لنجعل من نوروز عيد السلام والمحبة
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عصفت في البلاد عواصف مسمومة , عمقت شرخ الخلافات الحادة , والتناحر الشديد والخطير , الذي ولد الاحتقان الطائفي المسعور , مما حكم على البلاد , ان تلتف بأثواب الاحزان , وحالة الغليان , بالاضطراب وعدم الاستقرار , في جميع مناحي الحياة , وضاعت بوصلة الحوار والتفاهم والتواصل , بين الاطراف السياسية المتنفذة , المشاركة في العملية السياسية , وحكومة الشراكة الوطنية , مما جعلوا ثوب الوطن منخور ومملؤ بالثقوب والثغرات , التي عبرت منها السموم الصفراء , بالارهاب الدموي , الذي تحول الى حالة يومية بالقتل والموت المجاني , فضاعت سلطة القانون , في المتابعة والمحاسبة والمعاقبة الفساد والمفسدين , الذين استغلوا غياب الدولة , لينتهزوا فرصة النهب والسلب والاحتيال , لاشباع جشعهم الذي ليس له حدود ومنطق معقول , فضاعت خيرات البلاد ,بغير روافدها المطلوبة والهادفة , مما جعل المواطن يترنح بثقل الازمات , التي ليس لها مخرج ونهاية . ان فشل الاطراف السياسية المتنفذة , بوضع قاعدة سليمة ونافعة , تخرج البلاد من عنق الزجاجة , مما انعكس سلباً على جميع مستويات الحياة , فانتهزت الطائفية الفرصة الثمينة , بان تتوغل الى الاعماق , وتسيطر على الحالة السياسية للبلاد , وتتحكم بمقدرات الوطن , وتمزق صفوف الشعب واطيافه , بالشرخ العميق والانقسام والتفتت , وبالتالي خسر العراق فرصة التقدم والتطور والاستقرار , والوطنية الحقة , مما حدى بالديموقراطية ان تدخل , في دهاليز مجهولة ومظلمة , مما حدى بالدول المجاورة , ان تتدخل بكل بساطة في الشأن الداخلي العراقي , وان يكون المسار السياسي , يخضع الى تأثيرات هذه الدول , الطامعة بالعراق , وبان يجعلوا العراق , ينيخ بثقل الازمات , وترهل المسار السياسي بالامراض الخبيثة , وتصاعدت حالة الاضطراب والنزاعات الداخلية , بان تهدد مصير العراق , بتحويله الى ساحة حرب , بالفتنة الطائفية , التي ستحرق الاخضر واليابس , وستحل الطامة الكبرى , بهدم صرح الوطن , وهذا يتطلب بذل الجهود الكبيرة والمساعي الحميدة , لابعاد الحريق القادم , اي العراق بحاجة قصوى , وحاجة ضرورية وملحة , الى ايادي انقاذ , واطفاء الحرائق المشتعلة , بحاجة العراق الى معجزة , تنقذه من مخاطر الوضع المتأزم والمشؤوم , وتنتشله من المستنقع الاسن , الذي وقع فيه . بحاجة الى رياح ربيعية , تحمل نسائم المحبة والسلام , وصفاء القلوب , وتفتح ابواب الحوار والتواصل والتفاهم , وتفتح الجسور المغلقة والمقطوعة والمسدودة , وتفتح الطرق , وتردم الخنادق وترفع الحواجز والسواتر , التي تقطع اوصال الوطن الى قطع صغيرة متنافرة ومتناحرة ومتحاربة . العراق بحاجة الى نسمات من السلام والمحبة , في كل زاوية وحارة وبيت . العراق بحاجة الى الوحدة والمحبة والتفاهم , بالقيم المتسامحة . لذلك على الجميع ان يدرك , ان استمرار هذه الصراعات الحادة والملتهبة , ستقود الوطن الى الانهيار , وسيخرج الجميع خاسر , سوى اعداء الوطن والشعب , سيحتفلون بنصرهم العظيم على العراق . ان العراق لايمكن ان يتعافى ويداوي جراحه , إلا بالوحدة والتفاهم تحت راية الوطن , إلا بالارادة والعزيمة القوية , التي تستطيع ان تدفع الوطن الى بر الامان . . ها هو نوروز السلام يطل علينا , يجب ان نغتنم الفرصة السانحة , بان يكون هذا العيد , عيد السلام والمحبة , يرفرف على جموع العراق . عيد يفتح باب الحوار المسؤول , والتفاهم الوطني المطلوب . بان نجعل عيد نوروز فرحة لكل الطوائف , بان تنزع اثواب الطائفية والشقاق , لتحتفل سوية بنار نوروز , رمز السلام ونقيض الظلم والطغيان , حتى يتذوق الشعب طعم الامان والحرية والحياة المستقرة , لنجعل من نوروز السلام , فرصة لطي صفحة الماضي البغيض
المجد لعيد نوروز . . عيد المحبة والسلام
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat