إلى كل الآباء في متسع الكون
حكايا ابي من سنبل النور تسطعُ
حصاداً كأنَّ الماء بالنور يُجمَعُ
وفيضٌ لروحي من وقارك ماثلٌ
كسِفر ملاكٍ كل ما فيه يلمعُ
وميضٌ بقلبٍ وارف الخير بيدرٌ
وزورقُ أبناءٍ كما الموج مشْرَعُ
ينزِّلُ وحياً في خيوطٍ تبارقتْ
يلبي لبابَ المخطئين ويشفعُ
ابي اشرف الرايات منه وروضتي
تحنَّت بلألأءٍ عليه فأرجعُ
سنينَ إلى جودٍ يوازي مسامَهُ
ومن خُلُقِ الآباء نبني ونبدعُ
له طعم ريح مازج الورد تلُّها
وأعلو فأسجدُ في فضاهُ وأركعُ
تلين شفاهي نسمةً لصق كفه
وتحلم بالغفران منه وتطمعُ
شعوب عفاف صوبك فخرك هاجرت
كهامةِ شمسٍ جندُها لك خُشَّعُ
عروق بنيك اليوم تغفو بها قُرىً
وحشدُ منارات تطلُّ وتقبع !
وشاسعة أحلامُ قلبك موطناً
مدائن طهرٍ بالشذا تتقتنع
ومركبةٌ تحنو حنوَّك ممطراً
لأروع مما فيه دوماً تنطَّعوا
كعصف قطافٍ صالت الروح حرةً
لديك وهم بؤساً بجدبٍ تبرقعوا
وتحمل بشرى للجنان كمعطفٍ
فرحماكَ ممن نرتديه ويَنْقَعُ !
هو الألق الفواح يملي على الخطى
مسالكَها من حيث للعشق تهرعُ
ويا واهب الغيم الرضيِّ ممالكاً
خشيتُ بإطرائي لها أتسرًّعُ
القاهرة : 2012 |