• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح39 سورة آل عمران .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح39 سورة آل عمران

بسم الله الرحمن الرحيم 

 
إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{62}
الاية الكريمة تؤكد ثلاثة حقائق : 
1- (  إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ ) . 
2- (  وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ اللّهُ ) . 
3- (  وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .     
 
فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ{63}
تخبر الاية الكريمة الرسول الكريم (ص) , ان لم يؤمنوا ويسلموا بما جئت به , فأمرهم الى الله تعالى , هو وحده العالم بشأنهم . 
الملفت للنظر في الاية الكريمة , انها اختتمت بوصف المنصرفين عن الحق  (  بِالْمُفْسِدِينَ ) , وهذا قد يحتمل عدة مضامين , نذكر منها : 
1- ليس بالضرورة , كل من لم يؤمن بالرسول الكريم محمد (ص) , ان يكون مفسدا , فلابد للاية الكريمة ان تقصد فئة معينة , فئة لم تؤمن , ولم تكف عن ايذاء الرسول (ص) , و معاداة الاسلام . 
2- قد يكون في منظور الاية الكريمة , ان كل من لم يؤمن بالحق , هو مفسد بطبيعة الحال .  
   
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{64}
الاية الكريمة توجه دعوة مفتوحة الى اهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) , موضوع الدعوة : 
1- (  تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ) : ويتم من خلالها مناقشة عدة محاور : 
أ‌) (  أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ ) . 
ب‌) (  وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ) . 
ت‌) (  وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ) .    
2- (  فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) : أن رفضوا واعترضوا واختلفوا , فاطلب منهم ( يا محمد ) ان يشهدوا لكم بالاسلام , وانكم تعبدون ربا واحد لا شريك له .             
 
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{65}
يدعي اليهود ان ابراهيم (ع) كان يهوديا , وادعى النصارى انه (ع) كان نصرانيا , حيث يعتبر ابراهيم (ع) الجد المشترك بين اليهود والنصارى والعرب ,  فتوجه الاية الكريمة لهم الخطاب , وتخبرهم انه (ع) عاش وتوفي قبل نزول التوراة والانجيل بفترة طويلة .  
الملفت للنظر , ان الاية الكريمة اختتمت بسؤال تعجب موجه لهم (  أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) ؟ , يروي قراء القران الكريم انه يستحب لقارئ القران والمستمع اليه ان يجيب على مثل هذه التساؤلات التي تضمنتها الايات الكريمة  بما يناسب  .    
 
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{66}
توجه الاية الكريمة خطابها لاهل الكتاب , وتخبرهم انهم جادلوا (  فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ ) , من امر موسى وعيسى , وايضا من امر خاتم الرسل والانبياء محمد (ص) , فكان امره والبشارة به مسطورا في التوراة والانجيل , فما الداعي من المجادلة (  فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ ) , من امر ابراهيم (ع) . 
     
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{67}
تبرئ الاية الكريمة ابراهيم الخليل (ع) من اليهودية والنصرانية , وتثبت انه كان حنيفا مسلما , ولم يكن من المشركين ابدا . 
الملفت لنظر المتأمل , ان الاية الكريمة بعد ان برأت ابراهيم (ع) , اختتمت بــ (  وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) , يؤكد ذلك ان اليهود والنصارى قد وقعوا في الشرك , لذا فأنه (ع) ليس منهم ! . 
     
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ{68}
تبين الاية الكريمة احق الناس بإبراهيم (ع) , فتذكرهم : 
1- (  لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ) .
2- (  وَهَـذَا النَّبِيُّ ) : محمد (ص) . 
3- (  وَالَّذِينَ آمَنُواْ ) .         
يلاحظ المتأمل , ان الاية اختتمت بــ (  وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) ! .   
 
وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ{69}
تذكر الاية الكريمة ان طائفة من اهل الكتاب كانت تود ان تحرف المسلمين عن دينهم , ولم تذكر اسم تلك الطائفة , فتبين من اسباب نزول الاية الكريمة , ان مجموعة من اليهود دعوا معاذ و حذيفة وعمار , وعرضوا عليهم اتباع ملتهم , وترك الاسلام . 
الملفت للنظر , ان الاية الكريم اختتمت بوصف تلك الطائفة (  وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ) , الأدهى والانكى انهم (  وَمَا يَشْعُرُونَ ) ! .
 
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ{70}
تخاطب الاية الكريمة اهل الكتاب ( اليهود والنصارى ) بشكل مباشر , وتوجه لهم سؤالا (  لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ) ؟ , وتخبر عن انهم يعلمون بأمر النبي الموعود , نبي اخر الزمان , ويعلمون نعته وصفته وكل ما يتعلق به من تفاصيل , والا فما الداعي من توجيه السؤال اليهم ! . 
 
 
 
 
 
 
 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : حيدر الحدراوي ، في 2012/08/02 .

استاذي القدير الخباز
رمضان كريم وصيام مقبول
يسعدني ويسرني تواجدكم .. وفي امس الحاجة لدعائكم

• (2) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2012/08/02 .

اينما تذهب يا حيدر الحدراوي انت مبدع ورائع مودتي ودعائي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=20123
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28