• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح90 سورة الانعام .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح90 سورة الانعام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ{101}

نستقرأ الاية الكريمة في عدة مواقف : 

1- (  بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ) : مبدعهما من غير سابق مثال , ويلاحظ قارئ القران الكريم ان كلمة بديع مختصة بالسماوات والارض , وفي اية كريمة اخرى { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ }البقرة117 , اما كلمات ( خالق , خلق , يخلق ... الخ ) تختص بالموجودات ! .  

2- (  أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ) : كيف يكون له ولد سبحانه وتعالى ولم تكن له صاحبة , تأتي كلمة صاحبة بشكل اعم واشمل من كلمة زوجة , مثال ( الامثلة تضرب ولا تقاس ) , يمكن للانسان الانجاب من زوجته , وعندها يكون ذلك شرعيا , ويمكن ان يكون الانجاب بشكل غير شرعي , عن طريق اتصال جنسي مع عشيقة او زميلة او حتى عن طريق الاغتصاب ! .   

3- (  وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ) : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الزمر62

4- (  وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) : لا تخفى عليه جل وعلا خافية .         

 

ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ{102}

نستقرأ الاية الكريمة في عدة موارد : 

1- (  ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ ) : ما تقدم من مواصفات ذكرتها الايات الكريمة السابقة , تؤكد ان لهذا الكون بما فيه رب واحد احد . 

2- (  لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ) : وحده جل وعلا المتفرد بالالوهية . 

3- (  خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) : خلق كل الموجودات . 

4- (  فَاعْبُدُوهُ ) : امر مباشر لعبادته جل شأنه .  

5- (  وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ) :  { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الزمر62    

الاية الكريمة من ايات التهليل , وفيها فضائل وخصائص لعلاج المرضى وقضاء الحوائج وغير ذلك الكثير . ( مكارم الاخلاق ) . 

 

لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{103}

نستقرأ الاية الكريمة في ثلاث مواقف : 

1- (  لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ) : لا تراه العيون ولا تحيط بكنهه العقول . ( مصحف الخيرة / علي عاشور العاملي ) . 

2- (  وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ ) : أي يراها ولا تراه ولا يجوز في غيره أن يدرك البصر ولا يدركه أو يحيط به علما ( تفسير الجلالين / للسيوطي ) .  

3- (  وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) :   اسمان جليلان من اسمائه عز وجل الحسنى , يصطحب فيهما لطفه عز وجل خبرته بشؤون الخلق .    

 

قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ{104}

نستقرأ الاية الكريمة في اربع محطات : 

1- (  قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ ) : حجج وبراهين واضحة الدلالة .

2- (  فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ) : من ادركها ببصيرته سيعود عليه ذلك بالثواب والاجر الجزيل . 

3- (  وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ) : اما من حجبت عنها بصيرته , فلا يلومن الا نفسه . 

4- (  وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ) : الرسول الاكرم محمد (ص واله) ليس رقيبا , انما بشيرا ونذيرا .      

 

وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ{105}

نتوقف في ثلاث مواقف في الاية الكريمة : 

1- (  وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ) : بينا الحجج والبراهين في القران الكريم .  

2- (  وَلِيَقُولُواْ دَرَسْتَ ) : اتهم النبي الكريم محمد (ص واله) بتهم كثيرة , فيشير النص المبارك الى احداها , حيث اتهمه ( ص واله) المشركون بأنه تعلم ودرس الكتب ,  وتدارس ما جاء في القران الكريم مع اهل الكتاب .  

3- (  وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) : يفتح النص المبارك جملة من الاراء ، حول (  لِقَوْمٍ ) , من هم هؤلاء ؟ , يرى اصحاب الرأي انهم ينحصرون في : 

أ‌) عامة من آمن بالرسول الكريم محمد (ص واله) , لكن هذا الرأي قد لا يصمد امام النقد , كون عامة المسلمين لا يندرجون ضمن ختام الاية الكريمة (  يَعْلَمُونَ ) . 

ب‌) ذوات مؤمنة خاصة , ينسب لهم العلم والمعرفة والحكمة , يكونون مصداقا لختام الاية الكريمة (  يَعْلَمُونَ ) ! .

 

اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ{106}

نتأمل الاية الكريمة في ثلاث مقاطع : 

1- (  اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) : امر اول منه جل وعلا لنبيه الكريم محمد (ص واله) , والمعني به كافة الناس.  

2- (  لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ ) : وحده جل وعلا المتفرد بالربوبية . 

3- (  وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) : امر ثان منه جل وعلا لنبيه الكريم محمد (ص واله) , لا تكترث لدعاوي المشركين واباطيلهم .      

ان الامرين الربانيين في الاية الكريمة موجهين لعامة المسلمين , بطريقة ( اياك اعني واسمعي يا جارة ) . 

الاية الكريمة من ايات التهليل , وفيها فضائل وخصائص لعلاج المرضى وقضاء الحوائج وغير ذلك الكثير . ( مكارم الاخلاق ) . 

 

وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ{107}

تستوقفنا الاية الكريمة في ثلاث مواقف : 

1- (  وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ ) : علامة او دلالة على ان الله تعالى لا يجبر احدا على الايمان , بل يترك له حرية الاختيار , فالثواب والعقاب يسقطان عند الجبر , ويثبتان عند حرية الاختيار .   

2- (  وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) : لم يجعل الله تعالى الرسول محمد (ص واله) رقيبا , بل ان وظيفة الرسول حددتها اية كريمة { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً }الفتح8 . 

3- (  وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) : وكذلك لم يخول الله تعالى نبيه الكريم محمد (ص واله) بذلك ايضا ( وكيل ) .      

 

وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{108} 

نستقرأ الاية الكريمة في اربعة مواقف : 

1- (  وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ ) : الابتعاد عن الشتم والسباب , والدعوى الى الله تعالى بالمناهج العقلية السليمة , فعندما يسب مسلما مقدسات لغير مسلمين , يردوا عليه بالمثل , فيسبوا الله جل وعلا جهلا منهم بشأنه وعظمته .

2- (  كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ) : لكل امة عادات وتقاليد , يمارسونها ويتمسكون بها , فيها من الخير والشر , واباطيل واساطير وغير ذلك .  

3- (  ثُمَّ إِلَى رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ ) : الجميع صائر اليه جل وعلا . 

4- (  فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) : ذلك الحين , يخبر وينبأ كل بعمله ( صحيفة اعماله ) .         

 

وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ{109} 

نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 

1- (  وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا ) : ان كفار مكة اغلظوا في ايمانهم , اذا جاءتهم الايات التي اقترحوها ليؤمنن به (ص واله) .

2- (  قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ ) : قل لهم يا محمد (ص واله) ان الايات ينزلها الله تعالى حسب ما تقتضيه مشيئته وحكمته . 

3- (  وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) :  (  يُشْعِرُكُمْ ) = يدريكم , لعل هذه الايات التي اقترحوها اذا جاءتهم لا يؤمنون بها ايضا , عندها يكون الخطر اشد واعظم ! .

 

وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ{110}

نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 

1- (  وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ ) : نحول قلوبهم عن الحق فلا يفهمونه , وابصارهم عنه فلا يبصرونه او يرونه , كما لم يؤمنوا به من قبل (  أَوَّلَ مَرَّةٍ ) . 

2- (  وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) : ونتركهم في ضلالاتهم وتجاوزاتهم , متحيرون متخبطون بما فيه وعليه ! .    




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=27808
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28