• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح71 سورة المائدة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح71 سورة المائدة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{33}
تضع الاية الكريمة جملة من العقوبات لفئتين : 
1- (  إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) : لمن حارب الله تعالى ورسوله . واعتدى على الاحكام الربانية بأي شكل من الاشكال . 
2- (  وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً ) : لذلك الكثير من الموارد منها ( القتل - قطع الطريق – سلب الاموال ... الخ ) .      
اما العقوبات فأربع : 
1- (  أَن يُقَتَّلُواْ ) : جزاءا لمن قتل . 
2- (  أَوْ يُصَلَّبُواْ ) : الصلب لمن قتل وسلب مالا .
3- (  أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ ) : لمن سلب مالا ولم يقتل احدا , على ان يكون قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى .
4- (  أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ) : اما النفي فلمن اخاف واثار الرعب في الغير .         
( تفسير الجلالين للسيوطي ) . 
 
إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{34}
تستثني الاية الكريمة من تاب , بشرط ان تكون توبته (  مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ ) , فلو ندم احدهم قبل ان يلقى القبض عليه , واعترته الندامة على افعاله , فلا بأس بذلك , ويرى الفقهاء ان حقوق الناس المترتبة عليه لا تسقط عنه , فيتوجب عليه اعادة الحقوق لاصحابها . 
يلاحظ المتأمل امرا غريبا , جاء في ختام الاية الكريمة , (  فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , من البديهي ان يكون المؤمن على علم تام غير قابل للريب او الشك بذلك ,  فما الداعي لهذا النوع من الخطاب , وبهذه الكيفية ؟ , يدلي المتأمل بدلوه فيرى : 
1- ان المسلمين كانوا حديثي عهد بالاسلام , ولا زال الكثير منهم لم يدخل الاسلام في اعماق قلبه , فيكون الخطاب موجها الى اعماق القلوب . 
2- ان تكون هناك فئة معينة بين المسلمين , هي المعنية بالخطاب , فيكون بمعنى التوبيخ لهم . 
3- انشغال المسلمين في امورهم , وتكالب الاعداء عليهم من جميع الجهات , جعلهم في نوع من انواع الغفلة , فيكون الخطاب بنحو التنبيه . 
4- انتصارات المسلمين في العديد من الميادين , جعلهم في حالة من الحبور , والبعض منهم في حالة الغرور , فيكون الخطاب على نحو ايقاظ النائم من نومته .           
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 33 – 34 ) , انهما نزلتا في امر العرنيين عندما قدموا المدينة , وهم مرضى , فأذن لهم الرسول الكريم محمد (ص واله) ان يخرجوا الى الابل فيشربوا من ابوالها والبانها , فلما تماثلوا للشفاء , قتلوا الراعي الذي وكله النبي (ص واله ) , واستاقوا الابل , وارتدوا عن الاسلام , مما تجدر له الاشارة , هو ان الابل كانت من اموال الزكاة , فامر النبي الكريم محمد (ص واله) ان يلقى القبض عليهم , والقصاص منهم بمثل ما ارتكبوا من جرم . ( تفسير الجلالين/للسيوطي , مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) .   
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{35}
يأمر الخطاب الالهي المؤمنين بثلاثة امور : 
1- (  اتَّقُواْ اللّهَ ) : يركز ويكثف القران الكريم من خلال خطاباته المباشرة للمؤمنين على تقوى الله تعالى , بشكل ملفت للنظر , كما يقول المثل الشائع ( اذا عرف السبب , بطل العجب ) , فعندما يدرك المتأمل معنى تقوى الله تعالى , وتبلغ مداركه اهميتها , ويعرف مكانها ومحلها من الايمان , عندئذ لا يستغرب ذلك .     
2- (  وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ ) : امر يلزم المؤمن ان يتقرب الى الله تعالى بما يقربه اليه جل وعلا , وقد يكون ذلك : 
أ‌) عمل صالح . 
ب‌) طاعته جل وعلا . 
ت‌) وليا من اولياء الله تعالى . 
ث‌) مكانا جغرافيا مقدس .
3- (  وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ ) : الجهاد بكل انواعه , جهاد العدو الخارجي , وكذلك جهاد العدو الداخلي ( النفس ) .         
يلتفت المتأمل الى ختام الاية الكريمة بــ (  لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) , في الواقع ان من اهم مستلزمات الفلاح , هو ما ذكرته الاية الكريمة ( التقوى – الوسيلة – الجهاد ) , لكن (  لَعَلَّكُمْ ) تثير حفيظة المتأمل , فيتساءل , ان التقوى والوسيلة والجهاد هي من ابرز مستلزمات الفلاح ان لم تكن جلها , فما الداعي اذا من اداة الترجي ( لَعَلَّكُمْ ) ؟ , الجواب لدى المختصين ! .        
 
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{36}
تشرح الاية الكريمة حال الكافرين يوم القيامة , ترويه بصورة منسقة وموجزة , الا ان فيها امرا غريبا في ختامها , حيث انها اكدت على وقوع العذاب على الكافرين , اذا فما الداعي لختامها بـ (  وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ؟ , لذلك عدة منحنيات , لعل ابرزها التأكيد على هول العذاب !. 
      
يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{37}
تنقل الاية الكريمة صورة للكافرين وهم في النار , يريدون الخروج منها بأي ثمن كان , وأي وسيلة ,  لكن هيهات ان يخرجوا منها , وليس ذلك فقط , بل (  وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) ! .    
 
