• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ارتشفت زبد الحب .. مجموعة شعرية .
                          • الكاتب : د . ماجدة غضبان المشلب .

ارتشفت زبد الحب .. مجموعة شعرية


العطر يعود إلى الوردة
عبدالزهرة زكي

إلى حد ما، بقي الشعر الذي تنتجه المرأة يواجه حالين متضاربين من الإستقبال. وسيكون النقد، بكل أنماطه، معبِّراً بوضوح عن ذلك الإستقبال المتضارب، وذلك حين يعبّر النص النقدي عن تعاطفه أو تبرّمه انطلاقاً من كون النص الشعري نتاج امرأة.

هذه السمة الجنسية الفارقة بقيت تملي تأثيرها الشديد في تاريخ طويل من الكتابة الشعرية التي أنتجتها المرأة في الثقافة العربية والتي بقي العقل النقدي الذكوري يستقبلها متعاطفاً أو متبرماً، ليس انطلاقاً من طبيعة النص، وإنما بالموقف من المرأة، كائناً وشاعرة، ومن فهم الشعر ووظائفه في الحياة العربية. هذا الموقف الذي نظر إلى الشعر من ناحية استخدامه ومبرر الحاجة إليه، بوصفه منجزاً فحولياً، لتنتج عنه توصيفات، من مثل فحول الشعراء وشاعر فحل وحتى الجن ملهمي الشعر، في الثقافة العربية القديمة، هم من الذكور.. وهي توصيفات تسربت إلى تراتبية الشعراء، ليتصدر بموجبها الشاعر الفحل التصنيف الطبقي للشعراء، حيث هو فحل نسبةً إلى سواه من الشعراء الذكور وليس الإناث.. وتلك مفارقة تتضاعف بموجبها فحولة الشاعر، وهو تصنيف جنسي طارد، بحكم التسمية والتوصيف، للنساء الشواعر، ولتكون بالتالي مشاركة المرأة في صنع الشعر مدعاةً للتبرّم والإرتياب.

وفي ضوء هذا الموقف الطارد سيبدو التعاطف الذي يظهره كثير من مستقبلي شعر المرأة شكلاً آخر موارباً في التعبير عن ارتيابه من قدرة المرأة على الإسهام في صنع الشعر. سيكون التعاطف تلبيةً لمتطلبات رفعة الذوق في التعامل مع المرأة، أو هو تعبير عن مفاجأة اكتشاف غير المتوقع، انبهار باكتشاف المتحقق الشعري في الخارج من شروط تحقّقه. مثل هذا الإستقبال يخفي بتسامحه نظرتَه الدونية إلى شعر آتٍ من المرأة.

لكن المرأة استمرت بإنتاج الشعر، بوصفه حاجةً إنسانية..

ومن الخنساء التي لم تقبل إلا أن تقارن بكبار شعراء عصرها الرجال، ومروراً بنازك الملائكة التي أصرت على أنها رائدة تحديث الشعر، وليس الرجل السياب.. تستمر النساء بالإقامة في الشعر والعمل على تأليفه.وستبدو مجموعة الشاعرة ماجدة الغضبان (الآن..ارتشفت زبد الحب) نموذجا يعبر عن طبيعة خاصة من طبائع الاهتمام النسوي في الشعر، هذا الاهتمام الذي بقي مصرّاً على مناوءة المفهوم الفحولي للشعر، ودحضه بتجارب نصيّة تريد تأكيد الطبيعة الشخصية للشعر، الطبيعة التي تتسلم غرضها من الشعر وهدفها فيه من طبيعة احتياج الذات المنتجة للشعر، من مشكلاتها وأحزانها وانكساراتها ومباهجها وتأملاتها كذات.. وليس من نظام مقرَّر سلفا يفرض على الشاعر وغرضه وهدفه الإمتثال لشروط ذلك النظام والنسج على منوال أحكامه.

في هذه المجموعة يرتفع صوت الأنثى وترتفع معه إرادة تأنيث العالم.. ويتكرس مثل هذا الشعور حتى في حال العزلة التي تركن إليها (المرأة/ التي أغلقت الباب دونها../ ودون عشاقها..) فهي ( تتحول في وحدتها/ إلى إخطبوط هائل يبحث بأذرعه الممتدة/ عبر الكون/ عن عاشق واحد/ لا ينتابه الهلع/ ساعةَ تحولها/ إلى مجسات كثيرة برأس الإخطبوط..).
كان هذا الاستشهاد من نص (لو كان للحشرجة ريشة ودواة).. وهو نص تنشغل عبره الشاعرة بالإطلالة على العالم من قعر زنزانة عميقة، في مونولوج تتعرف فيه المرأة على ذاتها وتسترجع أسرارها وتعيد اكتشاف نفسها وكشفها للخارج الذي تطل عليه مستترةً بالليل (أنا مدينةٌ لهذا الليل أبدا../ هو الذي يخفي بريق عينيَّ الشهوانيتين/..../ هو الذي يوصد باباً/ من ظلام/ لتلتمع دمعتي الوحيدة)..وفي هذا النص تسبغ الأنثى على العالم عطرها الذي يؤوب إليها منتحباً(زهرة في البراري/ يفوح عطرها/ ينتشر في الأرجاء/بعيدا/ ثم يعود إليها منتحبا). مثل هذه الصلة بين الذات الحبيسة وبين العالم الفسيح تتكرر كثيرا في نصوص كثيرة، حتى لتستحيل في نص قصير وكثيف ( محاولة للطيران) إلى إرادة منطفئة ورغبة قتيلة للتحليق في الفضاء الحر(لي جناحان كبيران/ ثقيلان/ ثقيلان جداً/ حتى أني مذ خلقت/ لم أرتفع قيد شعرة/ عن الأرض).وسيتوفر النقد بمدخله السيكولوجي على مناسبة طيبة للاشتغال على نصوص هذه المجموعة التي تتكثف فيها قوة العزلة وارادة الاختراق بمشاعر متضاربة، هي صدىً لذاتٍ أنثى تنظر إلى قمقمها ككون تتعرف فيه إلى الخارج مكتفيةً بـ ( اشتباك الحروف مع الاغتراب) حيث ( أجفانهم مطبقة لا تراني..) و ( في زاوية قلَّما يلمحها أحد/ أو تلفت الإنتباه/ أجلس إلى كتبي/ إلى مملكتي/ ممنوع دخول الأصوات/ ممنوع دخول الآخرين/ لكني سأسمع كلَّ الأصوات/ سأكتب الآخرين).

ليس عسيرا الوقوف على الطابع النسوي لهذه الانشغالات..فحتى في حال اشتراك التجربة وقابليتها على أن تكون تجربة رجل أو امرأة على حد سواء..إلا أن الروح التي تظلل بها الشاعرة موضوعها ورؤياها هي روح أصيلة تحتفظ معها بصوتها الأنثوي وبرشاقة هذا الصوت وشفافية حزنه.. وحدَّته أيضا.

إن الكثير من شعرنا المعاصر هو نتاج لتجارب في الثقافة، نتاج قراءات آسرة تستحيل إلى عالم لموضوعات الشاعر وتجاربه ومعاناته ..انه شعر يفكر ويتأمل من خلال الشعر، من خلال خبرات الشعراء الآخرين ومشكلاتهم.. وبهذا فهو يتخلى عن حرارة التجربة الشخصية ويتنازل عن مشاركته لفائدة طغيان صوت الآخر القادم من القراءة والتثقيف والانسحاق تحت قيمة منجز ذلك الآخر.

لكن من الطبيعي للشعر أن يتفاعل مع الشعر.. فكل عمل شعري هو لحظة اتصال تاريخي، يحمل في جيناته روح النوع الشعري وسماته، وبهذا يستمر تفاعل التجارب الشعرية من خلال قيمة المشاركة التي تبديها أية تجربة في تغيير النوع الشعري وتعديل جيناته. وهذا ما يتأتى من التجارب التي تحتفظ بالخصائص الشخصية للمشاركة مثلما تجيد التفاعل مع سياقها وانتظامها في تاريخ الشعر.

