عصفت في البلاد عواصف مسمومة , عمقت شرخ الخلافات الحادة , والتناحر الشديد والخطير , الذي ولد الاحتقان الطائفي المسعور , مما حكم على البلاد , ان تلتف بأثواب الاحزان , وحالة الغليان , بالاضطراب وعدم الاستقرار , في جميع مناحي الحياة , وضاعت بوصلة الحوار والتفاهم والتواصل , بين الاطراف السياسية المتنفذة , المشاركة في العملية السياسية , وحكومة الشراكة الوطنية , مما جعلوا ثوب الوطن منخور ومملؤ بالثقوب والثغرات , التي عبرت منها السموم الصفراء , بالارهاب الدموي , الذي تحول الى حالة يومية بالقتل والموت المجاني , فضاعت سلطة القانون , في المتابعة والمحاسبة والمعاقبة الفساد والمفسدين , الذين استغلوا غياب الدولة , لينتهزوا فرصة النهب والسلب والاحتيال , لاشباع جشعهم الذي ليس له حدود ومنطق معقول , فضاعت خيرات البلاد ,بغير روافدها المطلوبة والهادفة , مما جعل المواطن يترنح بثقل الازمات , التي ليس لها مخرج ونهاية . ان فشل الاطراف السياسية المتنفذة , بوضع قاعدة سليمة ونافعة , تخرج البلاد من عنق الزجاجة , مما انعكس سلباً على جميع مستويات الحياة , فانتهزت الطائفية الفرصة الثمينة , بان تتوغل الى الاعماق , وتسيطر على الحالة السياسية للبلاد , وتتحكم بمقدرات الوطن , وتمزق صفوف الشعب واطيافه , بالشرخ العميق والانقسام والتفتت , وبالتالي خسر العراق فرصة التقدم والتطور والاستقرار , والوطنية الحقة , مما حدى بالديموقراطية ان تدخل , في دهاليز مجهولة ومظلمة , مما حدى بالدول المجاورة , ان تتدخل بكل بساطة في الشأن الداخلي العراقي , وان يكون المسار السياسي , يخضع الى تأثيرات هذه الدول , الطامعة بالعراق , وبان يجعلوا العراق , ينيخ بثقل الازمات , وترهل المسار السياسي بالامراض الخبيثة , وتصاعدت حالة الاضطراب والنزاعات الداخلية , بان تهدد مصير العراق , بتحويله الى ساحة حرب , بالفتنة الطائفية , التي ستحرق الاخضر واليابس , وستحل الطامة الكبرى , بهدم صرح الوطن , وهذا يتطلب بذل الجهود الكبيرة والمساعي الحميدة , لابعاد الحريق القادم , اي العراق بحاجة قصوى , وحاجة ضرورية وملحة , الى ايادي انقاذ , واطفاء الحرائق المشتعلة , بحاجة العراق الى معجزة , تنقذه من مخاطر الوضع المتأزم والمشؤوم , وتنتشله من المستنقع الاسن , الذي وقع فيه . بحاجة الى رياح ربيعية , تحمل نسائم المحبة والسلام , وصفاء القلوب , وتفتح ابواب الحوار والتواصل والتفاهم , وتفتح الجسور المغلقة والمقطوعة والمسدودة , وتفتح الطرق , وتردم الخنادق وترفع الحواجز والسواتر , التي تقطع اوصال الوطن الى قطع صغيرة متنافرة ومتناحرة ومتحاربة . العراق بحاجة الى نسمات من السلام والمحبة , في كل زاوية وحارة وبيت . العراق بحاجة الى الوحدة والمحبة والتفاهم , بالقيم المتسامحة . لذلك على الجميع ان يدرك , ان استمرار هذه الصراعات الحادة والملتهبة , ستقود الوطن الى الانهيار , وسيخرج الجميع خاسر , سوى اعداء الوطن والشعب , سيحتفلون بنصرهم العظيم على العراق . ان العراق لايمكن ان يتعافى ويداوي جراحه , إلا بالوحدة والتفاهم تحت راية الوطن , إلا بالارادة والعزيمة القوية , التي تستطيع ان تدفع الوطن الى بر الامان . . ها هو نوروز السلام يطل علينا , يجب ان نغتنم الفرصة السانحة , بان يكون هذا العيد , عيد السلام والمحبة , يرفرف على جموع العراق . عيد يفتح باب الحوار المسؤول , والتفاهم الوطني المطلوب . بان نجعل عيد نوروز فرحة لكل الطوائف , بان تنزع اثواب الطائفية والشقاق , لتحتفل سوية بنار نوروز , رمز السلام ونقيض الظلم والطغيان , حتى يتذوق الشعب طعم الامان والحرية والحياة المستقرة , لنجعل من نوروز السلام , فرصة لطي صفحة الماضي البغيض
المجد لعيد نوروز . . عيد المحبة والسلام |