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{38}
تضمنت الاية الكريمة حكما الحدود الشرعية , وتبين ان هذا الحكم (  مِّنَ اللّهِ ) , لتختتم بـ (  وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ,  والله تعالى عزيز في ملكه ملكوته , غالب على خلقه , حكيم بما يسن ويشرع ! . 
 
فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{39}
تستثني الاية الكريمة من تاب عن السرقة , واصلح عمله , عندها تطرح عدة مسائل , ماذا عن المسروقين الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم ؟ , وماذا عن حد السرقة هل يسقط عنه ؟ الى غير ذلك , جوابها لدى اصحاب الرأي ! . 
 
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{40}
تخاطب الاية الكريمة النبي الكريم محمد (ص واله) بنوع من انواع الاستفهام , وتخبره بأربعة امور : 
1- (  أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : اثبتت الكثير من الايات الكريمة ملكيته عز وجل لكافة الموجودات , خالقا ومدبرا ووكيلا . 
2- (  يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ) : له عز وجل ان يعذب من يشاء من عباده , طالما وانهم استحقوا العقوبة ( العذاب ) . 
3- (  وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ) : له جل وعلا ان يغفر لمن يشاء لعباده , طالما وانهم استحقوا ذلك بأيمانهم وعملهم . 
4- (  وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) : يثبت النص المبارك قدرته عز وجل على كافة الموجودات , بالنحو الذي يليق به عز وجل , كونه الخالق والواجد والمدبر والوكيل ... الخ .        
الملفت للنظر , ان الاية الكريمة توجه الخطاب بنحو الاستفهام للنبي الكريم (ص واله) , فهل انه (ص واله) بحاجة ليعلم كل ذلك ؟ ! , بالتأكيد ان النبي الكريم محمد (ص واله) ليس بحاجة لذلك , فيما يبدو ان خطابها كان موجه الى الناس كافة وعلى هذا النحو : 
1- المؤمنون : ليزدادوا ايمانا ويقينا ومعرفة . 
2- عامة الناس : ليعلموا ويتعرفوا على الاله الذي ارسل محمد (ص واله) لهم بشيرا ونذيرا .  
 
 
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{41} 
مما يروى في سبب نزول الايتين الكريمتين ( 41 – 42 ) , ان احد وجهاء يهود خيبر كان متزوجا , فأرتكب جريمة الزنا مع امرأة من يهود خيبر , متزوجة ومن عائلة معروفة , فأغتم واحتار اليهود في كيفية تنفيذ حكم التوراة فيهما , وكان الحكم ( الرجم ) , فأخذوا يبحثون عن مخرج شرعي لهذه المشكلة , دفعهم الامر الى الاستعانة بيهود المدينة , الذين رأوا ان يحكموا النبي الكريم محمد (ص واله) في ذلك , فأشار عليهم احبارهم , ان كان حكم النبي محمد ( ص واله) يتطابق مع ما لديهم من التوراة المحرفة , فأقبلوه , وان لم يتطابق , فأحذروه ان تأخذوا به .  
تكشف الاية الكريمة عن حزن اعترى الرسول الكريم (ص واله) , وتذكر اسبابه مع وصية بعدم الحزن : 
1- (  لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ) . 
2- (  مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ) : وهم المنافقون , فيما يبدو ان الرسول (ص واله) كان حزينا لوجودهم بين المسلمين . 
3- (  وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ ) : اليهود .    
ثم وصفت اليهود بصفتين : 
1- (  سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) : ما يسطره الاحبار في : 
أ‌) اكاذيب حول بعثته ( ص واله) . 
ب‌) اكاذيب وتلفيقات حول جريمة الزنا . 
ت‌) تحريفات التوراة .
2- (  سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ) : ومن صفات هؤلاء انهم : 
أ‌) (  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ) : الاحكام والشرائع التي وضعها الله تعالى لهم في التوراة . 
ب‌) (  يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ ) : اي اذا كان حكم النبي الكريم مطابقا لما في هذا , وهو التوراة المحرفة , فخذوه , وان كان غير مطابقا , فأحذروا منه .   
                   
سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{42}
الاية الكريمة تؤكد ان اليهود (  سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ) , وتضيف (  أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ) , وهو ما دفعه الوجيه الزاني , وعائلة المرأة المعروفة للاحبار , من اجل تبديل حكم الرجم وما شابه , ثم تخير الاية الكريمة الرسول الكريم محمد (ص واله) بين قبول الحكم , او الاعراض : 
1- (  فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم ) : في حالة قبوله (ص واله) الحكم , تأمره الاية الكريمة (   وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) . 
2- (  أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ ) : وفي حالة اعراضه (ص واله) , فأن الاية الكريمة تطمئنه (ص واله) (  وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً ) . 
 
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ{43}
تضمنت الاية الكريمة استفهام تعجب , يدل على انهم لم يكونوا يقصدون الحق , بل يقصدون التملص منه , فهم يبحثون عن أي حكما يبعد الرجم عن مستحقي الرجم ( الرجل الوجيه وتلك المرأة ) , والا فأن لديهم التوراة , وفيها حكم الله عز وجل , فلأولى لهم الاخذ به وكفى . 
تطابق حكم النبي الكريم (ص واله) مع حكم التوراة , فحكم (ص واله) بالرجم , فتولوا عنه , كما تولوا عن حكم التوراة التي بين ايديهم ! .    
ما يلفت النظر , ان الاية الكريمة وصفت بمن يتصف بهذه الصفات (   وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ ) ! . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=24495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29