هذا المنطلق كان مبعث الاهتمام في الطابع الشخصي لشعر الشاعرة ماجدة غضبان..وانشغال هذا الشعر بذات الشاعرة: رؤاها وتأملاتها.. أحلامها واحباطاتها.. سعاداتها وانكسارها.بالامكان التعرف عبر نصوص ماجدة على تفاصيل تتسلل من عتمة زنزانة الشاعرة إلى السطح الشعري المضيء، تفاصيل تلمِّح أحياناً أكثر مما تصرِّح، تبوح بأشد مما يمكن أن تصرخ به..تلك هي صورة التعبير المشدود بين زنزانة وفضاء.
في واحدة من روايات كونديرا، ربما كانت "الضحك والنسيان"، كان يقول إن الشاعرة أنثى مضاعفة..وهو مفهوم يعيد الشعر إلى الأنوثة، وبما يجعله يتضاد مع المفهوم العربي الذكوري للشعر.فيما الشعر يستمر مجالا رحبا للتعبير عن تدفق الفحولة وخصب الأنوثة في أقنوم كوني يتلون بأرواح مبدعيه ويعطي ثماره الفريدة التي لا تتكرر..وهذه المجموعة تحرص على أن تمنحنا ثمرة تضوع بعطر شاعرتها.

 


نقوش أثرية على وجه البحر
النقش الأول

قبل السياب
ما كان المطر يعني شيئا،
ولا جيكور
كانت ملكة المدائن،
ولا بويب كان يجري
دون توقف
بين الكفوف التي احتضنت
بحنوٍّ بالغ
قصيدة المطر!
********************
اعلمُ انكِ خلف جدار
أو في قلب الصخرة
أو مجرى النهر،
اعلمُ انكِ جذور الشجرة
وحلو الثمرِ
وتحدّي الظل
لهجيرة صيف،
اعلمُ إني حيث أسير
أكون بين يديكِ
وانزعُ من وجهكِ بقايا قشور،
واكشف عن سحركِ
وأتلاشى فيكِ كشعاع من نور!
************************
مثقلٌ بالحلي
ذلك التمثال
ضجرٌ من الوقوف
وسط طواف لا ينتهي
يتمنى لو إن عينيه
ترمشان للحظة
أو تتحركُ يداه إلى الأعلى
أو يرتفعُ صوته
بين لغط العابدين:ـ
اصمتوا أيها الجهلة!
**********************
في القاع
في جوف البئر
تلمعُ وحيدة
عوراء
أهل القرية
يدركون وجودها
غير إنهم يتجنبون الحديث
عن دمعها السخي
يحاولون أن ينسوا
ـ عبثاـ
أنهم يشربون حزنها
قطرة بعد أخرى
********************
هل تختفي الموسيقى
حين تصمت آلات العزف
وينتهي الحفل؟

ما الذي ينقر نافذتي إذاً
ويجعلني أهيم
حين تغادر المدينة طرقاتها
ويعشى الحراس
ويفقد الملك عرشه
وتتساقط النياشين والأوسمة
وتتسابق الأسمال
بعيدا عن الأجساد العارية
خلف جيش من حروف الموسيقى
المبعثرة كالنجوم
المنتظمة كمسير المؤمنين
المدركين
إن كلَّ الحياة
ليست في بعض هذه المدينة؟؟؟!
************************
الشِّباكُ في البحر
تحتالُ بصمت
على الأسماك اللامعة

تحتال بتروٍّ
على الصياد
الذي عاد ببعض السمك
ونسي في القارب
يوما مضنيا آخر
لن يعود إليه أبدا
******************
مثلما أحصي
النجوم والكواكب
هي أيضا تحصي خطواتي،
مسيري وتوقفي عند واحة نخيل،
تجلو لي نهارا
سبيل البشر،
وترفعني ليلا
لأرى النجوم والكواكب
ذرات رمل
في كثيب صغير
*********************
أين النصف الآخر
من وجهكِ
أيتها اللؤلؤة الخبيئة؟،
أين نصفك الذكري؟،
أين ظلك حين ترعبك الشمس
بتلألئها؟،
حين تصبحين وحيدة؟،
قرطَ  أذنٍ
تستبيحها الأصوات
بلا رحمة؟
************************
جالسة أنا
على منحدر الزمن
ارتقُ رحلتي
تقطر من متاعي
بداهة الأشياء
وعطر الصمت الجليل

بعض الأصوات عَلِقت
ـ ربماـ
على الشجيرات الصغيرة
والصخور الغائبة عن وعي الطريق،
شيء من الأمس لمع
على كف النهر،
شَعر الصبيّة الحريري
رفَّ كراية
على شجرة الشوك المتباهية
بلونه الذهبي

كأن المكان يضجّ بأهله،
بدبيب لا ينتهي
مستمتعاً بلذة التكرار
ولون الضياع

كأن في المكان
رزمة أحزان
ضمّتني إليها
وامتزجت بدمي
وارتعشت معي
حتى ضباب الكهولة ـ
يرفعنا بطيشٍ ونشوة
عُباب زمنٍ بلا ملامح!
******************
في هذا الليل
بعض من ظلام قلبي،
وفي نجومه
بعض من بريق ابتسامة
أغوتني يوما
لأحصد حقلا من الضحكات،
وفي غموضه
كلُّ ما تسلسل بعدها
من انهُر تبحث عن محطة ليل
واحدة!
*********************
الانتظار يعني أحيانا
أن تُوصدَ الباب
بوجه الطريق،
أن تُزيلَ الصخورَ المنتصبة
أمام جحافل التجاعيد،
أن تعتادَ ظمأ المداد
وعواءَ الكلمات الغرثى
وتكوّر السطور حول نشيجها
خلف الأسوار المتتالية
لمعبدك الحصين!
************************
هل اكتفيتُ بتوغلي
في الشِّعاب المنيعة؟

هل كلَّتْ عيناي
وهي تنظر إلى ما بعد الجبل،
ما بين كتفي الضفاف،
ما وراء امتداد البحر،
ما يلي تمنّع الصحراء
وخُيَلاء المدن؟

هل اكتفيتُ بعد ترحال طويل
بصرّة ضئيلة
أضمُّها بكلِّ الشوق
إلى صدري
ليفوحَ عطرُ امرأة
وتتهدلُ خصلةُ شعر
وتفرُّ بذرةُ حبٍّ ضوئية
تغادر كفي
تطير بعيدا
كعصفور ذهبي؟
*********************
النقش الأخير
اللحظة التي بدأ فيها الحب
من بين أغصان شجرة التوت
هي اللحظة التي لن تحضر موتي
ولن تكفن جسدي
ولن تُدفن في قبري
لكنها ستتوارى بين أغصان أيار
تواصل إطلالتها الحانية
على القلوب المغرمة
بمفاتن شجرة التوت!

 

 


لو كان للحشرجة ريشةٌ ودواة

لا تتذوق..
قبلة المساء...
بعدها...
سيكون جوفك رصاصة..!!
تحفر في لحمك...
موطنا لها..!
حتى يصبح...
هوة سحيقة...
بينك وبين روحك
التي غامرت بها...
لامتلاك قبلة المساء.......!!!
***********************
في جوف صخرة..
صامتة...
تصفر الريح..........
وينتصب التمثال.......
تجاوره تماثيل.........
متخذة أوضاعا أخرى..........
تنتظر من يزيل........
الأحجار والغبار و الشظايا.....
لاستجلاء وجه ملاك............!
أو قطعة أثرية....................!
تعوي............................
في مفازة نحّات................
يعاقر الخمر.....................
والحنين إلى  وطن..............
لم يمنحه ..........................
جواز سفر.........................!!!!
*************************************
ثوبها...
رقعة من سماء..
بلاد أخرى..!

وعيناها...
فصّان من جبل
الثلج..!

وثغرها..
قصيدة بجناحين ....
من لهب...!

كلَّ صباح
تطير القصيدة..!
يحترق ثوبها..!

تذوب عيناها..

وينصهر ثغرها..
تحت وابل اللهب..!
********************
ما يراه الآخرون..
ليس كل شيء...!!
هنالك في الأعماق
ـ دائمـاـ
يختبئ الألم..!

قد يكون قلبا..،
هاجسا..،
دربا بلا نهاية..،
دعوة مفتوحة للضياع..،
أو شعلة متوهجة....!!

العين......
التي ترى كل هذا...
تتمنى أن لا تشرق
شمس الغد...!،
أن يعترف الكون..
بلا جدواه...!!!
********************
صورتي............
كانت على الجدار

عيناها..............
قبران هائلان.......
فُتـــــِحا حديثا...

ترى أين ذهبت
عظام من دُفــِنوا
أحياء
في رطوبة محجريّ؟
*********************
المرأة...................
التي أغلقت الباب...........
دونها............
ودون عشاقها..............
تتحول في وحدتها...........
إلى إخطبوط هائل!
يبحث بأذرعه الممتدة.....
عبر الكون........
عن عاشق واحد...........
لا ينتابه الهلع..............
ساعة تحولها
إلى مجسات كثيرة
برأس إخطبوط...!!
***********************
هذه الفسيفساء العظيمة...
التي كرهت عيني...
الملتصقتين بها....
لم تهبني بعد...
سرَّ من تكون..!
وأيّ فنان ضاجعها....!

