التغلغل السوري في العراق ومخاطره على الامن الوطني والسلم الاهلي
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد

على الرغم من تصريحات وخطب حكومة الجولاني وكافة التنظيمات الارهابية في سوريا ؛ الداعية الى مقاطعة العراق والشيعة بل والمطالبة بقتلهم والهجوم عليهم في عقر دارهم وتدمير كربلاء المقدسة وغيرها ؛ من الجرائم الطائفية الشنيعة والدعوات التكفيرية الخطيرة والتي تمثلت بالخطاب الاعلامي العام لحكومة الجولاني والفصائل الارهابية المسلحة والاجراءات المتشددة والمعادية ؛ حيث فرضت حكومة الجولاني على المسافرين العراقيين رسوم مجحفة بلغت 250 دولار عن الشخص الواحد بما فيهم الاطفال والرضع , فضلا عن الاهانات والمضايقات التي تعرض لها المسافرون العراقيون في مطار دمشق وسوريا على يد عناصر حكومة الجولاني الحاقدة .
في الوقت الذي يفتح الجولاني حدود سوريا امام الاتراك والعرب والاجانب والصهاينة يغلقها بوجه العراقيين والشيعة الذين يقصدون زيارة العتبات الدينية المقدسة , بينما يقف العراق مكتوف الايدي امام هذه التجاوزات والتصريحات المسيئة وكأن الامر لا يعنيه ؛ ولا يقوم بغلق الحدود مع سوريا ؛ خشية ان يتسرب الأرهاب مجددا إلى البلاد , على الرغم من خطورة الاوضاع الراهنة ...!!
وليت الامر توقف عند هذا الحد , فقد سمح العراق والى هذه اللحظة بدخول الاف السوريين الى العراق ؛ واغلب هؤلاء جاءوا من مناطق طائفية وتكفيرية وتخرجوا من مدارس وبيئات دينية متعصبة ومعادية للعراق والاغلبية العراقية والشيعة , والكثير منهم دخل العراق بطرق غير قانونية لمزاحمة الشباب العراقي في العمل ؛ وقد اخذوا مكان العراقيين في الاعمال والوظائف , واستقروا في المدن الشيعية والسنية على حد سواء , والكثير من هؤلاء مارسوا انشطة اجرامية وارهابية مشبوهة في العراق ؛ وقد القت الاجهزة الامنية القبض على بعضهم وهم متلبسون بالجرائم ؛ فالبعض منهم كان يرفع راية داعش , بينما يغرد البعض الاخر بتصريحات ضد العراق والتجربة الديمقراطية , حتى وصل الامر ببعضهم بالتهجم على الشيعة وتوعد كربلاء المقدسة بالغزو ومن داخل كربلاء نفسها ( يا خميني بكرة تشوف صرنا نحجي على المكشوف جاينك على كربلاء جاينك على كربلاء ) ...!!
وهم الان في العراق اشبه بحصان طروادة ؛ اذ تسللوا الى البيوت والمطاعم والمؤسسات والمنظمات الاهلية ومقرات الاحزاب السياسية والمدن الدينية والدوائر الحكومية والاماكن الحساسة في الدولة , ولا زالوا مرتبطين بالداخل السوري الملغوم بالطائفية والمشحون بالدعوات التكفيرية , ويتربصون بالعراق الدوائر , وهم الان ينتظرون ساعة الصفر للانطلاق واشاعة الفوضى والدمار والخراب والاضطرابات , واحداث البلبلة والقلاقل , وتهديد السلم الاهلي والامن المجتمعي .
ومع كل تلك المخاطر والتحذيرات الامنية يغط الساسة والمسؤولون الامنيون في نوم عميق ؛ ويغضون الطرف عن العمالة والتواجد السوري الكبير في العراق ؛ وكالعادة السبب في ذلك انعدام الوعي والتسيب واللامبالاة واستشراء الفساد في كافة مفاصل الدولة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat