قصيدة عن تعانق الربيع مع شهر رمضان للشاعر العراقي الدكتور عبد المجيد فرج الله
أَبهَجَ القلبَ بالزهورِ الربيعُ * فإذا القلبُ مُبصِرٌ وسميعُ
إنّهُ الحُسْنُ والرَواءُ تجلّى * في لسانَيْهِما النداءُ الوديعُ
وتأمّلتُ في الربيعِ ربيعاً * هو أجلى .. وللمحبِ شفيعُ
إنهُ الحبُّ في المَساءاتِ يُتلى * إنه الشوقُ والترقّي البديعُ
هو قرآنُ خالقي وحبيبي * وبه ذابَ خافقٌ وضلوعُ
إنّ ربّي يُكلّمُ القلبَ هَمْساً * وأنا الهائمُ الحزينُ المَروعُ
كلِماتُ الإلهِ تنسابُ خُلداً * أَبَديّاً لا يعتريهِ الرجوعُ
والزمانُ الزمانُ قَبْلاً وبَعْدَاً * هُوَ يلتمُّ حاضِراً ، فيشيعُ
وتأمّلتُ ... إنَّ قرآنَ ربّي * هو لا شَكَّ للقلوبِ ربيعُ
ولِهذا الربيعِ أيضاً ربيعٌ * رَمَضانُ الحبيبُ ، نِعْمَ الربيعُ
********************
يا ربيعَ الربيعِ ، يا شهرَ ربّي ؛ * هاكَ نبضي ، بِكَ الوجيبُ يَضوعُ
طَهّـِـرِ النبضَ ، واحتضنْهُ ائتلاقاً * وازرَعِ الماءَ ، إنّكَ اليَنبوعُ
فيكَ أُدعى ضَيفاً بِقُربِ حبيبي * يتلاشى تَعَطُّشي والجُوعُ
إنها روعةُ اللقاءِ ، وفيها * يهمسُ اللهُ : إنني لَسميعُ
فاطْلُبَنْ ما تشاءُ ، إنّك ضيفي * صُمْتَ لي مُخلِصاً ، وطابَ الخشوعُ
و جلالي لأُنْعِمَنَّكَ عيناً * أنتَ عندي ، وعزّتي ، لا تَضيعُ
فانْهَلِ النورَ قَدْرَ ما أنتَ صافٍ * وخُذِ البهجةَ التي تستطيعُ
إنني اللهُ .. أنتَ عبدي ، مُحبّي * وأنا الخالقُ البصيرُ السميعُ
************
هذهِ قصةُ الوجودِ .. وإنّا * نحنُ أبطالُها .. فكيفَ نضيعُ ؟!
|