لم تهبني...
حق البقاء قربها..
أو ولوج جدارها المنيع..!

جمالها الآسر......
يخفي في أعماقه....
زهوَ سلطان.....
يجلدُ بسوط الجبابرة
جسدَ التاريخ....!!!
******************
الحب.....................
أيا طائري الكسول..!!
العاري من بهرجة
طاووس
يا من يفتح منقاره
على مصراعيه
منتظرا بنهم رضيع
أن ألقمه أيامي
واعيا بخبث..!
انه ينمو............
في ليالي نشيجي...!
متقنا صنعة الطيران
يخبئ خلف إصراره
كل يوم
أن أتسلق الشجرة
لأطعمه..............
صباحي الجديد......
رغبته العارمة بالطيران.....
حيث لا سبيل للعودة.....
إلى عشي المتواضع......
على الشجرة المزدحمة..........
بالأشواك..!!
**********************
الذكريات........
تحوم.............
حولي...........
كذبابة...........
تطنُّ .....
تطنُّ.....

أيُّ شيء يطيح
بذبابة عنيدة
سوى إلحاحها
أن تـــُقتـَل الآن؟
*****************
لو كان جسدي......
كله عيون..........
لجعلتها غيوما...!
ونفخت فيها...
من بعض ما فيّ...!
وأمرتُها أن تمطر
الآن..!!
لعلَّ الناس يرون
بؤس ما أرى
في قعر زنزانتي
العميقة....!!
*********************
الأحلام......
كائنات هائمة.....
تحيط بنا..!

أحيانا تقودنا
ونذعن..!

وأحيانا تصرخ
ونغفل عنها..!

أحيانا تحتلُّ يقظتنا
عندها...................
تسرق من ضوء الشمس..،
ومن اخضرار النخيل..،
ومن سحر الأصيل..،
ومن غموض الليل..،
المزيد من الألوان...
والطاقة والعوالم....
لتعزف...............
بكل لغات الأرض
على مسامعنا....
فتنتها....
قائلة :ـ
ها أنذا...!!!
************************
مخاض...............
على الأرض الخطأ!
وفي اللحظة الخطأ!
ارتكب جريمة........
أن أكون..............
ضحية التواجد....
في الزمان والمكان....
البعيدين جدا.......
عن الأقاصي.....
التي أتيت منها..!!
***********************
غوصي..!
أيتها النار المتعجلة
في قلب الحطب!
احرقيه ....!!
حتى يصير فحما...!!

لكن لا تبكي..
حين تبهت
جذوتك الأخيرة..
ويلمسك برد الموت..!
فأنت من تعجل..
التوغل في عالم
الحطب...!
*******************
أنا مــَدينة..
لهذا الليل أبدا....!!

هو الذي يخفي بريق
عيني الشهوانيتين!!

هو الذي يخفي اغتراف
قصائدي
من بحيرة الحزن..!

هو الذي يوصد بابا
من ظلام...
لتلمع دمعتي الوحيدة..!

هو من يدعني
ارتدي نفسي
لأمزقها صباحا..!
حين تتمرغ العيون
على جسدي
لتكتشفَ إن كنتُ
نديمة الليل..!
إن منحتـُه شيئا..
من نار رغبتي..

من سعير ثورتي..
على دَنَس الأنهر المملة
التي تمد جسورها
الخشنة
بيني وبين الآخرين..!
******************
هل سيبقى................
في حروف قصائدي
بعض من احتراقي.......؟؟

هل ستحمل الأشعار
جرحي الغائر....
في جسد الساعات....؟

هل ستشم رائحة الشواء..؟
رائحتي حين احترق...
في جحيم اغترابي....
يا من تراني...
محض أسطر...
أمام عينيك الضجرتين...؟؟

 

 

 


الآن ارتشفت زبد الحب

أفراس بحوافر ذهبية
تركض عبر مَراح
الروح
نحو قناطر ذاكرة
عمياء
لا تعلم كم رسم العنكبوت
من لوحات شبكية
على وجهي
كي يصطاد بريق عينيّ
لحظة تقفز خيلي
فوق أسلاك السجن
الأسطورية
********************
الارتواء
يقيم عند ساحل البحر
لم يختر له وطنا
قرب النهر

ليكون الرغبة المستحيلة
والسفر إليه
ضرب من الجنون
لتصير الروح
شراعا ممزقا
عند قدميه الجافتين
والسفينة زورقا ورقيا
ابدعته مخيلة طفل
*********************
هل للقبلات
الملامح عينها..؟
نفس المذاق..؟
وذات الحرقة..؟

لم لا نملُّ إذن
من البحث الدائم
عن قبلة مختلفة..؟!!
*************************
لتكن قصرا
أو جدارا خربا
أو غرفة بثقب
لا يقاوم اجتياح المطر
حيث ارقد باحثة
بعيني الداميتين
عن وطن
لا يلوِّح بإصبعه
مهددا :ـ
ارحلي
أيتها اللقيطة!
*********************
لا تصدقوا
إن قيل لكم
إن في الاكتشاف
متعة

عبث هو الاكتشاف
ايام تهرول بجنون:ـ
صوب إناث من عاج
وسماء كاعب
وأراض عذراء

كلُّ ما تدنو منه
تشم أنفاسه
تقترب منه
يتلاشى
كرزمة ريح
*******************
زهرة
في البراري
يفوح عطرها
ينتشر في الأجواء
بعيدا
ثم يعود إليها
منتحبا
كطفل صغير

أيتها الأم
ضمّيني مرة أخرى
إن الفراغ الذي يعبق بي
يدعونه الموت
********************
الظل الذي جلس
في وعاء النسيان
بدا نحيلا
يشف جسده
عما خلفه
يخترقه الضوء
بنشوة فتية
وهو يتكور لاهثا
نازفا قطرات ظلاله
الخافتة
عند ساحل الضوء
بكبرياء

خيوطه السوداء الأخيرة
تهفت
على شرفة الأصيل
وتسقطُ في الجوار
على أصيص طاوٍ
بذورُ ظلال ملونة
*********************
أفصحْ
أيها الغامض
واكشف عن صدرك
المائي
وأنفاسك المسترخية
على شفتين من رحيق
عن صوتك الفضي
الذي يستقصي قشعريرة جسدي
عن فرشاتك الساحرة
الذابلة كأهداب الفجر

إرسمْ وجهك
في بحيرة مملكتي الهشيمة
ضَعْ على شفتيّ
قبلة من ماء
تنضح على رمل البوادي
بنشوة لا يعتريها الجفاف
حتى أفرِغُ في جوف
نهم
كأس نبيذك الأخيرة
*********************
أيَّ كتاب تحمل
في حلمي؟
وكيف أصبحتَ
حين صحوتُ
في قلب كتاب؟

اعلمُ يا دنقل*
مقعدكَ خلفيّ
لا تبحثُ عن الصف
الأول
لكنك حين تـُخيــَّر
بين موعدك مع الشعر
وموعد مع نافذتي
اسمع نقرا بحصاة
على الزجاج المتلهف
أراك من خلف ستارة
تبتسم
ثم تعود راكضا
بكل ما أوتيت
من قوة
للامساك بقصيدة
*******************
لوحة امرأة
ـ فحسب ـ
ألوانها صامتة
وقاسية

نظرتها متحفزة
كأن شباك الصياد
ستباغتَها
جلوسها حذر
وكل ما حولها
يشي بلحظة هروب
قادم

بين يديها
رزمة أوراق دامية
وقلم أعمى
وعلى الطاولة التي أمامها
تصطف تماثيل صغار
شبيهة بها
غير إنها مختلفة الأعمار

وجهها تحجبه الظلال
في قعر بطنها
ثقب رصاص اسود
لا دماء تسيل
الصمت الذي يعرِّش
على وجودها
يدعوك بابتهال
أن تسكب دموعك
في إناء مجاور
لتسقي شجرة موسيقى
تذبل
عند أذنيها
*********************
من ظن أن اللذة
غير مقدسة

وان الحب
ليس مئذنة جامع

وان القبلة المتقنة
ليست بداية طريق
نحو الفردوس؟
********************
للأصوات قوس
كطاق كسرى
ولها تحته
محلّ اجتماع

حين تغادرنا
الأصوات
لا تهجر المدينة
إنها فقط تغيب
في دهشة لم تعترينا

هناك يجعجع
صوت كسرى
الآمر الناهي
بمفرداته الموغلة
بالوقاحة والطيش

تقترب الخيول
والجيوش المنكسرة
وصوت كسرى
يضيع
في لجة الصهيل
ونواح النساء
وبكاء القادة المنكسرين
حينها تغرق أصواتنا
في ضحكها الهستيري
وينتهي الاجتماع
بتحديد موعد آخر
للسخرية من أصوات
قديمة
*********************
نقطة صغيرة على الرسغ
ربما كانت قطرة دم
أو قمرا يعلن السطوع
أو ذاكرة لمسة
شهية
أو نجمة عارية
تبحث عن دفء المساء

لكنها أمام عينيه
ستتذوق الم التضاؤل
ستنصهر روحها
حتى تختفي
أو تصبح آهة ندية
على غصن قصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*إشارة إلى الشاعر المصري المعروف أمل دنقل

 


البحث عن سماء زرقاء

قال الغريب..
لا تزرعي..!
فهذه الأرض......
لا تنجب سوى التنهدات......
قال الغريب..
ومضى ..
لكن ما قال.....
نبت على ارضي....
وتنهدت.....
ينبوعا من دموع....!!
*****************
أين المفر..؟
من الرمال....؟،
من لوني الأسمر......؟،
من الضلال .........
في بلقعها.....؟
من حصاري....
بالبيد والنضوب.....؟
من صديدها.....
المسكوب......
على جرحي....؟

أين المفر...............؟؟؟
*******************
صمت ..،
ونافذة..،
وسجائر..،
وشاعر في سقيفة
من رمال!،
يتململ في جسده
الصلصال!،
يسافر من موطئ قدمه
حتى مقتل قصيدته الأولى!،
يتحرك بينه..
وبين ما بقي منه،
النبتة الاستوائية
على الكثيب الرملي
تعرف كيف يحزُّ الليل
رقبة طيـّعة،
وخارج سقيفته
تدبر عساكره
في حرب..
لا يعرف كيف استعرت
سوى حشرجة ينبوع
يتدفق...........
*********************
كفّ حضنت ْجرحا،
كفـّان على مهد رضيع،
أربع كفوف حول عناق،
عشرون كفا تقسم،
ألاف كفوف تزرع
موتا،
ملايين منها.......
بين أصابعها............
تنساب جدائل دجلة......
ويبتل الشاطئ.............
برضاب الشهداء............!!
********************
ليلة ندا القوم
عند النافذة المُختــــــَلَسة
اشتافوا إليه
أبصروا العروق
كأفاعٍ
على ظاهر كفيه
أبصروا حدقتيه
تبرقان
كسحاب خــُلـّب
إنما لا تشهدان
رفاقا
هدّوا أسوارا تنمو
على اشفار عينيه

وأرخوا جفنيه
كي يقتنص
سماء زرقاء...!
********************
اقطفني
فذبولي حدٌّ
يقام على الزهر
كل شتاء
ولسنا نمنع زمنا
من عبث نشأته الأولى

نحن لانبني
صروح حب
بل صروح طغاة
يقتطفون كلينا
ليلة عرس
لا نملك نجمتها
*******************
يعبرون الشواطئ الأخرى
حاملين اللآليء
والعشق
يجدّفون بالحزن
ويشربون الدمع
ترياقا

ما ودعوني
لم أرافقهم

كانت مراكبهم
ترسو على هالة الأطياف
بعيدا عن الآثار
التي بعثرتها الريح
على صفحات الرمل
*******************
العشق...
يحب الهجرة..
حين يخضر..
ينبت فينا..
ننبت فيه..
العشق حين يهاجر
يحمل في حقيبته
جذورا
هي آخر ما نملك
من وطن
ودَّعنا..!
**********************
أفيقي..
أيتها السفن
المبحرة قبل حلول
الموج....،
أيتها السفن المقبلة
بوجه الريح
دونما قلوع..،
أفيقي....
ما زلت هنا..
كجذور النخل!
اجهل البحار والأشرعة
ووداع رائحة التراب....!
*********************
ودعتـَـني
وحسبتـُها مزحة
خطوة لها عودة
ككل الطرقات الدائرية
التي فيها أغوص
بلا جدوى
ابحث...
بين أحجارها
عن بحر يموج....!

حسبتُ أن الأشجار
هذا الشتاء
لن تعرى
وان الورد على شباكي
سيزهر
حسبتُ هذا الليل
سهرا طويلا
يُجهـَض بإغفاءة
....................
....................
آه.............
ما أكثر...........
ما حسبت...........
وخطوتي...........
بلا عودة...............

 

 

وثائق أنثوية في محفظة رجل

امرأة في العشرين

بلى..
أسندت ظهري
إلى الجدار
عابقة بك
همتُ بعيدا
بعيدا جدا
حتى تداعى النهار..!

المحار

انزفي
أيتها ألآليء
يا ألم المحـّار
يا شموسـَه على أعناق
النساء
أطلقي العـِنان
لصرخة أنثوية
أطلقي العنان
لصرخة المحار!


نشوة

ستجد كتابي مفتوحا
وثغري غائما بالقبل
وجفني مطبقين
على النشوة الأخيرة
وانفي يبحث
عن عبير
لم ينضج بعد..!


نساء

الخارطة التي قادتـْكَ
إلى كوكبي
الطاعن في السن
كانت خربشةُ طفل
على ورق غابر
وخفقة جناح
مسَّ أفئدة نساء
لا نعرف!


النزع الأخير

أسمعيني..
شدوكِ..
واقتربي!
ليس هذا مقام النهايةّ!
بل هنا براعم الخطى،
ومربع البداية!

هنا كان الملوك ينقرضون

هنا سارت الممالك
نحو النزع الأخير


جنود

ناديتـُك بصوتي
وطارت الحمائم،
ناديتك بهُيامي
تأرجحت العَبَرات،
ناديتـُك ساعة غسق
سُجِّي الفجر
عند أقدام الجنود المتراصفة
وطفقتُ أعد النجوم
في غيهبِ احتلال


أين

أين ستجدُ عينيّ؟،
عيني الحالمتين..،
عيني السوداوين..،
عيني الغافيتين..
على عينيك،
عيني المطفأتين
كجمرتين
تحت رحمة هطولك
المتجبر؟؟؟!


أجنحة


مبعدة أنا
ما دمتُ امتلك أجنحتي

وحيدة
ما داموا يقتفون اثر الدفء
في الأقاليم البعيدة

يبنون أعشاشهم
في البلاد
التي لن يعودوا لها
أبدا,,!

يواصلون الاحتكام
إلى الغيب

وأواصل الاحتكام
إلى أجنحتي
وعمق الوجود..!


غابات

ماذا أقول
لتنطقَ الغاباتُ المتشابكة
في نعيق قلبي؟،

بماذا أسعفك
لتشمَّ ضوعَ الزهر غِـرّا،
لتتذوق رهافة الأجنة،
ليخزك الشوكُ الفظّ،
لتختفي بين الأدغال
لتنتمي إلى الشمس المخاتلة
بين أوراق الربيع؟؟

ماذا أقول
لتدخلني..
ونوصد الغاباتِ
على عصفورنا الصغير،
تطارده أعين الصيادين
عشقـــِنا الصغير
الذي لا اكبرَ منه
في غابتي الموحشة!!


مجرّات

متاعي كلمات ـ نياق
حفرتْ مناسمها
على ظهري
احملها حيث حللت
اجمعها حين يصير
الغضب
سلاسلَ تثقل قدمي
وأنا صدفة
التصق بقاع البحر

افردُها
حين يكون رأسي
كرة أرضية
خارج كلِّ المجرات


السرمد

سأكون كلمة
أخرى..
تضاف إلى ثرثرة الأولين،

سأكون سطرا آخر
تـُذيبهُ جحافلُ المغول
في دجلة،

سأكون الحلاج
يتمتم بصلاة مبهمة
لتفقأ عيون الليالي البيض
وتلدَ غيرها،

سأكون أنا السرمد،

طينا في قاع الفرات،

قصبة في هور سومر،

ذرةً لا تفنيها

غربةُ عينيك!

**********************
رقعةُ شِعر

تلك آخر قطرة
من دمي،

آخر ما نزفته ريشتي
على رُقاقة زوّادتي،

آخر قصيدة تنشدُها
أفواه شراييني الحمراء،

آخر رقعة شعر
توسم شاهدتي..


