العراق والتجربة الديمقراطية , حتى وصل الامر ببعضهم بالتهجم على الشيعة وتوعد كربلاء المقدسة بالغزو ومن داخل كربلاء نفسها ( يا خميني بكرة تشوف صرنا نحجي على المكشوف جاينك على كربلاء جاينك على كربلاء ) ...!!
وهم الان في العراق اشبه بحصان طروادة ؛ اذ تسللوا الى البيوت والمطاعم والمؤسسات والمنظمات الاهلية ومقرات الاحزاب السياسية والمدن الدينية والدوائر الحكومية والاماكن الحساسة في الدولة , ولا زالوا مرتبطين بالداخل السوري الملغوم بالطائفية والمشحون بالدعوات التكفيرية , ويتربصون بالعراق الدوائر , وهم الان ينتظرون ساعة الصفر للانطلاق واشاعة الفوضى والدمار والخراب والاضطرابات , واحداث البلبلة والقلاقل , وتهديد السلم الاهلي والامن المجتمعي .
ومع كل تلك المخاطر والتحذيرات الامنية يغط الساسة والمسؤولون الامنيون في نوم عميق ؛ ويغضون الطرف عن العمالة والتواجد السوري الكبير في العراق ؛ وكالعادة السبب في ذلك انعدام الوعي والتسيب واللامبالاة واستشراء الفساد في كافة مفاصل الدولة .
|