ها هو الحسين ابن علي تنهض الأرض له .
جسده مبرج بالسهام.
يكاد لا يُرى شيئا منه سوى .مجموعة كبيرة من السهام .
هؤلاء الاشقياء يقتربون منه ،
لقد سلبوه كل ما يملك .
درعه .
سيفه .
عمامته الشريفة .
حتى خاتمة ،
لم يبق على جسده سوى ثوب قديم بالي ،لا يهتم به أحد .
ولكن ماذا يصنع هؤلاء .
لقد تخطوا كل الحدود
هاهم يحاولون سلبه لباسه القديم المتهالك .
لكنه قديم وقد تمزق من جراء السهام التي اخترقته .
ماذا يحصل ؟
لقد نشب صراع بين اللباس والوحش الذي يحاول سلبه من على جسد الحسين ،
أراه يصارعه بكل قوة .
أن اللباس يصارع وهو متمسك بالجسد الطاهر
لا يريد تركه .
اقسم بأني سمعت صراخه
تقربت منه وانا استمع لما يقوله .
كان يقول :
اتركوني لا اريد أن اترك الجسد الطاهر .
اتركوني دعوني اتبرك بهذه الدماء الزكية .
وكأنه عرف بقدومي نظر لي نظرة وقال .
مابكِ لم انت واقفه تتفرجين افعلي شيئا .
ماذا افعل قلت وكلماتي ترتجف .
لا اعلم لكن لا تقفي وانتِ تتفرجين علي وانا اسلب من بين جسد الحسين .
ارجوكِ لا اريد تركه .
تقربت منهم وانا أرى الحقد في أعينهم .لقد كانوا أشد كرها له من اي شيء في الوجود .
ويل قلبي على جسدك ياسيدي .
اعرف ان روحك الطاهرة الان مع جدك وامك وأبيك عليهم السلام.
لكن جسدك قد تقطع هذا الجسد الذي حمل روحك كل هذه السنين .
حاولت أن أمنعهم من سلب ذالك الثوب .
لكن عبثا افعل، يبدو انك وحدك تراني ايها الثوب القديم .
حمل الرجل الثوب بين يديه وكأنه يحمل كنزا ،
وضعه في حقيبة فوق فرسه .
صرت انظر له وهو يتدلى من الحقيبة وكان ينظر إلى الجسد الذي تشرف بملامسته .
راح كم الثوب يلوح وكأنه يودع جسد الحسين.
مسكين هذا الثوب الذي لم تكمل سعادته فوق جسد الحسين بن علي.
|