امرأة في الثمانين

احدودب ظهري
وصارت أنفاسي
تلفح بيت النمل
تحبط جهد النملة
تمشي مثقلة
بكسرة خبز
أشياء تتسلق ظهري
ايام ساخرة،
غيمات صاخبة..
وأنا امضي بأناة
وهل املك
غير ما تملكه قدماي؟؟
.........................
.........................
وجهي يلامس رمادا
اسودَ,
عابث..
.....................
يا لوقاحتِهِ
....................
....................
هل احترق الكون؟

وثائق رجل في حقيبة انثوية

رجل داخل امرأة
أوقدي اليقظة
في الداخل..،
أنيري القبو..،
وافتحي النافذة..،
لعله يتوقف عن النحيب..،
يقف عند فتحة
جسدك الدامية..،
ويطير محلقا............
خارج أضلاعك البائسة............
ممزقا خباءه.......................
لتغلقي جرحك النازف
على سكينة
لم تعهديها بعد
*********************
نصيحة انثوية
جرّب اصطيادي
بغير شباك العنكبوت
والفخاخ
جرب الاقتراب
من ناري التي تلفحك
التي تذكرك
ـ دوماـ
بجحيم السماء!
******************
غرور
النُّسغ ماء شراييني
وأوردتي!

والرحيق طعم شفتي!

وقدماي تنهلان
نبيذ الأرض!

الم اقل لك بعد
أنني عشيقة الربيع
وأنثاه المدللة؟
****************
محاولة للطيران
لي جناحان
كبيران
ثقيلان
ثقيلان جدا..!

حتى إني مذ خلقت
لم ارتفع قيد شعرة
عن الأرض..!
********************
قارورة بود لير*
قارورة عطرك
تزور فراشي
ليلا!
أتساءل:ـ
هل عطرك بداخلها..،
أم سحرك..،
أم شِعرك..،
أم أنفاسك..،
أم أنني إن فتحتها..
سأحرر ماردك
السجين
مذ رحلت..
بعيدا ..
عن عالمنا..؟؟

*******************
أحمق
عيناي هما السبيل..!
علامك تتلفت..
يمينا ويسارا..؟
علامك تتيه..
والنور يشير..
بأصبعه الوهاج
نحو قلبي..؟

أيها الحائر..
اهنالك أسوار
أكثر تقوسا من أضلعي
الحانية على وجودك
بشغف الأم؟
*********************
نهاية مشتركة
الشيب يجلـّله
واللون البني
يكسو ورقة خريف

كلاهما يقترب
من النهاية

كلاهما يمقت
تماما
عبق تراب
يلهث منفعلا
يتمنى أحضان
عابر سبيل..!
*********************
الحرب من منظار أنثى
ـ هل تعلم كيف تنهي الغابات
حرب الغابات؟
إليك الآتي:ـ
ـ تحطيم أغصان جفت
ـ قتل نباتات تتسلق
لتعتاش على نسغ الأخرى
ـ سقوط مليار بذرة
ـ توحيد سحاب الكون
ـ إعلان هطول الأمطار
ـ مولد ملايين الأشجار !!
***********************
سباق ذكوري
حسن أن تعلم
إن لسباق الماراثون
نهاية..!
وإن الجائزة الأولى
كفن ميت..!!

تمهلوا......
أيها المتسابقون!
لا تتعجلوا..
الكأس الذهبية..
عادة ما تكون..
مترعة بالمرارة..!
*********************
الموسيقى انثى
حذرتك..
من سماع الموسيقى..

ستخذلك الموسيقى
مرارا!!

سيراها رفاقك.....
أنثى عارية.......
يطوفون حول معبدها
في ليال حمقاء!

سيشم رائحتها
وابقة
شيخ الجامع...!

ستكتشف عند أول
نقطة تفتيش قادمة
ويتقاسمها شرطيان..!!

ستختنق بضجيج المدخل
حيث مدن الضوضاء...!!
************************
بوابات بكر
تحت الجلد الناعم
للأنثى..
تفتح بوابات
لا تحصى..

كل رجل ادّعى..
معرفة الطريق ..
نحو البوابات
كذب......!!!!

كل رجل ادّعى
بغرور
انه يملك مفاتيحها
تلاشى....
في تيه العبور إليها!!

أيها المسلح
بجلدك المشعر..،
برصاصك..،
وأسلحتك التي اخترعت..،
وبنزوعك لغريزة الدم
أنت لم تفقه بعد........
لغة المليون صفحة
وصفحة..!!

لم تدرك معنى أن...
يصغي ملك الدم....
لأساطير الحب.....
بين أحضان.........
آخر امرأة في الكون...!!
********************
نصيحة متأخرة
يا شيوخا يعبثون
بلحى بيضاء............
يحدقون بملل........
وغطرسة............
بنهار لن يعود أبدا

يحملون العصي...............
ليجربوا الحبو
من جديد..............

أتذكرون صبوتكم؟

غادرتم بأقدام مسحورة.............
نحو سماء مثقوبة ....................
زاخرة ببهرجة المجد.................
يشرخها أنين الهوادج................
وإذعان الرقيق...................!!
**************************
ما لا يجيده الرجل
افتح كفك
وتعلم هذا الفن :ـ
أن تقرأ لوحات
ما سيأتي
مرسومة بفرشاة
الظل والضوء
على الراحات

هنا ستكون الشجرة.....
ومن هنا سيكون قدوم .....
فصل العشق.....
وهنا ستتدلى الثمار...........
وفي جوف هذه الثمرة........
الكبيرة........
أقيم أنا......!!
انتظر اناملا ماهرة.....
تجيد قطف.........
امرأة ناضجة....!!
****************************
قبل تتويج الرجل ملكا
الشجرة
ذات الأكمام الحمراء
جذورها دنان خمر!!
وثمارها نهود نساء!!

الأطفال على الأغصان
ينامون!!

والرجال يثملون
تحت ظلال الأنثى
السحرية..!!

الغيوم مكتنزة بالعشق...
والعشب ناد................
والإغفاءة...................
تطوف على العيون......
بأقداح الأحلام الخضراء..!!
....................................
....................................
ملاحظة كونية:ـ
هذا آخر مشهد ارضي
قبل أن يستولي
رجل أحمق
على عرش الأنثى...!!

*إشارة إلى قصيدة بود لير(قارورة عطر)

 

 

 


قصائدٌ  لاجل الحب

 

العَشْواء

إقرأ ما ادَّخرتُ
على صفحةِ السماء
ما ألبسْتُ السحابَ
من أثوابٍ نديفة ..!


إقرأ كفِّي
المُتعثِّر الصدوع

وجهَ دفتري
الخبيء

إستـَبنْ لحنَ شراييني
الشجيّ

صوتَ السَيـْل
من عينيَّ
كما الناي


أقرأ ما سُجَّيتُ بهِ
حينَ لن أبصرَ ابداً
ووجهي نحو سراب


إقرأني ..!


هذا ما أردْتُ
فحسب ..!

حينَ طرقتُ بابَ
الحب ..

وأطرَقَ قلبي

وأطرقـَتْ عيناي

ولم أعد أراك ..!


أينشتاين

أحياناً
يبدو العالمُ
خَلْفَ جدارِ السجن
فَسيحاً

وأحياناً
يبدو البحرُ على الرمل ِ
يئنُّ جريحاً


وتبدو النجمة ُ
حجرَ ماسٍ
في خاتم  إمرأةٍ

وتبدو المرأة
خاتمَ ماس
في علبةِ حُليّ

ويبدو الليلُ لصّاً
او شَعرَ حسناء ..!

أحياناً ...
أبدو بين سطوري
ضائعة

وأحياناً ..
تبدو سطوري
حدودَ الاشياء ..!

هل من فاصل
أو فـَيْصَل
بين أرض
وفضاء ؟!


حبيبة

 

أهاجرُ ..،
والوطنُ حقيبة ..،
دفاترُ .. أقلام ،
ووجهُ حبيبة :-
يرفعُ ستاراً عنه..
باستحياء
ساعة  تئنُّ الأشياء
من زَحمتـِها في رأسي

خلـَّفتُ البستانَ
خَلـْفَ الساتِر
والجَدْبُ .. لا حيلة
قادم ..،
اوراقَ شجر
تخفي عِثارَ قدميّ
..............
.............

أين أكونُ
إنْ دارَ الدهرُ
بداري؟!

وقـَفا الشمس ..
صارَ نهاري
ماذا أكون ؟!
..................
..................
..................

في البلادِ التي اهدابُها
سعفُ نخيل

في الغرفةِ التي جدرانُها
من طين

تتدلّى قلادة ..!

من رقبةٍ تتدلّى ..!

من حبلٍ يتدلّى ..!

