• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح146 سورة هود الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح146 سورة هود الشريفة

بسم الله الرحمن الرحيم
 
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ{36} 
نستقرأ الاية الكريمة في موردين : 
1- ( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ) : لا يؤمن اكثر من الذين امنوا .
2- ( فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ) : فلا تحزن .     
يلاحظ في الاية الكريمة امرين : 
1- دفعت نوح (ع) عن الامل والرجاء في ايمان المزيد من قومه . 
2- تضمنت الاية الكريمة نهيا له (ع) ان يهم ويغتم او يحزن على قومه عند تمسكهم بما هم عليه من الكفر والمعصية , حيث ان عذاب الله تعالى واقع بهم لا محالة , وهم غير مبالين , لهذا السبب او لغيره حزن نوح (ع) حزن البائس المستكين عليهم , فنهته الاية الكريمة عن ذلك .  
 
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ{37}
نستقرأ الاية الكريمة في ثلاثة موارد : 
1- ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ) : الفلك السفينة , (  بِأَعْيُنِنَا ) تحتمل عدة معاني , منها : 
أ‌) المشاهدة والاطلاع من قبله عز وجل . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي". 
ب‌) بمعنى الحفظ والرعاية . ( نفس المصدرين السابقين ) .   
2- ( وَوَحْيِنَا ) : يبين النص المبارك , ان الوحي المقدس كان يوجه نوح (ع) ويعلمه كيفية صناعة السفينة بالشكل الامثل , وفي ذلك الكثير من العبر والملاحظات لمن طلب وتفكر وتأمل اكثر في هذا الموضوع . 
3- ( وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ) :  يبين النص المبارك ان نوحا (ع) دعا او خاطب الله عز وجل في دفع العذاب عنهم , فأتاه الجواب منه جل وعلا حازما , ان العذاب بالغرق واقع بهم لا محال , ولا سبيل لدفعه .     
 
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ{38} 
تنقل الاية الكريمة حادثة جرت بين سادة وكبراء القوم ونوح (ع) , فيما يبدوا انها تكررت مرارا , بدلالة ( وَكُلَّمَا ) التي افادت تكرار الحادث لاكثر من مرة , ويحتمل فيها اختلاف الاشخاص واختلاف الزمن , ان لم يكن اكيدا , لكن يلاحظ ان الاية الكريمة اوردت فعل هؤلاء الجماعة من الكبراء بسخريتهم  بصيغة المفرد ( سَخِرُواْ مِنْهُ ) , بينما اوردت رده (ع) بصيغة المتكلم الجمع ( قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ) , يدل هذا الامر على ان نوح (ع) لم يكن يصنع السفينة لوحده , بل بمساعدة ابناءه والذين امنوا معه , فكانت سخرية القوم منه (ع) بالخصوص , كونه رئيس او مدير العمل , وكان جوابه (ع) بخطاب المتكلم الجمع , يعني نفسه ويمثل العاملين لديه . 
كان منطلق سخرية قوم نوح (ع) من عدة نواحي :    
1- المكان : حيث شرع نوح (ع) ببناء السفينة في البرية , بعيدا عن الماء . 
2- الزمان : طول مدة بناء السفينة , وابتعاد وغفلتهم عن اليوم الموعود . 
3- العمل : مما يروى في استهزاء القوم منه (ع) حيث كانوا يقولون له ( صرت نجارا بعد ان كنت نبيا ) ! .    
اما نطاق سخريته (ع) منهم , في اليوم الموعود بالطوفان , حيث سيغرق القوم , بينما سينجو هو (ع) ومن معه . 
 
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ{39}
يستمر خطاب نوح (ع) لقومه في الاية الكريمة , وورد فيها نوعين من العذاب واقعين لا محالة : 
1- ( فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ ) : المقصود قوم نوح (ع) , والعذاب المخزي الطوفان , وهنا يمثل العذاب العاجل في الدنيا . 
2- ( وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) : يشير النص المبارك الى ان العذاب الواقع بالكفار لا يقتصر على الطوفان في الدنيا , بل سيحل بهم وعليهم عذاب دائم ومستمر في الاخرة , وهو يمثل العذاب الاجل بعد الموت .     
 
حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ{40}
تروي الاية الكريمة مجريات الامور , فكانت البداية : 
1- (  حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ) : كانت هذه العلامة على امره تعالى بنزول العذاب لنوح (ع) ولقومه , وهي فوران نبع ماء كما يفور الماء المغلي في القدر , وتظهر على سطحه الفقاعات , مما يروى في ذلك ما جاء في تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني نقلا عن الكافي والمجمع (عن الصادق عليه السلام كان التنور في بيت عجوز مؤمنة في دبر قبلة ميمنة المسجد يعني مسجد الكوفة فقيل له : فإن ذلك موضع زاوية باب الفيل اليوم ثم سئل وكان بدو خروج الماء من ذلك التنور ؟ فقال : نعم إن الله عز وجل أحب أن يري قوم نوح آية ، ثم إن الله تعالى أرسل المطر يفيض فيضا وفاض الفرات فيضا ، والعيون كلهن فيضا فغرقهم الله وأنجى نوحا ومن معه في السفينة ) .  
2- (  قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) : يشير النص المبارك الى امره تعالى لنوح (ع) ان يحمل في السفينة من كل صنف من صنوف الحيوانات ذكرا وانثى , وليس ذاك فقط بل . 
3- (  وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) : (  وَأَهْلَكَ ) , زوجته (ع) واولاده وزوجات اولاده ( سام – حام – يافث ) , (  إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) , بأستثناء ولده كنعان وزوجته واولادهما , (  وَمَنْ آمَنَ ) , في بعض الاراء ان عدد المؤمنين مع نوح (ع) ستة رجال وزوجاتهم , وقيل ان كل من كان في السفينة كان عددهم ثمانون , اربعون رجل , واربعون امرأة . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني , تفسير الجلالين للسيوطي".     
4- (  وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ) : مفهوم ( قليل وكثير ) في القرآن الكريم , حيث ان الكثير ما يربو على الثلاثة والثمانون , والقليل ما دون ذلك , وهذا ما اشارت اليه الاية الكريمة  { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25 , حيث كان عدد المواطن الكثيرة تلك ثلاثة وثمانون .          
 
وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41}
تروي الاية الكريمة ان نوحا (ع) قال لمن معه امرا (  وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا ) , امرهم بالركوب على متن السفينة , (  بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ) , فيها امر ضمني بوجوب التسمية , الله تعالى يسيرها ويوقفها ( يرسيها ) , (  إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , لولا مغفرته تعالى لكم , ورحمته تعالى بكم لما انجاكم من الطوفان .      
 
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42} 
تضمنت الاية الكريمة مقطعين : 
1- ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ ) : يبين النص المبارك , ان امواج بحر الطوفان كانت كبيرة حيث ان كل موجة كالجبال في ارتفاعها وضخامتها .  
2- ( وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ) : تضمن النص المبارك نداء نوح (ع) لابنه كنعان الذي كان يحاول تسلق احد الجبال املا في النجاة من الغرق , وفيه : 
أ‌) ( يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا ) : يطلب ويأمر ابنه ان يركب معهم في السفينة . 
ب‌) ( وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ) : ينهى نوح (ع) ابنه ان يكون من الكافرين .     
 
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{43}
تروي الاية الكريمة حوارا بين الابن كنعان والاب نوح (ع) , حيث كان بأمكان كلا منهما رؤية الاخر , وبمقدور كلا منهما ان يكلم الاخر ويسمع كلامه :  
1- ( قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء ) : يروي النص المبارك جواب كنعان لابيه نوح (ع) , من انه سوف يأوي متسلقا احد الجبال , املا في النجاة من الغرق . 
2- (  قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ ) : يروي النص المبارك جواب نوح (ع) لابنه , لن يفلت وينجو فرد من الكفار من هذا العذاب , بأستثناء من رحم الله تعالى .  
3- ( وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) : يؤكد النص المبارك على امرين : 
أ‌) ( وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ ) : اللحظة الحاسمة , لحظة ارتفاع الموج بينهما , فلم يتمكن احدهما من رؤية الاخر. 
ب‌) ( فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) : غرق ابن نوح (ع) كنعان .          
 
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{44} 
نستقرأ الاية الكريمة في ستة موارد : 
1- ( وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ ) : يشير النص المبارك الى امره تعالى للارض ان تغور مياهها , فكان الامر كذلك . 
2- ( وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي ) : امره تعالى للسماء ان توقف المطر , فتوقف . 
ويلاحظ ان امره تعالى ومخاطبته للارض والسماء بخطاب العاقل , في هذا الخصوص قال الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 (  مما يدل على كمال القدرة والاقتدار ، وإن هذه الاجرام العظيمة منقادة لتكوينه فيها ما يشاء ، غير ممتنعة عليه عارفون جلالته وعظمته يتمثلون أمره على الفور من غير ريث ) .
3- ( وَغِيضَ الْمَاء ) : نقص . 
4- ( وَقُضِيَ الأَمْرُ ) : تم الامر بهلاك قوم نوح (ع) . 
5- ( وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ) : يشير النص المبارك الى ان السفينة استقرت ورست على جبل الجودي , الذي اختلفت الاراء حوله , فقيل انه في الكوفة , وقيل انه في الموصل , الا ان اكثر الاراء تشير الى انه في الموصل , وهذا ما ذهب اليه الفيض الكاشاني في تفسير الصافي ج2 , السيوطي في تفسير الجلالين , وكذلك علي عاشور العاملي في مصحف الخيرة . 
6- ( وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) : أصله بعد بعدا بعيدا لا يرجى عوده ، ثم استعير للهلاك ، وخص بدعاء السوء ، قيل الآية في غاية الفصاحة لفخامة لفظها ، وحسن نظمها ، والدلالة على كنه الحال مع إلايجاز الخالي عن الاخلال ، وإيراد الاخبار على البناء للمفعول دلالة على تعظيم الفاعل ، وأنه متعين في نفسه مستغني عن ذكره إذ لا يذهب الوهم إلى غيره للعلم بأن مثل هذه الافعال لا يقدر عليه سوى الواحد القهار . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".    
 
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ{45}
تذكر الاية الكريمة ان نوحا (ع) نادى ربه قائلا ( رَبِّ إِنَّ ابُنِي ) كنعان ( مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) وقد وعدتني بنجاتهم , ( وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) , اعدلهم واعلمهم , يلاحظ في النص المبارك استسلام وانقياد نوح (ع) لحكمته وقضاءه جل وعلا .     
 
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ{46}
طالما وان نداء نوح (ع) ابتدأ بـ ( رب ) , كانت الاجابة سريعة في الاية الكريمة التي تلتها مباشرة , كما اشرنا لذلك مسبقا , فكان جوابه جل وعلا لنوح (ع) في اربعة مواطن : 
1- ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) : في النص المبارك رأيين : 
أ‌) انه ليس من اهلك الذين وعدتك بنجاتهم . 
ب‌) انه ليس من اهلك لانه كان مخالفا لك بالايمان . 
2- ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) : كان كافرا , فعمل عملا غير صالح بكفره ومعصيته . 
3- ( فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ) : ما لا تعلم أصواب هو أم لا حتى تعرف كنهه . "تفسير الصافي ج2 للفيض الكاشاني".    
4- ( إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) : بسؤالك ما لم تعلم ."تفسير الجلالين للسيوطي".  
 
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ{47}
تذكر الاية الكريمة دعاءا له (ع) جاء فيه : 
1- ( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ) : اعتصم واستجير بك من ان اسألك ما لا اعلم الصواب فيه , تأدبا بأدب الله تعالى واتعاظا بموعظته جل وعلا .  
2- ( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) : ( وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي ) , ما بدر مني بالسؤال , ( وَتَرْحَمْنِي ) , بالتوبة والمنة والفضل , ( أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) , اعمالا , يلاحظ ان نوح (ع) قال ذلك تذللا وخضوعا له جل وعلا .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35547
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20