صوت آذان المغرب يملئ الحي البغدادي ليضبط إيقاع المواكب الزاحفة نحو البيوت كما يضبط إيقاع الموسيقى العسكرية مسير الجنود في مواكب الاستعراض العسكري يبث صوت الآذان سحره الإلهي في قلوب المارة ,ويسيطر على أذهانهم ، بدأت الأضواء تنير البيوت 0
سمع عبدالله صوت الآذان وفاضت عيناه بالدموع شعر بأن تلك اللحظة أكثر من مناسبة ليشكو حاله وما أل أليه إلى الباري عز وجل 0
حين دخل في غرفته شخصت عيناه نحو شهادته الجامعية التي لولاها قد يكون نسي انه يحمل شهادة ماجستير ، تذكر تلك السنين التي كان فيها يجتهد للحصول على الشهادة وكيف كان يمني نفسه ويعدها بأنه بعد كل التعب والمجهود ستأتي ساعة السعد والهناء لكن واحسرتاه لان الشهادة لم تلبي طموحه وأصبحت مجرد لوحة تجمل الجدار 0
نظر إلى يديه اللتين كانتا ناعمتي الملمس أما ألان أشبه ما تكون بالأرض العطشى التي رسمت ملامح الظمأ على محياها 0
ماذا يفعل ؟ لقد طرق كل أبواب الوزارات ولم يجد وظيفة ولم يحصد سوى الوعود 0
غدا سيقول كلمته يجب أن يسمعه احد أين سيقولها ؟
نعم لقد قرر أن يتكلم تحت نصب الحرية 0
روحه مفعمة بالأمل مليئة بالطموح عيناه لا ترى سوى السراب لقد مل انتظار تحقيق الأمنيات 0
ذهب الأمس طاويا صفحة من عمرنا وحضر اليوم كحمامة عادت إلى صغارها خالية الوفاض الصغار تنظر إلى منقار أمها بكل الم رسمت بمناقيرها زوايا هندسية طالبة ما يسد رمقها دون جدوى 0
أما أنت أيها الغد المجهول ماذا تخبئ لنا ، هل جعبتك ملئى بالحلول أم تحمل الأيام العجاف 0
اخذ عبدالله يردد مع نفسه بت اشعر في الغربة في كل مكان حتى في بيتي ، متى تغسل وجوهنا في نور الشمس في كل يوم اصنع لي أملا جديدا ، أسير نحوه لكني أتفاجئ بأكذوبة كبرى وصرح من وهم ، لقد أن أوان أن افعل شيئا حيال بؤسي وشقائي ، نظر إلى الوجوه حاول قرائتها ، وجوه أشقاها الزمان وأتعبتها تفاصيل الحياة وأثرت بها تقلبات وأحوال البلاد 0
جذبت عينيه تلك المرأة التي تحمل صورة ولديها اللذين اختطفهم الإرهاب ولم تعثر عليهما 0
رجل اثر فيه حر الصيف القاسي الذي لم يقوَ على رؤية أبنائه يكابرون الأمر بمعزل عن الطاقة الكهربائية جاء يطالب بالخدمات ، بعض الوجوه تبدو انتهازية من الطراز الأول جاءت ترفع شعارات مروجة إلى أحزاب وكيانات وأسماء وتحاول أن تنال من شخوص وطنية أرادت أن ترسم ضوضاء لتحقيق مآرب 0
شاب يشكو حاله بعد أن طرد من وظيفته وبقى بلا عمل وعائلته دون معيل0
كانت العيون تتحدث أكثر من الألسنة تلك المرأة الأرملة لا تقوى هي وأبنائها الصغار على تلبية متطلبات الحياة فتارة تصب نيران غضبها على القتلة الذين سلبوا رب العائلة حياته ، وتارة أخرى تصب نيران غضبها على الحكومة التي يجب أن يكون لها دور كبير في رعاية أبنائها 0
أما ذلك الرجل فقد ملت نفسه رؤية البلاد تدمر من قبل الوافدين من خلف الحدود وهو يردد بالأرادة والإخلاص وتحت مظلة الأمان تبنى الأوطان 0
صورة الجندي وهو يحطم قضبان السجن تتفاعل مع أصوات الحشود
يستذكر عبدالله كل هموم الوطن غربة المواطن في بلاده وخارجها ، لقد ملت الملائكة رؤية الشياطين تبث الفساد وتسخر من العباد
هل يطلع الفجر فوق نصب الحرية
تحت هذا النصب أرادات تطلب الازدهار وأرواح اشتاقت الى النقاء بعيدا عن الدخان والعيش بعز وكرامه 0
سار عبدالله مع أمواج الحشود تحت النصب وهو يسمع ضجيج أصواتهم فإذا صرخة مدوية من أعماقه يطلقها لتعبر عن كل ألمه وحسرته
أريد الحياة 00000 أريد الحياة
جعفر صادق المكصوصي
28/6/2011
|