من سقفٍ
يحُولُ بين جسدِ الانثى
ووجهِ الشمس ..!

 


المكوث 1

هل للرحيل  وجهٌ ..؟!

هل للرحيل  وجهٌ
ويدان ؟!

قبضة واهنة
تطرقُ الباب ؟!

هل لهُ رائحة  الغروب ..؟!

حزنُ الشتاء ..؟!

ومهدُ رضيع ..؟!

لِمَ دنا مني
ورحلتُ عنه ..؟!

لمَ لَمْ أفتحْ الباب ؟!

لعلَّ للرائحةِ بقايا
من شروق

لعلَّ في ثوبِ الشتاءِ
برعما بريء
واصبعَ صبيًّ
يَعلقُ بسبابتي ..!

لعلَّ للرحيل
نيَّة  المكوث
في حقائبي

لعلَّي كنتُ الرحيل
ولم يكن ..!


المكوث 2

يستفيقُ الجناحان

تُهلّلُ الرفرفةُ

ترقبُ الطيورُ
تموجاتِ الهواء

ايُّ شيءٍ أفاق ..؟!

مالذي رفرفَ ..؟!

لمَ ترمقـُني الطيورُ
كأنَّ موسمَ الهجرةِ
يدعوني ..؟!

مالذي بين أضلاعي
حرَّك سكينةَ الهواء ؟!

ما الذي فرَّ
واستقبلتـْهُ المسافات؟!

مالذي دفنتـْهُ المسافات؟!
........................
........................
........................
تلكَ ..
انا ..
في الغرفةِ ..
التي شَهِدَتْ
مجْدَ المكوث !!

 

الموج

مضطربٌ .. كان ..
ينثرُ مواجعَهُ
على الصخور ..!

رُبَّما ينسى برهة
ويغيب ..
ليعودَ محملاً بها

هذا الرواحُ والمجيءُ
لم ينتهِ بعد ..!

ولا ذاكَ العُواءُ البعيد

ولا لهاثُ القمرِ
عندَ النافذةِ المشرئبة

ولا البكاءُ الخفيّ
مزورعاً عند الوسادة

وجعٌ نافرٌ
على تلال  الموج

وجعٌ بين شُعَبِ المَرْجان

وجعٌ على الصخور
.....................
.....................

رعشةٌ تحملُني
نحو بوابةِ بحرٍ
لا يهجع ..!


الاستكانة

هكذا ..!
انتفَضَ ..!
وسارَ ..!
كالوداع ..!
لم يلتفتْ ..
كأنَّهُ مأسور ..!

الغُصنُ الذي مدَّ عنقـَهُ
حتى إختفى مَرْآه ..
ارتعشَ بُرهة

والشارعُ الذي سكَنَ
تردَّد فيه
صَدى حَيْره !

وأنا التي كان عليَّ
أن أختارَ وجهة الطريق
ما دَرَيتُ
أنَّ السفوحَ عنيدة
وأنَّ الخُطى لابدَّ
وئيدة !

انزلقـْتُ .. حيثُ انتفضَ
حيثُ سار

لـَمْ ألتفتْ بغية الوداع

هكذا .. أيضاً
دونَ أن يلمحَني الغصن
او تردَّد صدايَ مدينة
سكنتْ !!


ضوضاء

أيـَّةُ نغمةٍ حملتْني
الى تلكَ الكواكبِ الغامضة ..؟!

حيث لا غِلالة
بين اليقظةِ والحُلم ..!

حيث تكونُ المراثي
وطبولُ الحرب
كالأغاني ..!
كصهيل فرس
يراهِنُ دقّاتِ الساعة
مَنْ يسبقُ مَنْ ..!

أنظرْ إليَّ
لَن يمهلَني
هذا الضجيجُ طويلاً
هذا الخليطُ من الاصوات

علينا أن نتنحَّى جانباً
نردَّد الصلواتِ
التي أقلَّـتْنا
الى عبثِ الكواكب

نصمتُ قليلاً

نرهِفُ السمعَ :-
هل سيعدو الحلمُ واليقظةُ
في آن واحد ..؟!

هل إنبلَجَ الحُبُّ ؟!

 


العَثـُور
مِنْ ذلكَ المضيق
قادم ..!

لَن يكونَ لي أن أرسمَ
المَسار ..
أو أجمعَ بَينَ كفيّ حبّاتِ
النِثار ..

المطرُ – ربَّما –
سينقشُ ممراً
نحو ما نخشاهُ
خلفَ الجبل العصيّ
عند المضيق الخفيّ ..!

لك أنْ يخفقَ قلبـُك
إذ تدعوكَ الأودية ُ المريبة
أنْ تغدوَ بـِذارا

أو أنْ تطيرَ إليها
بذراعيكَ عاريتين ..!

أو أن ننتظرَهُ معاً
قادماً من المضيق
حيثُ لن يكونَ لنا
أن نغيَّرَ المسار

لن يكونَ لنا
ما أنبتَ البـِذار..!

 

 

 


الى جفاف الرافدين الوشيك

 

السليل

هذا الماءُ الذي أسرجَ لي
يقظةَ َالفجر..،
الماء ُالذي قرَأُتـْهُ
سحابة ٌعلى جبيني..،
الماء ُالذي غـَزُرَ
وطافَ بي
رفعَني..
إلى قمةِ جبلٍ ضرير
أدخلـَني كهفا ًمهجوراً
وَهبَني ظـُلـْمة ً
هالـَها بريق الماء
وبريق عيني َّالمتسائلتين
هذا الماءُ الذي تغزَّل بي
حتى أغرَقـَني..!
كان بقعة ُعمر ٍ
مخصيّة
لا سليلَ لها..!


السر

ليسَ للماء ِذاكرة..!
ليسَ للغرقى ماض...!
أذابَ مع الحقائبِ
في القاع ِالمجهول..؟!
أجعلتـْه ُالأ سماك ُ
وجبتـَها المفضَّلة َلِقرون؟!
غَيْرَأنَّهُ يتَّصِلُ
ويتهامس ُ
وينفذ ُمِنْ فتحة ٍما
من بُؤ بُؤ ٍ ما..
ليشكلَ خريطة َضوء..
على الجدارِ الحجريّ
فأرى ذاكرة َالاشياء
والراحلين
تسطع ُكالشـَّمس
تفضحُ  سرِّي
في عَتـَمَة ِكهفٍ
مهجور..!


قلب زجاجي

الماء ُ
رسائلٌ
أُدَوِّنـُها
لمّا يثورُ القلم
ويستعصي
عليَّ العثورَ على ورقةٍ
طيـِّعة
الماءُ قصائدُ
وألم ٌيأخذ ُشكلا ًكروياً
شكلا ًقابلا ًلِلمُداعبةِ
والمُلاعبةِ
قادرا ًعلى الإنتفاضةِ
من جديد..
بين جلدي
وبقايا ساعات ٍمُرعِبه..!

لا تنس َأن تحفظ َ
وصايا الماء
في قلب ٍزجاجي ٍّعائم
مضاد ٍللتكسُّر..!

الماء

ماءٌ
ماءٌ
ماء..!
جنين ٌيتكوَّرُ فيه
أرضٌ تتلقاهُ
غيوم ٌتنتشي
بدغدَغتـِهِ
عيونٌ تـُضيفُ اليه
الملح..!
ليكون َدموعاً
سطوراً جليَّة ً
في فراغٍ
لمْ يرُقْ لهُ الإنسانَ بَعْد..!

حذار

أسمعتَ صرخة َالماء؟
ولولتــــــــــــــــــــَــه؟
عويـلـــــــــــــــــــــه؟
أصادفــَـك َالهَذ َيـــان؟
أشعرتَ بالهَيَجــــــان؟
حذار
من غضبِ النـَزْر ِالضئيل
من عصيانِهِ
أوانَ الصهيــــــــــــــــــــل
أوانَ تسْتشري الأعاصيـــر..!

قطرات حمراء

آخرُ ما كانَ
على منحدر ِالكأْسِ
قطرة
من خلالِها
رأيتُ المرأة َ
تتعرّى
تمسكُ بالسكين
تشقُّ صدرَها
تنتزع ُقلبَها
وتضعُهُ على المائدة!

عندَ باب ِالمقهى
مسح َالرجلُ بمِنديل ٍمُتسخٍ
قطراتِ
حمراءَ
كبيرة!
ومضى ...
تتبعُهُ الأيامُ
شاحبة
بينَ يديها..
منفضة ُسجائر..
مزدحمة
وطاولة ٌعرجاء..
تصطفُّ عليها
كوؤسٌ ظـِماء...!

