• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : أبَتْ إلاّ يَهِيْمُ بِهَا الْغَيَارَى .
                          • الكاتب : كريم مرزة الاسدي .

أبَتْ إلاّ يَهِيْمُ بِهَا الْغَيَارَى

  الإهداء : إلى الأستاذ زاحم جهاد مطر المحترم   كاتب المقامات المجدد ، وقد كتب عني مقامتين رائعتين. وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
 
وَضَعْنا الشّمسَ مرتكزاً مدارا *** أبــــتْ إلاّ يهيمُ بها الغَيارى
 
فراحتْ  تُشْبعُ الآفـاقَ نوراً **** وما جحـدتْ يمينـاً أو يسارا!
 
وسارتْ بينَ ديجورٍ وجورٍ **** فشعشعَ عـدلـُها يلـجُ الدًيـارا
 
وقالتْ شيـمتي تأبى ومجدي * "سحائبُ ليس تنتظمُ" القفارا(1)
 
فمـدّتْ ترفدُ الصحرا بجــارٍ ** وقد جابتْ جواريها الجـوارا(2)
 
وكانتْ خصْـبة ًضوءًا وماءً *** فما قحـلتْ ولا غبرتْ غبارا
 
لها رأدُ الضحى وأصيلُ شمسٍ ** فمدّتْ في بسيـطتها النوارا
 
ألا لله يا بغـــــدادُ مجــــــــداً **** تعثّرَ بيـــنَ تيمـــــورٍ عِثارا
 
فهمّـتْ عتمة ٌ تعلو علاهـــا ****ومـا ذاقــت لياليها النهـــارا!
 
ترومُ ســـيادة ً للظلمِ عسْفاً  ** وإنْ رسمتْ على الجيلِ افتقارا
 
وتنهـشُ في لحومِ الفكرِ خسْفاً *ومَنْ خَصِم العقولَ هفَ انهيارا
 
فمــــــا عيش الفتى إلاّ هباءً **** وما فكرُ الفتـــــــى إلاّ  بحارا
 
فولّتْ في حشى الأيّامِ صغراً **** وكلُّ صغيـــرةٍ تلُدُ الصغـــارا
 
****************************************
 
ألا يا زاحمُ : الدّنــيا توالـــتْ ****يزاحمُ بعضها بعضاً دمــارا
 
فكم برجٍ ســــــتزرعُ للبرايـا ****مقامتُكَ الرفيعة ُكي تُـــدارى!
 
وجـــــرأتكَ التـي أدمغتَ فيها ***نفـاقّ الدّهرِ،هل تجدي شعارا؟
 
فمَن نظرَ الحياةَ بعمرِ فــــردٍ ****أضـلَّ خلـــــــودَ أمّتهِ عَوارا
 
فيــــــــأتي غيثهُ غضباً عليهِ ***ولا يُبقي ولا يــــذرُ اخضرارا
 
إذا مـــــــا النفسُ ما قرّتْ بعينٍ ***فلا ركدتْ ولا قــــرّتْ قرارا
 
ألا يا زاحمُ: الأشـواقُ عمــــرٌ ****قضينـاهُ اغتراباً واجتــرارا
 
فلا جدَّ الجديدُ سـوى جهــــــادٍ ****لنفـــسٍ جُرّعتْ منهُ مرارا
 
حللّتُ بموطني أمــــلاً بظــنٍ ****يراودني ، زهوتُ بهِ افتخارا
  
فرشتُ الأرضَ بعد النأي طوراً  *"أقبّلُ ذا الجدارَ وذا الجدارا"(3)
 
وطوراً ذابَ في نفسي هيـــاجٌ ****يؤجّجني بمــــا أمّـلتُ طارا
 
فكمْ من ْ (مريمٍ) خلدتْ بخلدٍ ***ولم تألفْ شراراً أو عــــرارا!(4)
 
فحاورها الجبانُ بلغمِ غـــــدرٍ****ومــا ذاقتْ براءتُها الحوارا
 
بأيِّ مشيئةٍ جرمَ بْنَ حقـــــــدٍ ****تشتتَ شـــملَ وادينا فجـارا
 
ألمْ تكُ (مريمُ الفيحاءِ) يومــاً ****لفــــاطمةٍ وعائشـــةٍ جوارا ؟!
 
****************************************
   
رأيتُ بسـاحتي حجراً لئيمـــــاً *****يُعدُّ لمثــمرٍ يَهدِ الثمــــارا
 
 ولمّا زانهُ  ســهرُ الليالـــي ******وشبَّ  يـراعُهُ يملي اقتدارا
 
أضــــاعوهُ وأيّ فتىً أضاعوا*****لـــــعمركَ والأنامُ تُدكّ ُعـارا
 
فللخلدِ البقاءُ لمـــــن تغاضى ****سيجعلُ أمـــــرَ جاحدهُ اندثـارا
 
فغيُّ الجـــــهلِ ســــرٌّ يزدريهِ ****ونورُ العلمِ  يفضحهُ جـــــهارا
 
ومَنْ مـــــــرّتْ تجاربهُ مـراراً ****ولمْ ترشـدْهُ ، قلْ عنــهُ حمارا
 
ومربدنا إذا ما كـــــــــــان غثّاً ****يثيـرُ بنثرهِ هــــــــــــذا الدوارا
 
فلا أرضى بــهِ شرفاً وشــــعراً****إذا ما العصــرُ أنجبــــهُ عصارا
 
ومَنْ ظـــنَّ  العراقَ بلا شــــموعٍ ****ستهديهِ ، وإنْ خفقـتْ مـرارا
 
فـــإنْ جُمِعَ العراقُ بعزم حزمٍ *****يكـــــــــنْ في رافديهِ أعزّ  دارا
 
فعشـــــــــــــتارٌ  ستحييهِ نخيلٌ****  لتســـدلَ فــوقَ هـــــولاكو ستارا !
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إشارة وتضمين لبيت أبي العلاء المعري :
فلا هطلتْ عليَّ ولا بأرضي *** سحائبُ ليس  تنتظمُ البلادا 
(2) بجارٍ : يعني براتب شهري ، كان في العصر الأموي والعباسي يطلق على الراتب : الجاري . ، وجواري الكنس للشمس وهي : زحل والمشتري وعطارد والمريخ والزهرة ، استعارة عن الولايات التابعة للدولة العباسية ، أبان ازدهارها .
(3) عجز لبيت مجنون ليلى :
امرّ على الديار ديار ليلى *** اقبل ذا الجدار وذا الجدارا.
(4) (مريم علي) طفلة عراقية ، لا يتجاوز عمرها ست سنوات ، قتلت ضحية التفجيرات الإرهابية في أحد مساجد الحلة الفيحاء  ، عرّجت إلى بارئها  كملائكة الجنان تشكو لربها ظلم الإنسان الشرير لأخيه الإنسان 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=93425
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15