ظَعون

الماءُ..
كنزُ الصحراء..،
طمأنينة ُالجمل..،
وعظمة ُالصبر..!
قطرات ٌمن عرق ِكفٍّ
لازَمَتْ كفـِّي طويلاً
أتكونُ لي الرفيق؟
سَحابة ٌتدلـِّلـُني
في السرير؟
بقايا من ريق ِحبيبٍ
سكنَ زوبعة َالماضي؟
دجلة َالمُفعَمَةَ
بالتاريخ ِوالجُثث؟
كنْ ليَ الفرات!
أليسَ هذا كنه َالوطن؟
صوتَ مولودٍ
وهديرَ ظـَعون ٍمُسِّن؟

ضآلة

لستُ بعدُ
سوى قطرة..!!
يزدريها الصباحُ..،
يؤَنِبُها القيظ ،
يودِّعُها الغروبُ..،
كأنَّه لن يؤوب..
أوكأنـَّها لن تكون...!
الَّليلُ عصيٌّ على الفَهْم
والفجرُ عَجول..
لم يدَعْني ألمسُ هُدْبَ
زهرة ٍبعد..!
أينَ السَّحاب ُإذن؟
أينَ هيَ الأنهار؟
أين ما يدعونَها البحار؟
أأنا على شَفَة ٍجفـَّتْ..
شاحبة
باردة
لن تزورَها القـُبـَل..،
لن تغزوَها الكلمات؟؟
أأنا قطرة ُزمن ٍفات..؟
أأنا قطرة
أم اطلالُ قطرات؟؟

صمم

على المنديلِ
قطرة ٌجَفـَّتْ
على جبين ِالحُمَّى
تتفصَّد قطرات..!!
من سقف ِالغرفةِ
نادتـْني القطرات!
ناشدتـْني الصحبة،
أن أخيط َلها غيمة..،
أن تهطل َعلى زهرة ِالنافذة..،
أن تغسلَ حُزني..،
أن أصيرَ دورتـَها
بينَ عُشب ٍوسحاب!
ليتـَني أصغيت..
ليتَ زمنَ القطرات ِ
يتعثرُ بتجاعيد ِوجهي...
ليتَ الشيبَ
يُغادرُ مِفرقي
لأصغي ـ أبداً ـ
لنداء ِالقطرات....!!


امراة تأتي
امرأة تأتي
دثـريني بقصائد
تحترق
بحيرة امرأة
عندَ مفترقِ الطرق..!
بوشاحها يرتعد داجيا
بثوبها يلهث على بوابات
المدن
بستارتها تورق على النافذة
الشجن
بضوئها ينسرب ووحشة المتوحد
بصوتها ترتديه جموع
خرساء
بخبائها يضوع غربة
وسباء
بثغرها الموارب باشتهاء
برماد قصائدها..
بحيرتها بين شعاب الجبال
ولحظة الجلاء..!
خبئيني...!
أنها آتية..
فقد.. حل.. المساء..!


رجل يلوِّح
من بعيد
يلوِّح
من مغارة ضوئه
الأخضر..!

يتسربلُ بالظلام
والشمس على يمينه
عيناه بساط الأرض
وجسده الخط الفاصل
بين اليقظة والحلم!

انه يلوِّح
وأنا أتقدم..

نحوه..؟
نحو المغارة الخضراء..؟
نحو الظلام المهيب..؟
نحو الشمس التي أحرقت
كفيه..؟
نحو الأرض المغرورقة
بالدموع..؟

أم لعلي الخط الفاصل
بين يقظته
واحلامي..؟


امرأة تسأل
من قال:
إن القلم سيف
لاستلّه في سوق الحي..؟
من ظن إن الورق
ليس أثيما..؟،
وان الدمع ليس بحرا...؟،
وان أشعاري غير المعلنة
ليست رملا
يستقبل ما بقي
من غرقى الأمس؟

هيا
أخرجيه
من غمده
في العتمة
وارسمي بالدمع
على الورق الآثم
بحرا
ساحله اللؤلؤ
وأشعار
تعرّيها عيون الصيادين..!


رجل يغرق
•        من أضاع امتداد
الطريق
على اللوحات القديمة؟

•        من سوّر الآفاق
التي تهامست والأجفان
في الحلم السخي؟

•        أنى اختفت الجبال
التي وعرت
وأكلت أصابعنا
بنهم الصخور؟

•        أين أعيننا التي عرفتْ
ـ دوماـ
طعم السبيل ؟
....................................
....................................

على قمم الطوفان
رفأت أمتعتنا
بسكون..!
توسلت أيادينا الغرق..!
وتوسدت رؤوسنا
ـ دون وجع ـ
قعر المتاهة..!

 

هل؟

هل سمعتَ صوتي
ولم أتذوق النشيج..؟

هل تلمستَ النهاية
وما برحت أدور؟

هل تربعتَ على عرش اليقين
حين حامتْ هواجسي
حول قباب القصور؟
..............................
..............................

الغماغم تهرول
نحو العروش
تقبـِّل أجنحة الحمائم
التي مزقتْ أشرعة الهديل..!!

 

عندما
عندما تكون راحاتنا
الجمر
يذوب المساء
وهشيش الثلج
وهالات القمر الأوحد..!

عندما تكون للمساء
قسوة الصخر
وراحاتنا اشتهاء..
نفترش الجبال
وتغيم العيون!
يكون للأصوات الخبيئة
جذورها
وللجذور مآذنها
وفجر مسحور
بسحائبنا البيض!
*************
•        هل بدت راحاتنا جمرا؟

•        هل صارت راحاتنا اشتهاء؟


•        أي اجتياح أدمى سحائبنا البيض؟


امرأة ورجل
ستكون.. في انتظاري
لان ارض الأسفار
أُجهـِضـَت أطلالـُها
ورُفــِعـَت أنقاضُ المرافئ
لان العيون سُرِقـَتْ
أحداقـُها
والأفواه كممتـْها
طقوسُ الارتحال
لأن الأجساد نيازك
اللامنتهى..

سأكون في انتظارِك
لأنهم يسرون
نحو الفجر
اللائذ في لجة الموج

سأعود إلى النبع
واغمس إصبعي
بماء جدولنا
المنحسر,
واكتب
تاريخ عودتنا
إلى المرافئ المطمئنة
في قرارة اليم..!

 

 


حكايا امرأة من الجنوب

القرية

الجراد...!

إذ حطِّ الرحال.......

في قريتنا...........

ما أكل الزرع..!

لكنه............

أكل...........

كلّ أوراقي..!!

*****************
الرحيل

حين كان الحلم

ـ تحت جفنيّ ـ

يرسم وجهك..

تسربت جذور العمر..

من شقوق منزلي...

تفرعت فيه كغابة...

قطفت أيامها....

نثرتها على دروب الناس..

عندما مرتْ الجموع

بسباقها الأزلي..

عَلِقتْ
ـ دون صوت ـ


بأرجل الرحيل..!!

*******************
المأزق

شيخ...

على باب الحكمة

سار طويلا..

كي يطرقها...

كاد أن يموت جوعا

.......................

.......................

الآن..

الآن...

فقط....!

يحلم بفتات الطيش...

كي يدمي نصل السيف...

ويقطع رأس الحكمة...!!!

*******************
المطر

كلَّ ليلة..

يـُفتـَح البابُ

ويدخل السيابُ

أضناه الأرق...

حاملا غيماته...

بأكياس ورق...

على خدّيه

قطرات المطر

وعلى سيماه بَرَق!!

فيهتز سقف بيتي..

راعدا :ـ

عراق..!!

يا عراق..!!
*******************
الصلاة
الصرخة...

ليست...

صوتا ...

بل أذن تسمع!

والصلاة ولدت

من رحم الهمس!

.......................

.......................

لا تصرخ!

إن الربَّ قريب

يحصي أنفاسك..!

******************
الاغتيال

في الغابة

تهدر صيحة:ـ

ـ من حـُمـِل

ـ اليوم ـ

على نعش الفجر؟

....................

....................

ابحث بين أوراقي

فأجد بين القتلى

قصيدة شعر..!!

*******************
مسرحية مكررة

قبلة.. بعد.. أخرى

أهديتك فمي..!

قناعا بعد الآخر

يتجعد..!

وأنا أقف

خلف الجمهور

الذي صفق طويلا

للمشهد..!

اعدُّ أيامي

أتراها:ـ

تكفي لشراء الخبز؟،

أو أن تفتح أزراري

لرياح الحب؟؟

********************
الصغار

لحية بيضاء

تسترسل...

تكنس الأرض

وتشتل حكمتها

وتطلُّ الحقولَ البراء!

.........................

.........................

كنا صغارا

حين دعسنا

العشب الأبيض!

حين قلعنا أشجارا

هدباء!

********************
العولمة

قالت "فيروز":ـ

ـ هذه أغنيتي

ارنمها ليلا

ساعة يفنى العهد..

وتنكرني الساعات..

......................

......................

أصاخ الليل السمع

لكن الرجل المتعب

أغفى!

وقطرت أغنيتها

حتى ظمئت!

****************
حلم صغير

عصفور شقَّ..

في الطين نهيرا..

جمع حبات الماء..

من كل الأزهار..

.......................

.......................

العصفور يحلم

بالشطآن المخضرّة

والنهير يشرب

كلَّ الماء!

..........................

..........................

العصفور الحالم

ـ لا يدرك ـ

إن الأحلام

ـ إن صغرتْ ـ

لا تكبر أبدا...!!

*****************
بغداد

زرعتُ وردتين

على خدّيها..

ضحك البرعم..

على شفتيها..

ولاحتْ..

في الحلق الدامي..

شوكة...!!

*******************
حمامة

كان هديلي

غيمة..

ارتدتْ أمطارها

واستعدت للهطول..!!


كان هديلي

غيمة

اغتالها قيظ آب

ومضى..!!


أيا غربتي......

بين حقول عَزوف

وسنابل

ترنيمتها فحيح الأفاعي..!!

*********************
البحر

صياد..

امتلك البحر..

ـ يوما ــ

الموج رفيق القارب..،

والسمكة هبة البحر...،

والريح على الشراع

غافية...!

قولوا للصياد

إن البحر

يخلف ميعاده..!!


إن البحر يغيـّر

كلَّ يوم

أسياده!!
**************************
بيتنا

البيتُ لنا..
عيونـُنا مُسَّهدة ٌ
أهدابُها القـَطـْرُ

أفواهـُنا
يُؤرِقـُها الغـِناء
وأرجـِلـُنا.. تتأرجحُ
في الأصقاعِ
ماجنَة.ً.!
كأغصان ٍأذَلـَّها
نـَزَق ُخريف..!


البيتُ لـَنا..
جدرانُه ُقـُرٌّ
وسقفُهُ مَوْطِيء
الدجىُ..
نوافذُهُ الدياجيرُ
وبابُهُ المُشرَعُ
للأهواءِ
بلا عتبةٍ
تنتظرُ الخُطى..!!

 

 

 

 

 


اشتباك بالحروف مع الاغتراب


أجفانهم مطبقة
لاتراني...!
لا حديث
ـ اليوم ـ
مع الآخرين!
***********************
في زاوية قلما يلمحها احد،
أو تلفت الانتباه،
اجلس إلى كتبي،
إلى مملكتي،
ممنوع دخول الأصوات!
ممنوع دخول الآخرين!

لكني سأسمع كل الأصوات!
سأكتب الآخرين!
**********************
هل اخترت الرطوبة
والجلوس إلى نفسي؟

القتلة يبحثون
في الزوايا
عن القابعين في كهوف
جبل الذكريات
عمن يحسنون الكتابة
عمن يجيدون تذكر ما حدث
ويصرون على نقش ماحدث
بحروف كبيرة
ولامعة!
**********************
أسلحة وجيش جرار..،
قادة وجنود..،
وزارة دفاع كاملة..
تقتحم زاويتي الرطبة
تدافع عن حقوق الآخرين
المنتهكة في أشعاري
وتدهس بأحذية العساكر
حقي في الوجود...!!
************************
لم اعد ابحث
عن الحب
في عيون الناس
انتظرته طيلة طفولتي
أن يأتيني مغلفا....
كالهدايا...
بورق فاقع اللون..!
لكن الطريق إلى بريدي
كان وعرا..
كان سبيلا غير مطروق..
لذا أغلقت بوابة الحب
بقفل مضاد للتأثر والانفعال
وسكنني قلب من حديد!!
**********************
ألا ترى
إن الكهولة قد حلت
وان الألوان التي كانت تزدريني
واعشقها
أصبحت تطاردني الآن
وازدريها..؟
من أين لي عين
تقتحم أسرار الألوان..؟!،
أسرار بهجتها والطفولة..؟!
من أين لي بما مضى؟؟
ومن سيخبرني...
بما هو آت؟؟
*************************
لو أني أصير بذرة
تذوب عشقا
في تربة دافئة
لو أن المطر يهطل
تلك الساعة
وتتفتح البذرة عني
ويقتحم جذري
بداهة الحياة...!
ويتجه برعمي
نحو الأعلى....
نحو الشمس....
نحو الفضاء.....
والأطيار التي تنتمي
الى لحظة تفتحي

كيف ستكون ـ حينئذ ـ
عيون الحب في الجبال..؟
كيف سيكون مذاق الربيع...
ولذعة الشتاء ...؟

كيف ستكون طفولتي
التي لم أجدها
في كتاب..
أو قصيدة..؟

كيف سيكون وطني المسروق
لو أني أصير بذرة
تذوب عشقا
وتعيد كرة الحياة..؟
*********************
مكعب صغير
يلقي بظل كبير!
على حائط متوسط الارتفاع
أمام شمعة صغيرة..!

مكعب كبير
يلقي بي على مقعد وثير!
ليناطح ظلي أنفة السقف
أمام محرقة الكتب!

مكعب متوسط الحجم
اسكنه...
كي لا يكبر ظلي
أمام شمعة صغيرة..!
لا يناطح انفة السقف
أمام محرقة الكتب..!

سيكون ذاك بيتي
المبعد عن تضاريس الحياة!
المبعد عن جدوى التضاريس!
عن جدوى الشموع!
عن جدوى الظلال!
عن جدوى محارق الكتب!
عن كل ما يتكرر..
ويتكرر...
ويجعلني اسأم..
اسأم...
وأصر على أن اسكن
مكعبا متوسط الحجم!!
********************
ماذا سيحدث
إن شهقت والجبل
وألقيت نظرة
على الوادي..
ورأيت ما عليها الأشياء
حين تكون في الأسفل..!
أتراني أتحول إلى اله؟؟،
أم سأكره كل الأباطرة؟؟،
كل السيوف التي ارتفعت
كي تقطف رؤوس
من لا يرتؤون سكنى الجبال؟؟
**************************
خذيني أيتها الخطوط المحتشمة
أيتها الخطوط الجو امح
خذيني أيتها الخطوط المتضاربة
المختلطة!
دعيني أراك
من جديد
دعيني امسك
بخط البداية
دعيني انتشي
بغفلة الحب
لحظة التكون
تلك اللحظة البعيدة
اللحظة القريبة

اللحظة العتيقة
اللحظة الجديدة

لأقرأ الخطوط بتمعن...
لأحاول...

آه..........!!!
الخطوط الماكرة تتراقص
أمام عيني الكليلتين!
والضوء الخافت
يهفت
يهفت
تتعاظم جبال من عدم
بين ظل الشمس
واطلال الارض


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حيدر الجبوري من : العراق ، بعنوان : تعليق في 2011/02/09 .

الدكتورة الغضبان المحترمة-تحية لهذه الروح الشعرية الرائعة وهذا الأداء البارع وكأنني أمام روح السياب ولاأجازف القول من أنك كثيرة التاثر به ألى حد الأيغال بالرمز والتشفير والتلميح المتاتي من تجربة شعرية تستند ألى فلسفة واضحة وعقل متكشف للوجود ودائم الحركة يشوبها ذاك الأحساس بالقلق الأنثوي ومحاولة أبراز الذات والأنا بشكل لافت للأنتباه-اما بخصوص قضية الفحولة الشعرية والموقف من الأنثى فقد عالجها عبد الله الغذامي وأسهب عنها في كتابه تأنيث القصيدة العربية وكتابه النقد الثقافي مع العلم ان هذه القضية ليست ملازمة للأدب العربي بل نجدها واضحة أيضا حتى في الآداب الغربية ولهذا نجد الدراسات الثقافية وادب مابعد الكولنيالية قد أفرغ جزءا هاما لها والحقيقة أن القضية ليست تعود للمجتمع بقدر ماتعود للشاعر ولذلك نجد السياب مولعا بعشتار الخصب وخاصة في مدينة المطر وأنشودة المطر ونجد نازك الملائكة متنقلة مابين هذا وهذا والخنساء كانت متفحلة في شعرها ومن الامثلة الشيء الكثير-سلمت



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3173
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7